يبدو بأن سيناريو ما حصل في أبين، سيتكرر في أكثر من محافظة يمنية على رأسها محافظة لحج، التي اجتاحتها مساء أمس أول دفعة من الجماعات المسلحة، وتسببت في عملية نزوح جماعي للسكان من عاصمتها في مدينة الحوطة، بشكل لم يسبق له مثيل، بالإضافة إلى محافظة عدن، التي تسللت إليها اليوم جماعات مسلحة، وقامت بتوزيع منشورات تدعو لإقامة إمارة إسلامية فيها، وطرد من وصفتهم بالكفار.
في هذه الأثناء أعلنت جماعة تطلق على نفسها جماعة أنصار الشريعة في ولاية أبين، انتصارها على قوات الجيش اليمني في أبين، وأعلنت عن مكافأة مالية مقدارها 5 ملايين ريال لمن يقتل أو يدلي بمعلومات عن 12 طيارا شاركوا في قصف مواقعها في زنجبار وجعار، وتوعدتهم بالقتل حتى لو تعلقوا بأستار الكعبة.
عقب هذا النصر الذي حققته في أبين، تبدو محافظة شبوة من خلال بعض المؤشرات الأولية بأنها الهدف الرابع، بعد عدن ولحج، للجماعات المسلحة، التي يعتقد بأنها تابعة لتنظيم القاعدة، حيث أكدت مصادر محلية بأن هناك حالة استنفار قصوى في صفوف قبائل منطقة لقموش، في شبوة، وذلك على خلفية شجار حصل اليوم في المنطقة، بين عدد من رجال قبائل المنطقة، وبين أفراد محسوبين على الجماعات المسلحة المسيطرة على محافظة أبين.
وأوضحت المصادر بأنه كان هناك ظهر اليوم قطاع قبلي في منطقة لقموش، من قبل بعض رجال القبائل في المنطقة، كانوا يرفعون علم الجمهورية اليمنية، عندما داهمهم أفراد من الجماعات المسلحة، وطلبوا منهم إنزال علم الجمهورية اليمنية، بوصفه علما لدولة كافرة، وعندما رفض رجال القبائل إنزال العلم، حاول بعض المسلحين المحسوبين على الجماعات المسلحة إنزاله بالقوة، الأمر الذي تسبب في حدوث مشادة بين الطرفين، انتهت بتوعد المسلحين المحسوبين على الجماعات المسلحة لقبائل لقموش، بأن يتم إنزال جميع أعلام الجمهورية اليمنية، في المنطقة، الليلة، وقد أخذت قبائل لقموش هذا الوعيد على محمل الجد، وقامت بحشد جميع رجالها، تحسبا لأي هجوم محتمل على المنطقة من قبل الجماعات المسلحة المحسوبة على تنظيم القاعدة، والتي يبدو بأنها تعمل توسيع رقعتها في عدد من المحافظات الجنوبية، في ظل تواطؤ وتسهيلات من قبل السلطات الرسمية، وبتوجيهات عليا.
محافظة مأرب لا تبدو بمنـأى عن هذا المخطط، حيث أقدم مسلحون يعتقد بأنهم من أنصار تنظيم القاعدة، مساء اليوم، على قتل العقيد عبده النجار، قائد نقطة الفلج العسكرية في المحافظة، وتسبب الهجوم في إصابة أحد مرافقيه، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى منطقة مجهولة.
محافظة أبين التي تفرض الجماعات المسلحة سيطرتها عليها منذ عدة أسابيع، أصبحت نقطة انطلاق للجماعات المسلحة على ما يبدو، حيث تعمل هذه الجماعات على التوسع في جميع المحافظات المجاورة لها، في ظل توجيهات عليا، من قبل وزارة الدفاع وقيادات عليا في الدولة، بانسحاب اللواء 25 ميكا من مدينة زنجبار، وتسليم موقعهم للمسلحين المسيطرين على المدينة.
وقالت مصادر محلية بأن هناك ضغوطا كبيرة تمارس على اللواء 25 مكيا، للانسحاب، بعد أن كبد الجماعات المسلحة خسائر كبيرة خلال الأيام الماضية، وتقضي هذه التوجيهات بالانسحاب محافظة عدن، وهو ما رفضه أركان حرب اللواء على جازع الكازمي، لكونه من أبناء محافظة أبين، وذلك بالرغم من انسحاب قائد اللواء محمد الصوملي.
مراقبون يرون بأن هذا الانسحاب هو مجرد تمهيد لإتاحة الفرصة للجماعات المسلحة بالتقدم إلى محافظتي عدن ولحج، غير أن أركان حرب اللواء 25 ميكا، على جازع الكازمي، يقف عقبة أمام هذا الانسحاب، وقد مكنه من هذا أنه يحظى بشعبية كبيرة بين أبناء المحافظة.
هذه التطورات، رافقتها جهود بدأ عدد من مشايخ محافظة أبين لمحاولة أعادة الحياة إلى طبيعتها، ولإغاثة المدنيين الذين أصبحوا بحاجة ماسة إلى إغاثة إنسانية في مناطق المواجهات.
وأوضح الشيخ علي يسلم باعوضة، الذي يقود هذه التحركات لإعادة الحياة إلى طبيعتها، بأن هناك رغبة لدى الجماعات المسلحة لإعادة الحياة إلى طبيعتها، ولإغاثة النازحين، والمدنيين المحاصرين في مناطق المواجهات، مشيرا إلى أن أبناء المحافظة يعملون حاليا على تشكيل مجلس محلي على مستوى المحافظة، وقال بأن الجهود التي يقودها هي جهود لتوحيد الرؤية بين المواطنين وبين الجماعات المسلحة بحكم قربه منها، مؤكدا بأنه تواصل مع شخصيات اجتماعية على مستوى المحافظة، ومع الجماعات المسلحة التي تربطه بها علاقات قديمه، وجميعهم أبدوا استعدادهم لعودة الحياة إلى طبيعتها، وإغاثة النازحين، والسماح لمنظمات العون والإغاثة بالوصول إليهم.