حذر الرئيس الجنوبي "علي سالم البيض" من مقر إقامته في أوروبا مما قال أنه "مخطط للتخلص من الحراك السلمي" بعد العيد أو أثنائه.
وفي خطاب وجهه إلى "شعب الجنوب" بمناسبة عيد الفطر, قال البيض أن "المخطط الذي يرتب له هو نشر ما يسمى بالقاعدة في المثلث زنجبار – عدن – الحوطة, وهناك مخطط بالهجوم على حوطة لحج".
وتسيطر عناصر مسلحة من المتشددين الإسلاميين على مدينة زنجبار منذ مطلع يونيو/حزيران بعد معارك, وسعت هذه الجماعات المسلحة أن تسيطر على مدينة الحوطة في وقت سابق لكنها أخفقت.
وأضاف البيض "إن الهدف من هذه المؤامرة هو القضاء على الحراك السلمي فلن يبقى أمامك أي نظام تخرج بالمسيرات لتطالبه بالجلاء, فتبقى هناك عصابات في صنعاء وعصابات في الجنوب".
ومن شأن سيطرة الجماعات المتشددة على مدينة عدن التي تمثل مركز إشعاع مدني في المنطقة, السيطرة على ممر مائي دولي تعبر فيه ثلاثة ملايين برميل من النفط يومياً.
وتجرم الجماعات المسلحة الدعوات إلى انفصال أو إقامة دول مستقلة على مساحات من دول قائمة عملياً, وتعتبر أن هذه الأوضاع برمتها غير شرعية, وتسعى لإقامة دولة إسلامية كبرى, عبر السيطرة على مناطق وإعلان إمارات إسلامية لاتخاذها مراكز انطلاق تتمكن من التمدد من خلالها لاحقاً.
ودعا البيض "جميع الجنوبيين فوق أرض الجنوب, أن يتواصلوا وأن يعملوا أي صيغة من الصيغ التنسيقية إذا لم يتمكنوا من شكل أرقى من ذلك, ويفكروا في مواجهة ذلك المخطط جميعاً مع بعض, ونحن قادرون أن نغلب ونتغلب على هذه المؤامرات".
وألمح إلى احتمال تخلي الحراك الجنوبي عن سلميته, معتبراً أن مثل هذه المخططات "قد ترغم الحراك السلمي على تبديل أسلوب نظامه السلمي", مضيفاً "ويؤسفنا ذلك".
وقال في خطابه للجنوبيين "كل ما يدور عندكم هو من صنع صنعاء, وصنعاء لم يعد فيها نظام, موجود فيها عصابات, ونحن ما بين عصابة وأخرى تتقاذفنا هذه الأمواج".
وأضاف " نحن لا يهمنا مايدور في صنعاء, صنعاء ليست دولة, وصنعاء نحن ليس لنا علاقة بمايدور فيها, فليقرووا أهل صنعاء ما يريدون أما نحن في الجنوب فسنواصل نضالنا السلمي".
وأكد على التحذير من هذه المخططات قائلاً "أرجو أن يكون هناك اهتمام, وأن نخرج بعد العيد وقد حددنا المهام التي يجب مباشرتها, ونفس الشيء أكرر أن الحل والأخير هو لشعب الجنوب, وشعب الجنوب هو الذي يستطيع أن يحسم أولاً وأخيراً مصيره, وهو الذي يقدم التضحيات, وهو الجدير بأن يقول الكلمة الأخيرة في مستقبله".
نص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأحبة في الجنوب المحتل
أيها الصامدون المواجهون لكل الضيم والاعتدء والهمجية
أيها الأخوة في كل الجنوب
بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك, أحييكم وأهنيكم بالعيد السعيد, وأتمنى أن يعود علينا إن شاء الله في ربوع الوطن, وكل عام وانتم بخير.
أيها الإخوة الصامدون يا أبناء الجنوب قاطبة
إنني في الوقت الذي أشارككم هذه التهاني وهذا الفرح بالعيد السعيد إلا أنني أود أن أنبه إلى أن الجنوب المحتل لازال يواجه صعوبات كثيرة فهناك مخطط للتخلص من الحراك السلمي ووضع آلية جديدة في مواجهة الحراك السلمي وإن المخطط الذي يرتب له هو نشر ما يسمى بالقاعدة في المثلث زنجبار – عدن – الحوطة, وهناك مخطط بالهجوم على حوطة لحج بعد العيد أو أثناء العيد لاندري, لكن هناك تدبير لهذه المؤامرة, إن الهدف من هذه المؤامرة هو القضاء على الحراك السلمي فلن يبقى أمامك أي نظام تخرج بالمسيرات لتطالبه بالجلاء, فتبقى هناك عصابات في صنعاء وعصابات في الجنوب, وقد ترغم ذلك الحراك السلمي على تبديل أسلوب نظامه السلمي, ويؤسفنا ذلك ونحن لا نريد أن نخرج, وقد اختطينا طريق النضال السلمي منذ 2007, ولازلنا على هذا النظام وقدمنا دروس كثيرة لنا وللعرب وقدمنا تضحيات وشهداء أبرار وكثير من التشرد والمتاعب.
إنني أنبه كل الأخوان في الجنوب كل من تعز عليه الجنوب, وكل من يهمه مستقبل الجنوب, أن يتراصوا جميعاً ويتحدوا ويتفقوا لمواجهة هذا المخطط, هناك مخطط لتحويل الجنوب إلى قضية القاعدة أو مايسموه بالقاعدة, أو ما يسمون بأنصار الشريعة, هذه كلها ترتيبات من النظام في صنعاء, وقد أعلن ذلك علي عبد الله صالح في يوم من الأيام للناس, لن تكون هناك جنوب, ستكون هناك إمارات إسلامية كما قال, وأشار بالاسم إلى أكثر من منطقة في الجنوب, وهم الآن ينفذوا مخططهم.
