صدى عدن / ردفان / خاص
أصدرت اللجنة التحضيرية لمهرجان ردفان الذي اقيم بمناسبة ثورة 14 أكتوبر المجيدة بيانا سياسيا "صدى عدن " تسلم نسخة منه يعيد نشرة كما وصلنا :
بسم الله الرحمن الرحيم
} من المؤمنين رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا { صدق الله العظيم
بيان سياسي هام بمناسبة الذكرى ألــ48 لثورة 14 من أكتوبر الخالدة
يا جماهير شعب الجنوب الأبي
يا صناع فجر الحرية والاستقلال والجنوب الجديد
تتوجه قيادة الحراك السلمي لتحرير الجنوب بكل مكوناته وفي مقدمتهم الشباب بالتحية النضالية تحية الحرية والاستقلال إلى شعب الجنوب الأبي المكافح في الداخل والخارج بمناسبة الذكرى 48 لثورة 14 أكتوبر 1963م والذكرى الرابعة لثورة شعب الجنوب السلمية الثانية سائلين الله إن يسكن شهدائنا الإبطال فسيح جناته والى الجرحى الصناديد متمنيين لهم الشفاء العاجل وتحية لأبناء الجنوب المعتقلين والمخطوفين والمخفيين قسرا وعلى رأسهم المناضل الجسور حسن احمد باعوم قائد ثورتنا الشعبية السلمية التحررية رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب وابنه فواز تحية عنوانها أمجادكم الراسخة في وجدانكم عناوينها الحرية والمدنية والحضارة والسلم الاجتماعي والتقدم و الرخاء والتسامح. ان الاحتفال بذكرى اكتوبر يحمل معاني ودلالات سياسية كبيرة تتجلى في الوفاء للقيم النبيلة وللدماء الزكية والتضحيات الجسام التي قدمها الثوار الاوائل من اجل الحرية والاستقلال لشعب الجنوب وان من ليس له ماضي مشرق لن يكون له حاضر ومستقبل مشرق ,وان قوات الاحتلال اليمني في حرب 1994م قد عمدت الى اتباع سياسة ممنهجة للقضاء على تاريخ ثورة 14 اكتوبر الجنوبية من خلال اجتياح واحراق متحف ثورة الجنوب والمعالم الكفاحية والاثرية لشعب الجنوب وهدم مقابر الشهداء ومعاقبة كل مناضلي اكتوبر والرعيل الاول للجنوب
لقد مثلة ثورة 14 أكتوبر الخالدة لحظة انبعاث و البحث عن الذات، لحظة البحث عن الخلاص من الهيمنة طمعاً في بلوغ الحرية. ولم يكافح شعب الجنوب من أجل الخروج من تحت الهيمنة الأجنبية البريطانية وانتزاع حريته ويقدم آلاف الشهداء من أبنائه ليصبح حراً مستقلاً، ولم يقم بكل ذلك ليسلم أمره لاحتلال أجنبي متخلف من نوع آخر .
