هو واحد من رجال الحركة الشعبية في الجنوب لا يتردد إذا كان الأمر يتعلق بمصلحة الجنوب فتجده المبادر في الحلول والانتقادات اللاذعة التي يوجهها لقيادات الجنوب في الداخل والخارج.
يواصل مع بقية المناضلين السير في النهج الذي اختاره لهم واسترضوه لوطنهم الأم الجنوب في طريق لا رجعة عنه إلى استعادة الأرض المسلوبة دون قيد أو شرط، إنه العميد علي السعدي المعتدل الطرح.. والشخص الذي يجيد التحدث والإقناع لكل شخص يقف أمامه، نترككم لتعرفوا المزيد عنه في هذا الحوار..
* كيف هي أوضاع الحراك الجنوبي في ظل ثورات الربيع العربي...؟
الحراك أوضاعه جيدة ويسير بعزيمة قوية وخطى ثابتة نحو هدفه المنشود الذي خرج من أجله وثورات الربيع العربي ما هي إلا تقليد سياسي لنضالنا السلمي في الحراك الجنوبي، هذا الحراك الذي كان له الفضل في كسر حاجز الخوف في الجنوب المحتل بشكل خاص والوطن العربي بشكل عام.
* كيف ينظر العميد والقيادي في الحراك علي السعدي إلى تنوع اللقاءات حول القضية الجنوبية في القاهرة وبروكسل واللقاءات المزمع إقامتها في دول أخرى..؟
إن كل اللقاءات جنوبية تجتهد من أجل الجنوب وكل من وجهة نظرخ التي يرى أنها تؤدي إلى النتيجة والحل لقضيتنا الجنوبية العادلة.. وفي الأخير كل هذه الاجتهادات تؤدي إلى الجنوب وتحرره واستعادة دولته وهويته وتاريخه.
* على ماذا يختلف المجتمعون رغم أن مطالب شعب الجنوب في الداخل باتت واضحة من خلال مهرجانات 14 أكتوبر الماضية التي طالب فيها الشعب الجنوبي بفك الارتباط..؟
لا أضن أن الموضوع بهذا الشكل الذي تطرقت إليه في السؤال وأعتقد أنه ليس هناك اختلافات بالمستوى المطروح ولكن هناك وجهات نظر قد تختلف حول الوسائل فقط، ونحن في المقابل نعتبر التباينات من وجهات نظرنا عمل صحي نتعود من خلاله على قبول الرأي والرأي الآخر، ونتعود على اتساع الصدور لان المستقبل يختلف عن الماضي، المستقبل هو مستقبل حرية الرأي والرأي الآخر والانفتاح، ومن حق أي طيف سياسي أو حتى فرد أن يقول رأيه بكل حرية انتهى زمن تكميم الأفواه.
* علي السعدي ظهر بمقال صحفي يصف فيه القيادات التاريخية والصف الثاني منهم بأنهم يملكون خبرات فاشلة أدت سابقاً إلى تضييع الجنوب.. واليوم يطالبون باستعادة الجنوب بنفس تلك الخبرات الفاشلة وطالبهم بتسليم القيادة للشباب...؟ ماذا تقصد..؟
نعم والمقصود من كتابتي لهذا الموضوع هو ليس التقليل من تلك الخبرات، ولكن علينا أن لا نحتكر الفكر السياسي لقضيتنا في جيل قديم قد يضن أن خبراته القديمة هي المفتاح للحل، فاليوم الزمن تغير، وحتى الفكر السياسي تغير، والركود في الماضي التفكيري خطأ جسيم والغرض أيضا التذكير بأن مستقبل السلطة لن يكون كماضيها فالماضي كان الوصول إلى السلطة مغنم، أما المستقبل فيسكون الوصول إلى السلطة ليس مغنماً بل سيكون متعباً جداً اليوم، وسيكون من في السلطة أمام المجهر وستركز عليه وسائل الإعلام وتتابع خطواته خطوة خطوة، وتنشرها وأي هفوة ستجعله في وضع لا يحسد عليه.. ولهذا نقول دعونا نجرب بوجوه جديدة قد تستوعب المستقبل أكثر من الوجوه القديمة.. فالشباب هم طليعة هذا الوضع الجديد وهم الأكثر تقبلاً لمتغيراته لأنهم نشأوا فيه وسيرسمون سياساتهم على ضوءه وعلى ضوء متغيراته وطبعا هذه وجهة نظري قد أكون مخطئاً أو مصيباً فيها.
