هكذا زيف وعينا إيديولوجيا الوحدة ومسلماتها ولاسيما في الجنوب الذي زيف وعيه التاريخي -ايضا- انظروا كتاب سيف علي مقبل(وحدة اليمن تاريخيا)
وأكذوبة الوحدة الأزلية للأرض والشعب اليمني , قبل الحديث عن إيديولوجيا الوحدة القومية العربية نود ان نذكر بان مفهوم اليمن لم يظهر الا في صدر الإسلام وقد كان لدى كل المؤرخين مفهوما إشكاليا اذ تساءلوا :لماذا سمي اليمن بهذا الاسم ؟؟ ((انظروا كتاب المسعودي: مروج الذهب +جواد علي : تاريخ العرب قبل الاسلام,المجلد الثاني +كتاب احد ابرز المجسدين لمقولة المفكر العربي د.محمد عابد الجابري ((المثقفون الرحل)) واحمد الصوفي في كتابه :الاعتراف المنيع في المسالة اليمنية ,وغيرهم. لكن تطور علم الآثار وترجمة النقوش القديمة أهدى الباحثين بما يفيد بان مفهوم القيمة جاء منحوتا عن اللغة وليس عن تبلور سياسي لإقليم سياسي تاريخي ,فهو ات من لغة المسند( اشان وايمن) اي الشام واليمن وتعني لغويا:الشمال والجنوب والجنوب اي شمال الجزيرة وجنوب الجزيرة, وما نعلمة ولاندري لماذا يتم تناسيه هو ان التاريخ العلمي وليس الرواية التاريخية تحدث هن خمس ممالك عرفت باسم ممالك جنوب الجزيرة العربية ((وهي :معين-الجوف –قتبان-شبوة –حضرموت-حضرموت –اوسان (عدن-بئر علي)+سباء –صرواح-مارب))
السؤال لماذا قامت هذه الممالك في هذه المساحة من الارض ولم تقم مملكة واحده ؟؟ ولماذا كان تجاورها وتزامنها (= وجودها في زمن واحد) تتنازع وتتصارع بحدة لدرجة ان كان تاريخها هو تاريخ حروب واحتلالات متبادلة طول الألف الأولى ماقبل الميلاد؟؟
ولم يتغير الحال في الفترة التالية لظهور الإسلام ,فالصراع اتخذ المسار التاريخي نفسه ولم يحدثنا التاريخ عن دولة لاقبل الميلاد ولا بعد الاسلام عن دولة اسميت باسم اليمن حتى عشرينيات القرن العشرين, حيث غير الامام يحي مملكته من اسم المملكة المتوكلية الهاشمية الى المتوكلية اليمينية ,لاسيما بعد الاعلان عن المملكة العربية السعودية ,ثم دولة الاستقلال في الجنوب (ج ي د ش) .
وللإفادة بان شعب الجنوب قاوم تمدد دولة الأئمة الزيود في القرن السابع عشر الميلادي اذا تمكنت ثورة الجنوب ان تخرج الأئمة من الجنوب بعد صراع عنيف دام (38 عام) وذلك نهاية القرن السابع عشر .. وحافظ الجنوبيين على استقلال أراضيهم حتى احتلال بريطانيا لعدن مايساوي 3قرون الى عام 1990م.
وفي هذا المضمار لابد من الإشارة الى الحقائق التاريخية الآتية:
1. ان ترسيم الحدود بين الجنوب واليمن من قبل البريطانين في الجنوب والاتراك في اليمن كان مجرد اضفاء الشرعية على ماهو قائم على الارض منذ دحر الجنوب لاحتلال دولة الائمة لزيزد (الدولة القاسيمة) التي قامت عقب الاحتلال العثماني الاول (1538-1635م)
2. ان الامام يحي وقع على اتفاقية ترسيم الحدود بين الدولتين عام 1934م
3. لم يقل احد بوحدة اليمن بما ان اليمن قد عرف بحدود مملكة الائمة طوال التاريخ الى 3مارس 1956م عند ما اصدر الاتحاد العمالي في عدن بيانا اكد فيه وحدة الأرض والانسان اليمني شماله وجنوبه.
4. انتصار الجبهة القومية المنتمية الى تنظيم القوميين العرب ,واستلامها لاستقلال الجنوب من بريطانيا كانت من دافع إيديولوجي أصرت على ربط الجنوب بهوية اليمن ثم اسمت دولة الاستقلال ب(ج ي ج ش) وللقضاء على الهوية الجنوبية تماما ,عدل الاسم بعد الإطاحة بالرئيس قحطان الشعبي في 22 يوينو 1969م ليصبح(ج ي د ش). ومن هنا بدأت أزمة الهوية الجنوبية , وغدت المقدمة المركزية لموضوع مداخلتنا..
حيث كرست دولة الاستقلال في الجنوب ثقافة الوحدة وشجعت التارخة السياسية التي زيفت حقائق التاريخ وزورت وعي الانسان الجنوبي لتلتقي مسلمات الايدولوجيا القومية بأساطير التاريخ المزيف لتصنع وعيا جنوبيا مغتصبا وملفقا ازاء مالم يحدث .. وايهامة بجنات النعيم ان هو انجز مهمة (الوحدة اليمينة...) الامر الذي جعل من حوار التوحيد بين الدولتين بعد كل حرب طبعا ,ليس حوارا بين دولتين وشعبين وانما حوار الواحد,لإعادة وحدته الضائعة ,والتي بها أضاع حضارته وبها يستعيد تاريخة الحضاري المزعوم .
هكذا زيفت وعينا إيديولوجيا الوحدة ومسلماتها ولاسيما في الجنوب الذي زيف وعيه التاريخي -ايضا- انظروا كتاب سيف علي مقبل(وحدة اليمن تاريخيا) على سبيل المثال لا الحصر.