يا أبناء الجنوب الأبطال :
في هذه اللحظات التاريخية يمر شعب الجنوب وطليعتة النضالية الحراك السلمي لتحرير الجنوب بكل مكوناته وفي مقدمتهم الشباب في ظروف بالغة الخطورة و التعقيد تفرض علينا جميعا مواجهة كل هذه التحديات ‘ ومما لا شك فيه أن شعبنا خلال الأربع السنوات الماضية بقيادة الحراك السلمي الحامل السياسي و الممثل الشرعي لشعب الجنوب قد حقق كثيرا من الانتصارات والمكاسب على المستوى الداخلي والخارجي ويأتي في مقدمتها التصالح والتسامح والتضامن الوطني الجنوبي-الجنوبي والذي يعتبر الارضية الصلبة لانطلاقة مسيرة ثورة الجنوب السلمية التحررية تلك الانطلاقة المباركة لابنا الجنوب ,وهاهي الشعوب الحية التي تجعل من انكساراتها انطلاقة لانتصارتها ,وهذا دليل على الابداع الخلاق والواعي لشعب الجنوب وابنائه الأحرار بكافة شرائحهم السياسية في صنع القرارات المصيرية التحررية وإنها من محاسن الصدف التاريخية ان تكون ردفان الحاضن لثوار الجنوب في انطلاقة الثورة الاولى وتكون الحاضن لثوار الجنوب في انطلاقة ثورتهم الثانية ,وان ماعجز عنه الاحتلال البريطاني وعجز عنه الاحتلال اليمني في تركيع شعب الجنوب ومحاولات طمس تاريخية لاتستطيع أي قوى مهما بلغت تأمراتها على انتزاع هذا التاريخ من وجدان شعب الجنوب الابي ,وان الحراك الجنوبي التحرري وثورته الثانية التي تسير بزخم ثوري منقطع النظير وماهذا الحضور المليوني اليوم في ردفان إلا رسالة واضحة المعالم واستفتاء شعبي لصالح مشروع التحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب ,هذا الحضور الحاشد ماهو إلا استدعا للتاريخ التحرري وبعث وانتاج روح المقاومة والصمود والاستبسال والثبات و وفاء لدماء الشهداء و الجرحى التي روت أرضنا الطيبة و صمود أسرى الجنوب في زنازين و سجون الاحتلال و في مقدمتهم الرمز الوطني حسن احمد باعوم ، و من ردفان الشموخ و من هذا المكان الذي شهد اجتراح أول ملحمة بطولية في النضال السلمي تمثلت بتحرير أبناء ردفان الأبية لهذه المنصة ليلة (13) أكتوبر 2007م بصدورهم العارية مقدمين 4 شهداء و18 جريح , يؤكد المهرجان على القضايا التالية :-
أولا :- يتابع الحراك السلمي الجنوبي التحرري بروح المسئولية تطورات الأوضاع في محافظة أبين و يعبر عن إدانته الشديدة للإعمال الإجرامية و الوحشية التي ترتكبها أجهزة الاحتلال بالمحافظة و محافظات الجنوب الأخرى و هو يؤكد إن ما يجري في زنجبار و جعار، من قتل و تشريد المواطنين و عزلهما عن باقي مناطق الجنوب تحت مسميات عديدة مثل القاعدة والمسلحين وهي في كل الحالات تقدم لهم جميعا كل الدعم و الرعاية والمساعدة و تتبنى هذه الأجهزة مجموعاتها الخاصة بها بهدف تضليل الرأي العام المحلي و الدولي بهذه المسميات و مخاطرها على المنطقة و تشويه مناطق الجنوب و مدنه بهذه الأعمال وبهذا الصدد يرفض الحراك السلمي لتحرير الجنوب سياسة سلطة الاحتلال في صناعة الإرهاب وتصديره إلى ساحات الجنوب المحتل بقصد خلط الأوراق وتشويه صورة شعب الجنوب إمام دول العالم ، و في نفس الوقت يعبر عن تظامنة الكامل مع نازحي ابين وندعو المنظمات الحقوقية والانسانية الاقليمية والدولية ان تطلع بدورها.
ثانيا :- يؤكد الحراك السلمي الجنوبي التحرري على تمسكه الثابت الغير قابل للمساومة ، بان أي مفاوضات مع الجمهورية العربية اليمنية و بلادنا لن يكون إلا بين طرفين هما ممثلين عن شعب الجنوب و ممثلين عن شعب الجمهورية العربية اليمنية و تحت إشراف دولي و إقليمي و على قاعدة قرارات الشرعية الدولية (924 ، 931 ) و بيان أبها لدول مجلس التعاون الخليجي و بيان دول إعلان دمشق و على نتائج حرب صيف 94م و قرار قيادة شعب الجنوب بإعلان فك الارتباط يوم 21 مايو 1994م من الجمهورية العربية اليمنية .