* كيف ينظر العميد علي السعدي إلى الحلول المطروحة لحل القضية الجنوبية بإزالة المسبب فيها وهو النظام وقيام دولة يمنية واحدة بشراكة الجنوبيين، وكيف ينظر إلى حل قضية الجنوب بالفيدرالية..؟
أنا أرى أن كل الحلول المطروحة هي اجتهادات للقوى السياسية سواء كانت جنوبية أم شمالية، ولكني أرى أن صاحب القرار الأول والأخير في اختيار الحل المتعلق بشعب الجنوب هو الشعب الجنوبي لا غيره، وشعبنا الجنوبي هو صاحب الحق الأول والأخير في تقرير مصيره.. كيف ما أراد واعتقد أن كل الاجتهادات المطروحة ستذوب ولن يبقى إلا ما يقرره شعبنا الجنوبي من هذه الاجتهادات أو غيرها، وأعتقد أن جوابي هذا شامل لجواب السؤال بشقيه.
* كيف يمكن تحقيق مطلب فك الارتباط مع الشمال إقليمياً وواقعياً؟ وما هو مصير الشماليين القاطنين في الجنوب..؟
فك الارتباط تم في 94م عندما تم الانقلاب على الوحدة السلمية.. واحتلال الجنوب بالقوة، واليوم نحن نعيش في وضع احتلال، ولا أعتقد أن هذه المرحلة أنها شهدته أي مرحلة من مراحل المستعمرات في الوطن العربي، لقد تم التعامل مع شعبنا الجنوبي بتعامل همجي قبيح وتم البسط على كل شيء في الجنوب ونهب كل شيء "أرضاً وثروة" وتم الاستخفاف بآدمية الإنسان الجنوبي حد طمس هويته ووجوده على أرضه وتعامل معنا نظام الاحتلال بعنجهية ونشوة المنتصر والمهزوم، وتناسى أن الشعوب لن تموت، أما قضيتنا هي مع الغزاة الذين اعتبروا الجنوب غنيمة وفيد، وكأن الجنوب لا يوجد به شعب عظيم، أما الشماليين الجنوبيين الميلاد فهم جنوبيون، وخاصة من سكنوا الجنوب ما قبل وحدة الغفلة المنتهية، ولا يقدر أحد تجريدهم من هويتهم الجنوبية، وليسوا بغزاة أو محتلين، والحراك منذ انطلاقته لم يصدر عنه أي خطاب سياسي يشير فيه إلى هذا التخويف المتكرر من قبل البعض، وأعتقد أن هذا التخويف يحاول تصديره نظام الاحتلال وشعب الجنوب شعب رحب وطيب، ولن ينكر الهوية والجنسية على أي مواطن جنوبي مهما كان نسبه أو عرقه أو حتى مذهبه.
* الحراك الجنوبي يؤيد من من أطراف الصراع في الشمال..؟ ومن يؤيد من أطراف الصراع في أبين..؟
الحراك الجنوبي عنده قضية وهي قضية الجنوب أرضاً وإنساناً، ونحن في الحراك لسنا ضد ثورة التغيير في الشمال، ولكن هذا لا يعني تراجعنا عن الوصول إلى الهدف الذي خرج شعبنا الجنوبي من أجله وقدم قافلة من الشهداء من أجل تحررنا واستعادة أرضنا وهويتنا وتاريخنا.
