رائد الجحافيمؤسس الملتقى
عدد المساهمات : 2797
تاريخ التسجيل : 30/06/2008
العمر : 45
الموقع : الجنوب العربي - عدن
| موضوع: ثلاث بطائق معايدة بمناسبة عيد الفطر المبارك الأربعاء 31 أغسطس - 4:37 | |
| بقلم/ رائد الجحافي البطاقة الأولى: إلى أرواح الشهداء الجنوبيين الذين اسقوا بدمائهم الزكية تراب الجنوب، أولئك الذين قدموا أرواحهم الطاهرة فداء للجنوب وانتصاراً للعزة والكرامة والشرف، الذين سبقونا إلى الشهادة وقالوا لا للذل وامتهان الكرامة، لا للظلم والاستعباد، لا للقهر والاحتقار، وصرخوا في وجه الاحتلال بينما يتقدمون الصفوف بصدور عارية قائلين إنّا هاهنا أيها المحتل لا نمتلك البارود ولا المدفع والدبابة والطائرة لكننا نمتلك إرادة صلبة وقوية إرادة تنبع من إيماننا بصدق ونقاء قضيتنا الجنوبية، تنبع من إيماننا بأننا سنستعيد كرامتنا وحقنا المسلوب وسنستعيد دولتنا المحتلة فها نحن وها هي صدورنا فاضغطوا زناد مدافعكم بأياديكم المرتعشة، وافعلوا فعل الجبناء سنسقط شهداء لتبقى راية نضال شعبنا في الجنوب عالية خفاقة وسيحملها من بعدنا إخوة لنا وأبنائنا، فهنيئاً لكم أيها الشهداء الأبرار ونسأل الله أن يسكنكم فسيح جناته، ولتناموا قريري الأعين ولا نامت أعين الجبناء. وانتم أقارب الشهداء، أبنائهم، أمهاتهم، أبائهم، إخوانهم، زوجاتهم وكل قريب لهم نقف إجلالا أمامكم، فانتم من تستحقون إن نتوجه إليكم في هذا العيد وفي بقية الأعياد والمناسبات وعلى الدوام بالتهاني والتبريكات، ونحب أن نقول لكم إننا لم ولن ننساكم، فبفضل الله ثم بفضل إخوانكم الجنوبيين من تجار ومغتربون ورجال خير لم ولن تشعروا بالحاجة، نحن على استعداد أن نتقاسم معكم قوتنا وكسرة خبزنا، ومعاناتكم هي معاناتنا وانتم أولى بالرعاية والاهتمام قبل أي احد آخر، وهذا واجب على كل جنوبي أن يقوم به. قبلة بهذا العيد لا ننسى أن نهديها لكل تاجر ومغترب ولكل جنوبي لم يتوان في دعم اسر الشهداء والجرحى. البطاقة الثانية: بطاقة أخرى نهديها إلى الزعيم الأسير حسن باعوم الذي يأبى الخنوع والإذلال وآثر المكوث بين جدران الحبس على الخروج ذليلاً وعلى حساب مبادئه، المناضل والقائد الفذ الذي لم تتزحزح مواقفه وإيمانه بالجنوب قضية وشعب وهوية وأرض، الزعيم الفولاذي الصامد الشامخ سمواً حتى استحق إن يطلق عليه قاهر السجن والسجان، منديلا الجنوب، وهكذا صفات وألقاب يستحقها بجدارة ولا يختلف اثنان على صدق ووفاء وإخلاص هذا الرجل الذي يقضي الأيام والأشهر والسنون داخل المعتقلات انتصاراً للجنوب، فمنذ انطلاقة الحراك الجنوبي كثف باعوم نشاطه واخذ يتنقل بين مناطق الجنوب من منطقة إلى أخرى ومن مدينة إلى أخرى، وتعرض في العام 2007م للاعتقال ومكث في المعتقل قرابة الشهر، وعاد باعوم كالعادة لممارسة نشاطه إلى إن جرى اعتقاله في العاصمة عدن، وجرى