ثالثآ:- إننا نعلن للداخل والخارج عن موقف الحراك السلمي لتحرير الجنوب الواضح الذي لا يقبل اللبس أو التأويل بأنه خرج إلى الساحات والميادين وقدم آلاف الشهداء و آلاف الجرحى بإرادته الحرة ولم يخرجه أحد بعد تجربة مريرة لأكثر من 20 عاماً وبعد أن فشلت كل الطرق للتعايش ونعلن عن هدفنا وهو استعادة الحرية والسيادة والهوية والدولة الجنوبية المستقلة وأن أي لقاءات أو مؤتمرات أو اتفاقات مع أي جهة كانت في الداخل والخارج ومن وراء ظهر قيادة الحراك السلمي لتحرير الجنوب بكل مكوناته ودون أخذ رأيه وتهدف إلى التقرير نيابةً عنه أو الإدعاء بتمثيله وتقرير مصيره فأنها مرفوضة رفضاً قاطعاً جملةً وتفصيلاً ولا تمثل إلا وجهة نظر أصحابها والموقعين عليها وأن لا وصي على شعب الجنوب .
رابعآ:- يحيى المهرجان المواقف الثابتة والمبدئية لفخامة رئيس دولة الجنوب الأستاذ المناضل / علي سالم البيض ووقوفه وتمسكه بخيار شعب الجنوب المتمثل بالتحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب ، كما يثمن روح البطولة والتضحية والصمود لرئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي المناضل الجسور / حسن أحمد باعوم ، في غياهب سجون سلطة الاحتلال ونحملها في ذات الوقت كامل المسؤولية عن حياته وعدم الكشف عن مكان اعتقاله هو ونجله فواز حسن باعوم ،
خامسآ :- يدعو المهرجان كل قوى الجنوب السياسية والاجتماعية إلى الحوار يتم من خلاله تشكيل جبهة وطنية عريضة تظم جميع القوى المؤمنة بحق شعب الجنوب باستعادة دولته المستقلة و تقرير مصيره بنفسه, والتوافق على قيادة واحدة تستطيع حمل القضية إلى الرأي العام داخلياً وخارجيا وتمثل هذه القضية خير تمثيل أمام الرأي العام ،وتستطيع أيضاً إدارتها سياسياً وجماهيرياً بكفاءة واقتدار وأهم هذه الثوابت الوطنية التي تقوم عليها الجبهة هي التالية :-
التطبيق الفعلي و العملي لمبدأ التصالح و التسامح و التضامن الوطني بين كل الأجيال الجنوبية.وترسيخ وعي هذا المبدأ بما لا يتعارض مع حق التعدد والتنوع كمبدأ يقبل به الجميع في الحاضر ويرعى وينمى ليتحول إلى ثقافة سياسية وقيمة اجتماعية تحول دون عودة الشمولية الفكرية والسياسية أو المساهمة في إعادة إنتاجه.
التمسك بحق شعب الجنوب الشرعي و القانوني في تحرير أرضه و استعادة هويته و دولته و تقرير مصيره بنفسه و احترام إرادته وكل خياراته و تطلعاته في بناء الجنوب الجديد .
