أبين .. ثلاثة أيام تحت النار تقرير أخباري مفصل كـ (أنموذج) لما يجرى في محافظة أبين ! إعداد / أحمد الربيزي لازالت سلطات نظام صنعاء تقوم بقصفها اليوم على مدينتي زنجبار وجعار محافظة أبين الجنوبية بحجة قصفها للجماعات المسلحة التي تحتل أكبر مدينتين في محافظة أبين الجنوبية وفي الوقت الذي لم نسمع عن سقوط قتلى من هذه الجماعات المسلحة المسيطرة تماما على هذه المدينتين منذ منتصف مايو / أيار 2011م إلا أن القصف العشوائي يزداد ضراوة كل يوم مخلفا الكثير من القتلى والجرحى في أوساط المواطنين المدنيين الأبرياء من شيوخ ونساء وأطفال علاوة على مضاعفة النازحين المشردين من مدنهم ومن القرى التي تقع في ضواحي المدينتين ففي ظهر يوم السبت الماضي 3/ سبتمبر شهدت منطقة الكود في الضواحي الغربية لمدينة زنجبار قصفا مدفعي وصاروخي من الآليات التابعة للواء(119) المرابط على مشارف منطقة الكود وقصف بالطيران الحربي وبالزوارق البحرية وكان قصف مركز على منطقة الكود مما تسبب في تدمير عدة منازل ومنها منزل المواطن عبد الله علي طريز الذي دك تماما فوق ساكنيه وهم ثلاث نساء بالإضافة إلى رب الأسرة ( طريز) هذا ما تم تأكيده ونخشى أن هناك منازل أخرى تم تدميرها فوق ساكنيها كم تم قصف عدة مناطق سكنية قصفا عشوائيا وتم تدمير كثير من المصالح الحكومية والأهلية بحجة تواجد مسلحين من ما تسميهم السلطات اليمنية بـ ( القاعدة ) وكان منسق فريق الكوارث في جمعية الهلال الأحمر اليمنية قد أكد لاحقا أن جمعيتهم التي تتلقى دعما من الصليب الأحمر الدولية قد قامت تاريخ 3/ سبتمبر بنقل أربع جثث لمدنيين من أسرة واحده من منطقة الكود على مشارف زنجبار من جهة الغرب إلى مستشفيات في عدن مؤكدا أن جمعيتهم نقلت كذلك عشر جثث أخرى من مدينة جعار إلى مستشفى الرازي بالإضافة إلى نقلهم لخمسة جرحى مدنيين من منطقة الكود ومن جعار إلى الرازي وسبعة جرحى آخرين إلى مستشفى النقيب في عدن وفي مساء السبت 3/ سبتمبر دوي انفجار هائل سمع دويه في كل مديريات العاصمة عدن وضواحيها وكان سببه انفجار سيارة مفخخة في نقطة تفتيش (العلم) بين عدن وزنجبار ويرابط فيها عناصر من الأمن المركزي اليمني وأدى هذا الانفجار إلى قتل وجرح أكثر من عشرة من عناصر الأمن المركزي , ومن المعروف أن الطرق الواصلة بين عدن وزنجبار لازالت مقطوعة بالكومة الرملية التي صنعها قائد المنطقة الجنوبية في الجيش اليمني مهدي مقولة ( بريمر عدن) - كما يسميه الجنوبيين- لتقطع الطريق الساحلي نهائيا بما يعني أن السيارة المفخخة كانت قادمة من عدن وليست من زنجبار وهذا ما يعتبره كثير من المراقبين جرس إنذار أي انه قد تم تجهيز هذه السيارة المفخخة كما يبدو في عدن ويشير كثير من المراقبين إلى احتمال أن تكون سيارة تحمل لوحه معدنية من لوحات سيارات الجيش اليمني وألا كيف استطاعت أن تتجاوز عدة نقاط عسكرية موجودة على طول الطريق بين نقطة العلم ومنطقة العريش شرق عدن ؟!! وفي مساء يوم الأحد الماضي 4/ سبتمبر قامت القوات المرابطة في ضواحي زنجبار من الجهة الغربية وكذلك من الجهة الشرقية بقصف مركز على المنازل الواقعة في شارع معهد أوراس ودمرت أكثر من 15 منزلا من بينها منزل الكابتن أحمد الراعي مدرب نادي حسان السابق وكذلك ومنزل عوض الشيخ احد الشخصيات الاجتماعية في المدينة وكذلك منزل الأستاذ محمد صالح الزنجباري تدميرا كليا و من حسن الحظ أن هؤلاء وبقية الساكنين في البيوت المدمرة قد تشردوا منذ بداية المعارك في زنجبار أواخر شهر مايو الماضي وعند ظهر يوم أمس الأول ( الاثنين) شن الطيران الحربي عدة غارات وطلعات جوية على مدينتي زنجبار وجعار في توقيت واحد فعند الساعة 11:20 ظهرا شنت المقاتلات الحربية هجوم عنيف على عدد من المؤسسات والمصالح الأهلية والحكومية في جعار قصفت خلالها إدارة (الحفر) قريب من شرطة مدينة جعار بالإضافة جامع المدينة الذي يقع وسط