للأسف على الجميع, جميع المكونات جميع الجنوبيين فوق أرض الجنوب, أن يتواصلوا وأن يعملوا أي صيغة من الصيغ التنسيقية إذا لم يتمكنوا من شكل أرقى من ذلك, ويفكروا في مواجهة ذلك المخطط جميعاً مع بعض, ونحن قادرون أن نغلب ونتغلب على هذه المؤامرات.
أرجو التفكير أثناء العيد وبعده مباشرة في لملمة الصفوف ومواجهة هذا الخطر, وإذا كان لابد من أن نفكر في أسلوب آخر فمن حقنا أن نتصرف على ماهو موجود أمامنا, ما نراه أمامنا, وليس ما نريده, نحن لا زلنا نصر على مواصلة الحراك السلمي, ولكن إذا حولوا البلد كلها إلى عصابات, ذلك يتطلب منا ربما تغيير في شكل وأسلوب النضال.
أرجو تدابر هذا الوضع ويمكن ان نتواصل مع الجميع, وعلينا أن نتحد لإنقاذ الجنوب لرفض حرف الحراك السلمي في الجنوب, هناك خطة تبيت, ليتحول الجنوب إلى قضية "القاعدة", وحينها يصبح مطروحاً التدخل الخارجي في الجنوب باعتباره مساحة تحتضن القاعدة, وهذا ليس من عمل الجنوب, الجنوبيون أحرار, الجنوبيون يناضلون نضالاً سلمياً, يطالبون باستقلال, ولا يمكن أن نقبل هذا التشويش وهذه الخطط الداخلة على نضالنا.
أنا أنبه على هذا, هذا موضوع مهم جداً, وسنواصل العمل به في هذه الأيام مع الجميع إن شاء الله.
في هذه الأيام المباركة وفي هذا العيد السعيد أرجو أن تنال أسر الشهداء كل الاهتمام من قبل الجميع في الوطن, أرجو الاهتمام بهم, أرجو الإسراع في توزيع ما يمكن جمعه, أو ما قد تم جمعه في شهر رمضان المبارك, ومحاولة إظهار البسمة على وجوه أسر الشهداء جميعاً, وكذلك الاهتمام ومواصلة العمل لفك أسر كل المعتقلين وعلى رأسهم المناضل العزيز حسن أحمد باعوم رئيس مجلس الحراك الأعلى.
في هذه الليالي المباركة نتمنى من الله أن يفك أسر معتقلينا, وأن يجعلنا جميعاً قادرين على مواصلة نضالنا الذي قدمنا له كثيراً من التضحيات وكثيراً من المعاناة.
أنا واثق أن في الجنوب أبطال يفهموا هذه المهام ويعوا هذه المسؤولية وكل ما أطلبه منهم فقط رص الصفوف, أما الإمكانيات ستأتي إن شاء الله مع الوقت, والأمور إن شاء الله تتحسن والصعوبات أيضاً سنتغلب عليها, ولكننا نرفض أن ننجر إلى مخطط آخر, وإلى تشويش وحرف نضالنا السلمي الذي اختطيناه منذ 2007.
أرجو التفكير جيداً في هذا, وأرجو تدارس الأوضاع بسرعة, ومواكبة التطورات التي قد تنشأ, كل ما يدور عندكم هو من صنع صنعاء, وصنعاء لم يعد فيها نظام, موجود فيها عصابات, ونحن ما بين عصابة وأخرى تتقاذفنا هذه الأمواج.
أرجو أن يكون هناك اهتمام, وأن نخرج بعد العيد وقد حددنا المهام التي يجب مباشرتها, ونفس الشيء أكرر أن الحل والأخير هو لشعب الجنوب, وشعب الجنوب هو الذي يستطيع أن يحسم أولاً وأخيراً مصيره, وهو الذي يقدم التضحيات, وهو الجدير بأن يقول الكلمة الأخيرة في مستقبله.
وبهذه المناسبة أكرر تهانينا لكم, لكل الأبطال, ونترحم على شهدائنا, وندعو بالشفاء لجرحانا, وإن شاء الله يفك أسرانا, ونكون في وضع نتمكن منه في مواصلة نضالنا, وعدم الخروج عن خط الحراك السلمي, ولكن تدارس مع يمكن عمله لمواجهة هذه الاختراقات التي يخطط لها العدو.
نحن لا يهمنا مايدور في صنعاء, صنعاء ليست دولة, وصنعاء نحن ليس لنا علاقة بمايدور فيها, فليقرووا أهل صنعاء ما يريدون أما نحن في الجنوب فسنواصل نضالنا السلمي, وسنواصل تماسكنا جميعاً لكي نضع حداً لكل المؤامرات التي تحاك في الخفاء ضد شعب الجنوب.
إن شعب الجنوب العظيم, البطل, الذي يمسك على الجمر من أجل مستقبله, إنه شعب يستحق الحياة والاستقلال والاستقرار بعد ذلك, فأرجو أن يعود علينا هذا العيد وقد حققنا ما نصبو إليه.
تهانينا لكم جميعاً, تهانينا لكل أبناء الجنوب, وإن شاء الله يعود علينا جميعاً ونحن متفقين على خط واحد ومستقبل واضح وهو تحرر واستقلال الجنوب, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وكل عام وأنتم بخير.