ترحيله إلى صنعاء، وادخل زنزانة انفرادية في سجن الأمن السياسي، مكث فيه لأكثر من ستة أشهر تعرض للمحاكمة والإرهاب النفسي، وخلال محاكمته رفض الاستماع للنيابة والقاضي وانشغل بترديد شعارات الجنوب ونشيد (بلادي بلادي بلاد الجنوب جمهورية وعاصمتها عدن) ولم يعترف قط بالمحاكمة. غادر حبسه بعد أن اشتد به المرض وساءت حالته الصحية، وثم غادر إلى الخارج لتلقي العلاج في الصين ثم في النمسا وفي ألمانيا قبل إن يصل إلى العاصمة المصرية القاهرة حيث مكث قرابة العام وثلاثة أشهر داخل المستشفيات، وبعد عودته، لم يمكث طويلاً في منزله وعلى الرغم من وطأة المرض الذي يعاني منه إلا انه شد الرحال من جديد صوب المدن والمناطق الجنوبية الأخرى للملمة صفوف الحراك الجنوبي ثم انطلق صوب العاصمة ومنها إلى زنجبار بأبين حيث يجري حوارات وتنسيق بين قادة الحراك الجنوبي، وواصل مسيره صوب الضالع، ولكن وقبل وصوله إليها تعرض للاعتقال بمعية نجله فواز وآخرين بجانبه، ليمكث في سجن الأمن المركزي باب اليمنية حوالي شهر قضى فيه أيام عيد الأضحى العام الماضي، وعندما غادرا السجن لم تكن عودتهم إلى البيت، بل اتجه باعوم إلى حيث كان ينوي انطلاقته في الضالع ومنها إلى ردفان ثم إلى يافع ثم شد الرحال صوب العاصمة عدن للمشاركة في الانتفاضة الشعبية التي انطلقت في منتصف فبراير الماضي وفور وصوله إليها ساءت حالته الصحية وتم نقله إلى المستشفى وفي صبيحة اليوم التالي حاصرت قوات الأمن المستشفى الذي أسعف باعوم إليه وجرى اختطافه ونجله فواز إلى مكان مجهول ولم يكشف عن مكان اعتقاله إلا بعد نقله من السجن الحربي بصنعاء إلى مستشفى الشرطة بصنعاء وربما لا يزال هناك يعيش وجراحه وآلامه غير آبهاً بكل أساليب الضغط الممارسة ضده، هذا الإنسان لم يتهاوى ولن يتهاوى لأنه يدرك مدى مشروعية وعدالة القضية الجنوبية التي يضحي لأجلها. كما نحب أن نهدي ذات البطاقة لبقية الأسرى والمعتقلين الجنوبيين، ولعائلاتهم ومنها عائلة هذا الباعوم، هذا الملاك، نعم إلى العائلة التي تتحمل معاناة طائلة تشتت أفرادها في الجبال وفي دول الشتات، الأسرة التي لم يستطع أفرادها الاجتماع معاً ليلة عيد الفطر ولا في صباح العيد، أم فادي المرأة الصابرة المكافحة التي لم تلتقي بزوجها ولا بأولادها، فواز في معتقله بجانب والده، وعمر لاجئ في سويسرا، وسالم في القاهرة، وفادي لم يجد له مطرحاً آمناً، فالمطاردات مستمرة ومحاولات اغتياله متكررة لكنه أيضا لم يستطع المكوث في جبال شبوة حيث يتنقل لمواصلة نضاله وعقد الاجتماعات والمهرجانات في حضرموت وشبوة وغيرها، إليهم جميعاً نهدي أروع بطاقة معايدة بهذا العيد. البطاقة الثالثة: نهديها إلى الأسرة النموذجية، الأسرة التي تعرضت لأبشع ظلم وقهر في التاريخ الحاضر، أسرة باشراحيل، أسرة الأيام، للأستاذ الرائع المناضل