رصدت منظمة الإغاثة الدولية «أوكسفام»، وجود أسر في كل أنحاء اليمن، «تحتاج في شكل ملحّ إلى مساعدات، نظراً إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والنقص في الوقود الذي يدفع بهم إلى الانهيار». وأشارت في تقرير صدر أمس، إلى أن «ثلث الشعب اليمني ( 7.5 مليون شخص)، يعاني حالياً من نقص في الغذاء». وحذّر معدّ التقرير أشلي كليمنتس، من «كارثة»، مشدداً على أن «الوقت حان لوقف المد الذي يجرف نحو هذه الكارثة».
وأظهر استطلاع جديد لـ «أوكسفام» في محافظة الحديدة غرب البلاد، أن «نحو ثلثي الفقراء (64 في المئة) من الذين شملهم الاستطلاع، تخلوا عن إحدى وجبات الطعام اليومية، وأن الخُمس (19 في المئة) سحب أطفاله من المدارس ليدخلوا إلى سوق العمل لمساعدة الأهالي على البقاء. كما تعتمد عائلات كثيرة على نظام غذائي مكون من الخبز والرز فقط». ودعت المانحين إلى اللقاء خلال منتدى أصدقاء اليمن، تشمل دولاً مؤثرة غربية وخليجية، لتنسيق مساعدات مالية فورية لليمنيين».
وحذّر كليمنتس، من أن «كثراً مهددون في زمن الجوع». وأعلن التقرير، وجود «نقص كبير في تمويل المساعدات الإنسانية، لأن بعض الجهات المانحة ركز تاريخياً على أهداف سياسية وأمنية في اليمن، تاركين الأشد فقراً في العراء». ولفت إلى «تجاهل المجتمع الدولي محنة سكان أفقر بلد في العالم، بل قطعت بعض الجهات المانحة المساعدات بدلاً من زيادتها. فعلى سبيل المثال، علق البنك الدولي 542 مليون دولار من المساعدات الشهر الماضي التي تشمل تمويل مساعدات الرعاية الاجتماعية التي يحتاج إليها بشدة بعض أشد الناس فقراً، بسبب القلق من الأوضاع الأمنية وعوامل أخرى، لكن بعض مؤسسات الرعاية الاجتماعية التي يمولها البنك الدولي تواصل تقديم الدعم للفقراء في اليمن».
وتستعد «أوكسفام» للاستجابة للنتائج المقلقة للدراسة، من طريق «برنامج دعم مالي يساعد أشد الأسر تأثراً والتي تعاني من الجوع، وستعمل على المدى الطويل على تحسين فرص العمل وقدرة المجتمعات على إطعام نفسها». ويُتوقع أن «يدعم البرنامج نحو مئة ألف شخص». كما تستجيب لـ «حاجات الآلاف من النازحين الذين يعيشون موقتاً في المدارس في ميناء عدن، وتعمل من خلال برامج للمياه والصرف الصحي والنظافة العامة، التي تساعد 20 ألف يمني في مخيمات اللاجئين في الشمال».