المدينة ووسط السوق الرئيس فيها محدثة تدمير جزئي للجامع وأحدثت هلع شديد للمواطنين المتواجدين في السوق وخلال ذلك سقط ما لا يقل عن سبعة (7) مواطنين أبرياء وأكثر من 15 جريح وصل منهم إلى عدن تسعة جرحى ومن القتلى هزاع الصبيحي المقوتي وبايع الخضار والفواكه وهو من الشخصيات المعروفة لأبناء المدينة كما سقط من بينهم طفل يقال بان الشظية قد محت ملامح وجهه وفي نفسه الوقت تعرض مستشفى الرازي إلى عدة غارات جوية من مقاتلات حربية قصفت المستشفى بحجة أن فيه مسلحين ينتمون إلى ما بات يعرف بأنصار الشريعة وقد تضرر من القصف الجوي الأول أقسام (الباطني) و ( العناية المركزة ) وقال شهود عيان إلى أن بعض القذائف قد إصابة قسم الطوارئ وبوابة المستشفى في القصف الجوي الثاني عصر اليوم نفسه الأحد 4/ سبتمبر مما اخرج المستشفى عن الجاهزية من جديد بعد أن تم استعاد نشاطه من قبل إدارة المستشفى وبالتعاون مع أبناء مدينة جعار والمجلس الأهلي المشكل فيها وكانت صحيفة " الأولى " المستقلة الصادرة صباح يوم أمس الثلاثاء قد ذكرت على لسان الدكتور مهدي باحسن عضو المجلس الأهلي في جعار استنكارهم لما تعرضت له عدة أحياء من قصف عشوائي وقال با حسن " أن القصف جاء بعد إعلان المجلس أمس ( الأحد) عبر مكبرات الصوت في جامع جعار أبلاغ المواطنين فيه بان مستشفى أبين يعمل , وان جميع الأطباء بادروا للعمل فيه , مضيفا انهم ابلغوا المواطنين بأن الجماعات المسلحة قد خرجت من المستشفى " - ( لودر) تصون نفسها وفي مدينة لودر حاضرة المنطقة الوسطى إلى الشرق من زنجبار ويعد سيطرة شباب المدينة على مدينتهم وطردهم للجماعات المسلحة وتحذير القوات العسكرية من دخول لودر , وإعلانهم حماية مدينتهم والتمترس للدفاع عنها وحماية سوقها وإدارة شئونها بأنفسهم وهذه الترتيبات التي قام بها شباب ملتقى لودر وجدت استحسان الأهالي في المنطقة الوسطى بل وفي عموم مناطق ومحافظات الجنوب وقد استطاع شباب لودر منذ تم لهم ذلك من حماية مدينتهم وعند ظهر يوم أمس الأول ( الاثنين) استطاع شباب لودر من القبض على شاب من الجماعات المسلحة يدعى يحيى محمد ناصر ( وهو من منطقة (تهامه) التابعة لمحافظة الحديدة الشمالية ويعمل بائع متجول يبيع الموز في مدينة الشيخ عثمان العاصمة عدن ) , وقد تسلل إلى مدينة لودر عبر مكيراس وكانت عيون الشباب ترصده حتى دخل سوق السلاح في المدينة فقاموا بمفاجئته والقبض عليه فوجوده متمنطق بحزام ناسف تم خلعه من قبل الشباب وتسليم الانتحاري وحزامه كعهدة لرجال الأمن وهم من أبناء المنطقة على أن يتم التحقيق معه من قبل فريق أمني من ملتقى شباب لودر وقد عرفوا من خلال التحقيق مع الانتحاري أن باقي لديه أصدقاء تمكنوا من الهرب وان هدفهم كان التفجير وسط شباب الملتقى , وفيما تفاعلت بعض القرى المحيطة بمدينة لودر مع اللجان الأمنية والإجراءات المتخذة وشكلت لها لجان لحماية القرى أكد ملتقى شباب لودر إلى أن القرى التي لم تتفاعل مع هذه الإجراءات سيتم حرمان أهلها من دخول سوق لودر مؤكدين أهمية حماية المنطقة كلها وفي مساء يوم الاثنين الماضي في مدينة الوضيع محافظة أبين رمي مجهولين قنبلة يدوية على منزل القيادي في الحراك الجنوبي ناصر عوض عزان ولحسن حظه أنها لم تنفجر بالرغم من وصول القنبلة إلى وسط أطفاله وأسرته وفي اتصال هاتفي مع (عزان) قال " أنني استغرب هذا العمل ألإجرامي وأحمل سلطة صنعاء التي تحتل الجنوب – حد قوله - ما حدث ويحدث " مؤكدا عدم وجود له أي عداء شخصي بينه وبين أحد مرجحا وان يكون هذه العمل من صنع نظام صنعاء وأزلامها خاصة وأنها أعمال إجرامية تستهدف أسرة كاملة بدون رحمة وقال : " نقول لهم أن مثل هذه الأعمال لن ترهبنا أو تثنينا على مواصلة نضالنا حتى تحرير بلدنا مهما كلفنا ذلك " مضيفا " أنني بخير وكذلك أولادي بعد أن لطف ربي من عنده بنا جميعا " . عدن – 7 / سبتمبر 2011م إلى اللقاء ..