هشام محمد علي باشراحيل، ولشقيقه تمام شريكه في المعاناة والصبر والوفاء، إلى كافة أفراد الأسرة، إلى صحيفة الأيام الموقوفة، الصحيفة التي كانت شريان الجنوب ومرآة الحق والصدق والنبل، فهاهو العام الثالث يطوي ما تبقى من عمره على توقيف صحيفة الأيام التي لم يتخذ مجرد قرار أو حكم جائر لإيقافها، بل تعرض ناشريها وأسرة باشراحيل لأبشع صنوف الإرهاب والتعسف، وتعرضت الصحيفة لإجراءات قهرية ظالمة من قبل السلطات اليمنية عملت على إيقافها ومنعها من الصدور بعد إرهاب القائمين عليها واستهداف مبنى الصحيفة ومنزل الناشرين هشام وتمام باشراحيل وشن عدة هجمات استخدمت فيه قوات الأمن والجيش أسلحة خفيفة وثقيلة قبل ثلاثة أعوام وأعقبت الهجوم بحصار دام لعدة أيام ثم جرى اعتقال رئيس التحرير الصحفي القدير هشام باشراحيل بينما كان على فراش المرض وزجت به ونجليه هاني ومحمد في السجن دون محاكمة بعد مداهمة مبنى الصحيفة والمنزل والعبث بمحتويات مكاتب الصحيفة وسرقتها، وكان مبنى الصحيفة في صنعاء قد تعرض في وقت سابق لهجوم استهدف حياة رئيس التحرير عندما جرى تطويق الحصار عليه داخل المبنى وحبس حارسه الشخصي المناضل احمد العبادي المرقشي الذي تعرض لمحاكمة جائرة جراء تهمة كيدية وحكم عليه بالإعدام ظلماً وبهتاناً ولا يزال داخل السجن بصنعاء منذ أربع سنوات، ومنذ ذلك اليوم لم يسمح للناشرين إعادة إصدار الصحيفة، وعلى الرغم من الجور الذي طال الصحيفة والقائمين عليها والخسائر الفادحة التي تكبدها الناشرين ويتكبدانها إلا إن الصحيفة التي عرفت بحياديتها ومهنيتها البالغة ونشرها لثقافة الوعي المتمدن والحضاري وثقافة التسامح ونبذ العنف والإرهاب والمساهمة في بناء مجتمع مدني متحضر، هذه الصحيفة والأسرة التي قدمت للجنوب الكثير والكثير نشعر أننا لم نف معها، لم نرد اقل القليل، وبكل شرف نبعث لأسرة باشراحيل أجمل وأزكى بطاقة معايدة في هذا العيد المبارك. في الأخير لا بد لنا أن نضع في الحسبان اسر الشهداء والجرحى والمعتقلين وان لا ننساهم، وفي الحسبان أسرانا في مقدمتهم الزعيم باعوم، وأسرة باشراحيل، وأمامنا حمل ثقيل من واجب لا بد أن ننجزه تجاه هؤلاء، أن نضاعف من الرعاية لأسر الشهداء والجرحى والمعتقلين، نصعد من تضامننا مع أسرانا، ونكثف من صور التضامن مع صحيفة الأيام وأسرة باشراحيل، يجب أن تكون أيامنا انتصارا لقضيتنا وفي مقدمة أولويات القضية أن ننتصر لهؤلاء المشمولين في بطاقات المعايدة، وارى إن من أولويات نضال أبناء الجنوب خلال المرحلة القادمة هي إطلاق سراح الزعيم باعوم ونجله وبقية الأسرى والمعتقلين، وتصعيد الاحتجاجات التضامنية مع صحيفة الأيام ومع ناشريها فإن انتصرنا لهذه القضايا فإننا سننتصر للقضية الرئيسية المتمثلة في تحقيق الاستقلال واستعادة دولتنا، وعيد مبارك وكل عام وانتم بخير. |
|