بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد ابن عبدالله وعلى آله وصحبه أجميعن ..
قال الله سبحانه وتعالى (( ولا يحيق المكر السيئ الا بأهله )) .. صدق الله العظيم
يا أبناء شعبنا الكريم في جنوبنا الحبيب ..
يسرني ويشرفني أن اعبر لكم عن اصدق التهاني والتبريكات بمناسبة حلول ذكرى الرابع عشر من اكتوبر لهذا العام .. سائلا الله عز وجل ان تعود علينا هذه المناسبة في عامنا القادم وقد اكرمنا الله بالنصر المؤزر بتحرير بلادنا من براثن الاحتلال الهمجي المتخلف .
ان هذه المناسبة الوطنية العزيزة شكلت ولازالت تشكل منعطفا هاما في مسيرتنا النضالية التحريرية كما كانت كذلك في أصلها التاريخي . فهاهي تتجدد اليوم في ظل ظروف صعبه ومخاض عسير يشهده وطننا المحتل كما تشهده كذلك مختلف الساحات الوطنية في الوطن العربي الكبير.. وهاهي الأحداث تتسارع – تماما كما توقعناها – في خطاباتنا السابقة , وعلى النحو الذي يصب في صالحنا وفي صالح نصرة قضيتنا الوطنية العادلة .
أيها الأعزاء جميعا :
ان قليل من التمعن في مجريات الأحداث وتطوراتها وتداعياتها الراهنة , خاصة على صعيد قضيتنا الوطنية سوف ينتهي بنا الى نتيجة ايجابية بكل المقاييس والحسابات , اذ ان جميع المؤشرات والدلائل تؤكد وتشير بشكل واضح الى حدوث تقدم حقيقي ل " قضية الجنوب " في مسارها التحرري نحو الاستقلال والحرية , والى تخطيها لمراحل صعبة وعسيرة , ما كان لأكثر المتفائلين منا أن يضعها في يوم من الأيام ضمن حساباته وتحليلاته لمجريات ونتائج الأمور السياسية على الصعيد الوطني وعلى صعيد قوى الاحتلال اليمني ومواقفها وتماسكها على أرضنا المحتلة .
أيها الأخوة والأخوات الكرام ..
وهل يحيق الكيد والمكر السيئ إلا بأهله .. الم يقل المولى عز وجل في محكم كتابه الكريم " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " .. صدق الله العظيم .
وقال رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام ( من عذر ظالما بظلمه , سلط الله عليه من يظلمه , فاذا دعا لم يستجب له )) ..
نعم أيها الأعزاء .. لقد مكروا بنا وبالجنوب وبشعبنا الطيب الكريم . ولقد غدروا بنا وتفننوا في الغدر.. وكادوا بنا .. وأحسنوا الكيد .. وتآمروا علينا .. وأجادوا التآمر , ولكن الكيد والمكر والتآمر والغدر ارتد الى نحورهم أجمعين .
وها نحن اليوم نتابع كيف محق الله أفعالهم واشغلهم بأنفسهم .. وها نحن اليوم نراقب ونتابع اعترافاتهم المتتالية غير المنتهية ضد بعضهم البعض بجميع جرائمهم البشعة التي ارتكبوها جميعا في حق وطننا وشعبنا , ويأبى الله عز وجل الا ان يفضحهم بألسنتهم وبأفواههم ليقدموا للعالم اعترافاتهم البشعة الموثقة بحجم الانتهاكات والجرائم الخسيسة وبالكيفية التي تآمروا بها على الجنوب ودولته وشعبه .
ايها الأبطال الأحرار من ابناء الجنوب وبنات الجنوب..
هنيئا لكم اليوم كل هذه الانتصارات وهنيئا لكم اليوم هذا الاحتفال الوطني بيوم الرابع عشر من أكتوبر في أرضكم الطاهرة الحرة وفي اي بقعة كانت على ترابنا الوطني , فلا تجعلوا من هذه المناسبة الا عاملا قويا لرص الصفوف وتوحيد الكلمة , فلتحتفلوا بها جيمعا في مختلف بقاع وطننا الحر الأبي .. ولتكن ردفان وكما تعودنا دائما محطة الاحتفال الأولى في صباح يوم الرابع عشر من اكتوبر ولتشهد عدن الحبيبة احتفالا كبيرا يليق بها عصر او مساء اليوم نفسه ... فلا تتنازعوا ولا تختلفوا ولا تتشاحنوا على موعد ومكان الاحتفال .. واجعلوا من هذه المناسبة فرصة عزيزة للحوار وللتفاهم ولسد الثغرات وتقريب وجهات النظر بين مختلف المكونات التي تنشد الاستقلال والحرية لشعب الجنوب , والتي تجعل من هذا الهدف المقدس هدفا وطنيا واضحا تعمل وتضحي من اجل الوصول اليه .