سادسآ :- يلفت المهرجان انتباه المجتمع الدولي و الإقليمي و في الصدارة مجلس الأمن إلى التفريق بين ثورات الربيع العربي و من ضمنها ثورة أشقائنا في الجمهورية العربية اليمنية الهادفة إلى تغيير الأنظمة الديكتاتورية العسكرية المستبدة المحتكرة للسلطة و الثروة و بين ما يجري في وطننا الجنوب المحتل من ثورة سلمية تحررية عُرفت بـ (الحراك السلمي لتحرير الجنوب) الذي يناضل من أجل حرية شعب الجنوب واستعادة دولته المستقلة وهويته و دوره الوطني و الإقليمي و الدولي وما لذلك من أهمية في الحفاظ على الأمن و الاستقرار في المنطقة و العالم أجمع.ونجدها مناسبة ولحظة تاريخية يناقش فيها مجلس الأمن الدولي اليوم قضية الوضع في اليمن بعد احالة الملف اليمني الى المجلس ونذكر مجلس الأمن الدولي بمواقفه العادلة الى جانب شعب الجنوب ورفض المجلس الحرب على شعب الجنوب وقراراته العادلة وملف قضية الجنوب الذي لازال قيد النظر الفعلي وفق القانون الدولي
سابعآ :- ندعو دول مجلس التعاون الخليجي إلى إعادة النظر في مواقفها الحالية من قضية شعب الجنوب العادلة و المشروعة و إلى تفهم نضال شعب الجنوب من اجل التحرير من الاحتلال اليمني و استعادة دولته المستقلة وندعو تلك الدول الشقيقة التمسك بمواقفها العادلة التي اتخذتها في اجتماع وزراء دول مجلس التعاون الخليجي اثنا الحرب على شعب الجنوب في صيف 1994م في مدينة ابها السعودية، حتى لا تتكرر المواقف التي حدثت من ثورة (14) أكتوبر 1963م عندما كان يناضل شعب الجنوب ضد الاحتلال البريطاني و لم تكترث دول الخليج لما يجري من نضال يقوم به الشعب في الجنوب و الذي كان يحتاج للدعم و المساعدة مما أدى بدول المعسكر الاشتراكي إلى دعمه و مساندته ارتبطت فيما بعد علاقته بهذه الدول ، و استمرار هذه المواقف سيكون لها نتائج سلبية في المستقبل عندما تقف دول بديلة عوناً لهذا الشعب المحتل اليوم .
ثامنآ :- يشيد المهرجان بشباب ثورة التحرير في الجنوب بشكل عام وفي العاصمة عدن والمكلاعلى وجه التحديد للملاحم البطولية التي سطروها خلال الأشهر الماضية ويقظتهم في حماية مسيرة الثورة التحررية الجنوبية و ندعوهم إلى تعزيز لحمتهم الوطنية خلف هدف شعبهم و التوافق على قيادة شبابية و طلابية واحدة تساهم بفعالية في قيادة الحراك السلمي لتحرير الجنوب .
تاسعآ :- إن قضية شعبنا أمام منعطف تاريخي هام يتطلب من كل القوى السياسية في الجنوب إن تتحمل مسئوليتها بوضوح و بمصداقية وعدم الارتماء وراء المشاريع التي تنتقص من حق شعب الجنوب في التحرير و الاستقلال وفي حقه بتقرير مصيره .
عاشرآ يحي المهرجان كل شهداء الثورة و الجرحى في كل مراحل النضال الوطني و كل الأسرى و المحتجزين في زنازين و سجون الاحتلال و في مقدمتهم الرمز الوطني حسن احمد باعوم رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب ، و يعاهد جماهير شعبنا بالمضي قدما حتى تحقيق النصر بالتحرير و استعادة استقلال دولة الجنوب و في نفس الوقت يحي صحيفة الأيام و ناشريها هشام و تمام باشراحيل لمواقفهما الوطنية و صمودهما في وجه هذه السلطة الغاشمة والمحتلة و يحيي صمود بطل هذه الصحيفة المناضل احمد عمر المرقشي الذي ظل رمزا شامخا ضد كل وسائل أعمال هذه السلطة طيلة السنين الماضية و ما صدر ضده من أحكام جائرة ترفضها كل القوانين والشرائع السماوية ، و ندعو كل المنظمات الإنسانية و الحقوقية و المجتمع الدولي إلى التضامن مع شعبنا الجريح و المحتل و إدانة هذه الأعمال القمعية و القهرية التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد مواطني شعبنا في الجنوب
عاش شعب الجنوب..
المجد و الخلود لكل شهداء شعبنا الأبي ..
الشفا للجرحى و الحرية لأسرانا ..
صادر عن اللجنة التحضيرية لمهرجان ردفان بمناسبة الذكرى ألــ48 لثورة 14 من أكتوبر الخالدة
14 أكتوبر 2011م