* من الواضح أن حزب "الإصلاح" اليوم يسعى بقوة لاستلام السلطة دون أن يعرض شكلاً لحل للقضية الجنوبية.. ماذا بيد الجنوبيين كي يوقفوا حزب "الإصلاح" خصوصاً أنه يرى أن الوحدة مقدسة..؟
حزب "الإصلاح" شريك فعال في حرب الاجتياح واحتلال الجنوب في 94م وهو حزب الفتوى الشهيرة ضد شعبنا الجنوبي ولكن الجنوبيين المنتمون إلى حزب الإصلاح فهم مع شعبهم وأرضهم وسيثبت الوقت صحة هذا الحديث وقد يقوم الآن حزب الإصلاح بدفع فروعه في الجنوب بالاحتكاك مع إخوتهم الجنوبيين، ولكن اعتقد أن فروع الإصلاح في الجنوب يدركون هذه النوايا الخطيرة التي تسير عليها قيادات الأحزاب ذات المنشأ الشمالي، ويدركون أن تلك الأحزاب مهما وزعت الأدوار، فهم جميعهم متفقين على أن الجنوب بالنسبة لهم عبارة عن فيد وغنيمة.
* ظهر الدكتور عبدالوهاب الديلمي صاحب الفتوى بتحليل دماء الجنوبيين.. خطيباً الجمعة الماضية في ساحة التغيير بصنعاء.. كيف يفهم ذلك من قبل الحراك الجنوبي..؟
هم الآن في الشمال لديهم ثورة من أجل التغيير وربنا ينصرهم على نظام صالح، "وصالح نفسه وإسقاطه" ومن حق الديملي أن يخطب في ساحات التغيير لأن عندهم قضية أعتقد مجمعون عليها وهذا ما افهمه بحسب السؤال.
* في ظل تأييد جنوبيين إصلاحيين.. حزب "الإصلاح" يقوم بإرسال مجاميع إلى الجنوب من أجل تشكيل قوة وتبني حل للقضية الجنوبية بعد استلامه الحكم وحلها بالطريقة التي يراها..؟ هل وضعتم تصوراً سياسياً لمواجهة ذلك..؟
أولا كيف عرف الإصلاح أنه هو من سيرث الحكم في الشمال بعد نظام صالح؟ لان ثورة التغيير عندهم فيها قوى سياسية متعددة الأطراف، أم أن حزب "الإصلاح" قد حسم الأمر سلفا على طريقة انتخابات نظام صالح، لا أعتقد أن حزب "الإصلاح" سيستعجل الأمور بهذه السرعة، أولا يحسموا أمرهم مع صالح ونظامه، وبقية القوى السياسية الشريكة في الحسم وبعدها لكل حادث حديث.
* مطالبة الحراك الجنوبي بالانفصال في ظل ثورة إسقاط النظام يخلق فرصة للنظام والرئيس بالاستمرار في الحكم ويوقف مسار الثورة وحماسة الشماليين في إسقاط النظام.. أليس كذلك..؟
الحراك وجد قبل وجود ثورة التغيير بأكثر من أربع سنوات، ووجد من أجل قضية تختلف كليا عما يطالب به إخوتنا الشماليين في ثورة التغيير، ولو أن الحراك أخرجته ثورة التغيير وظهر بفضلها فمن حقهم أن يقولوا أن الحراك أعاقهم.
* القوة تفرض نفسها.. لماذا لا ينتهز الجنوبيون الفرصة ويفرضوا الانفصال بقوة السلاح في ظل تقاتل الأطراف الشمالية..؟
نحن ووفق إمكانياتنا الشحيحة واثقون أن النصر حليفنا إن شاء الله تعالى، لأن عندنا قضية عادلة وعندنا قناعات والسير بعزيمة لا تلين حتى النصر مهما كلفنا ذلك من ثمن.
* ختاماً.. وبعيداً عن العاطفة.. كيف ينظر السعدي إلى مستقبل ثورة الشباب ومصير علي عبدالله صالح..؟ وكيف يقرأ السعدي بخبرته مستقبل الجنوب وأبناءه..؟
الخبرة عندي محدودة ومن وجهة نظري مستقبل ثورة شباب التغيير في اليمن يعتمد نجاحها على قوة صمودهم، والخروج من جلباب الوصاية الحزبية، أما مستقبل الجنوب فقراره سيحسمه الشعب الجنوبي فهو صاحب الحق الأول والأخير في اختيار مستقبله.
الأربعاء 2 نوفمبر - 7:08 من طرف ياسين النقيب