اننا ندعوكم جميعا في هذه المناسبة الى العمل معا وبتنسيق متكامل في مسيرتكم النضالية , خاصة وانكم جميعا متفقين تجاه هدف الاستقلال ولا شئ سواه .. ونحن اذ نناشدكم العمل من اجل هذا , فاننا في الوقت ذاته ندرك ان التباين والاختلاف في الرأي مسألة ليست شاذة ولا هي عيبا في العمل الوطني ان هي أحاطت بجميع الوطنيين في اي مرحلة من المراحل , فلسنا أيها الأخوة ملائكة في اول الأمر أو آخره وانما بشر نصيب مرة ونخطئ مرات.. ولسنا حالة استثنائية لحالات مماثلة في أرجاء المعمورة . كما ان التباين والاختلاف لا يعيب احدا منا .. ولكن العيب الا يعترف احدا منا بالآخر او ان يعمل على إقصاءه او اعتباره غير وطني بهذا المقياس او ذاك .
ايها الأعزاء جميعا ...
اننا كنا في الخارج ولا زلنا نتمنى ونرجو ان تتفق معنا مختلف القوى السياسية الجنوبية بشكل واضح وقاطع لا لبس فيه فيما يخص هدفنا الوطني المشروع وهو الاستقلال واستعادة سيادتنا على ترابنا الوطني , وهي الحالة المثلى ان كنا ولازلنا نتأمل الوصول اليها من قبل الجميع , والتي سوف تجعل الفرصة أمامنا جميعا مواتية لتحقيق الاصطفاف الوطني الكامل والحقيقي بعيدا عن اي حسابات او نزعات ذاتية او حزبية او مناطقية .. ونحن نعلن أمامكم ونشهد الله على ذلك بأننا لن نكون الا مع ما يتفق عليه ابناء الجنوب جميعا شريطة ان نصطف جميعا تحت سقف مطلب شعبنا في حريته واستقلاله وسيادته على أرضه. واما ما هو خلاف ذلك فسوف يبقى لنا الحق في ان نتمسك بخيارنا ونهجنا كقوى وطنية تتميز عن باقي القوى الوطنية بخيارها وتوجهها ولا تنكر في نفس الوقت دور باقي القوى ولا تلغيها ولا تستعلي على أحد منها. وفي هذا الإطار يهمنا ان نعبر عن استغرابنا ودهشتنا تجاه تحميلنا بالتساوي مسئولية عدم الاتفاق او التوصل الى تشكيل قيادة جنوبية موحدة مع مختلف القوى السياسية الجنوبية وهي التهمة التي ترمى علينا بين الحين والآخر من قبل البعض من الأخوة الحريصين على وحدة الصف الجنوبي , فكيف يمكن لأمر مثل هذا ان يحدث في الحالة الراهنة التي لازالت فيها بعض القوى الجنوبية تتمسك بخيار الفيدرالية صراحة في إطار الدولة اليمنية الواحدة ! .. وهنا يحق لنا ان نطرح السؤال التالي : ما هو وجه القصور الذي اتى من قبلنا ؟ .. وما هو المطلوب منا ان نقوم به ؟ .. وهل ان تمسكنا بخيار الاستقلال – هو خيار الأغلبية الساحقة من أبناء شعب الجنوب – هو عيبنا الذي يجب ان نتخلى عنه من وجهة نظر من يحملنا مسئولية التباين ! .. وهل يطلب وينشد منا الأخوة الأعزاء الذين يحملوننا وبنفس الدرجة مسئولية عدم التوافق او التوحد الوطني ان نتنازل عن هذا الخيار المقدس في سبيل ان تتشكل قيادة موحدة ! ..
أيها الأعزاء جميعا ..
لقد اعلنا أكثر من مرة اننا لن نكون الا مع الخيار الذي يختاره شعبنا , وان المراكز والمناصب القيادية لا تعنينا ولا تهمنا في شئ , وإننا على استعداد كامل وفي اي لحظة للتوافق مع مختلف القوى الجنوبية تحت هذا الخيار الوطني دون قيد او شرط .. وما دون ذلك فإننا أيضا على اتم الاستعداد للتنسيق والحوار والتشاور مع مختلف القوى الجنوبية للبحث في أوجه التعاون وتنسيق المواقف وتحديد " القواسم المشتركة " فيما بيننا كقوى وطنية . وهو موقف يعزز ويؤكد ما نؤمن به من احترام واعتراف بجميع الأطراف الجنوبية دون استثناء , كما انه نهج يلبي ما تتطلبه قواعد الديمقراطية وتهيئة البيئة الوطنية لثقافة سياسية جنوبية جديدة .
ايها السيدات والسادة الأعزاء
ان التفاؤل في الغد هو واحد من مفاتيح انتصارنا المأمول .. فلننظر الى نصف الكأس المملؤ .. ولنتمعن جيدا في موقعنا الحالي وموقع قضيتنا الوطنية " قضية الجنوب " أين كانت ؟ واين تقف اليوم ؟ .. وبغض النظر عن المواقف المؤسفة تجاه قضيتنا بشكل عام , الا ان عوامل النصر والنجاح تتوفر اليوم بين ايدينا نحن اهل الأرض واهل الحق وما علينا الا ان نمسك بزمام الأمور بالصورة المثلى ونتوكل على الله .. فهو نعم المولى ونعم النصير ..
المجد والخلود لشهداء الجنوب ..و الشفاء العاجل لجرحى الجنوب الاشاوس و الحرية والكرامة للمعتقلين الأبطال وعلى رأسهم رمز قضية الجنوب المناضل الكبير الصبور / حسن احمد باعوم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علي سالم البيض
رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية
[justify]
الأحد 16 أكتوبر - 0:12 من طرف سليم الجحافي