لم تكن أجساد أبناء الجنوب ذات يوم بعيدة عن مرمى وأعين قناصة حكام صنعاء ولم يكن الدم الجنوبي بمنأى عن مصاصيه من الطغاة المتكبرين كما لم تكن ثروات وخيرات الجنوب في يوما من الأيام في مأمن من أيادي كبار لصوص الجمهورية العربية اليمنية من ساكني قصور ستين صنعاء وسبعينها وحصبتها ومشائخها وتجارها وشاويشاتها .
فالجنوب الذي دخل في شراكة مع صنعاء في بداية تسعينيات القرن العشرين تحت يافطة الوحدة أستبيح وأصبح شعبه وثرواته وتاريخه وثقافته وهويته في قبضة شلة طاغية باغية أكلت أخضره ويابسه وأستحوذت على كل مايقع على قشرة أرضه وفي باطنها، شله عاثت فيه فسادا ونفوذا مستنده على خلفية شرعية (فتوى دينيه) صدرت من داعية أسلامي (أخونجي) برتبة شيخ ديلمي أصلاحي يمني أهدر عبرها دماء أبناء الجنوب كافه دون تمييز بين رئيس ومرؤوس وأباح بل أجاز تغنم كل ماوقعت عليه أياديهم من ممتلكات عامته وخاصته والبسط على مأزرع من أرضه ومأجدب .
كلنا يعرف إن الدم الجنوبي لم يكن يمثل أي أهميه بالنسبه لهم، أهمية توازي أهمية الأرض والثروة الذي بفضلهما أصبح أبن السبع سنوات يوم ٢٢ (خمسه) عام تسعين ملياديرا وشيخ يشخط وينخط ويطلع وينزل من يشاء وقت مايشاء وبسبب ثروات الجنوب عيال حاشد كبرت وأضحوا قادة يمتلكون عساكر من ماركة(وصاني سيدي) وأسلحه أمريكية وروسية وفرنسية وملايين خضرا بأسم مكافحة الأرهاب الذي أصبح بقدرة قادر صناعة جنوبية من وجهة نظرهم ولم أعرف ماذا أتضح لمصادر تمويله أي أمريكا وأخواتها من الرضاعة (أوربا) ولأدري هل سألوا أنفسهم ولو لمره واحدة عن مآل ملايينهم الدولارية ووجهة تبديدها التي كانت أجساد شعب الجنوب أبرز المستهدفين بها.
الجنوب كان بفضل عسس صنعاء المتواجدون في قمة هرم الحكم في عدن قبل عام ٩٠م ساحة للصراعات والأقتتال بين أبناء الجنوب مرات عدة أبرزها على الأطلاق أحداث ١٣ /يناير عام ١٩٨٦م خلفت ضغائن وأحقاد جمه بينهم أثرت إلى حد كبير في وحدة الجنوبيون وأضعفت دولتهم إلى درجة الهروب إلى الوحدة (النكبة)مع صنعاء ،هذه الخلافات الجنوبية الجنوبية ضل حكام صنعاء حتى بعد إرتمى الجنوبيون في أحضانهم الوتر الحساس الذي يعزفون عليه والعمل دون كلل في تأجيج خلافات أبناء الجنوب مانعين تقاربهم وتوحيد أرأئهم ومواقفهم وذلك لأيمانهم المطلق بخطورة أي تقارب جنوبي على وضعهم وبقائهم وتهديد حقيقي لمصالحهم ومنافعهم الشخصية في بحر وبر الجنوب وسبب كاف لزاول نعمهم التي وجدوها في ثروات وخيرات الجنوب.
ولأن دوام الحال من المحال أفاق الجنوبيون بعد وقت طويل من أنغماسهم في وحل الخلافات فقرروا طي صفحات ماضيهم برمتها من خلال مشروع تصالحي وتسامحي شامل كامل دشنوه في العاصمة عدن في ١٣ /يناير ٢٠٠٦م ومضوا قدما في تطبيقه على أرض الواقع عبر إقامة الفعاليات المعبره عن مضامين وأهداف مشروعهم السامي الذي دعاء أليه الحق جلا وعلا في كتابه الكريم وشدد على ضرورة تعامل أمته به رسولنا الصادق الأمين محمد صلى الله عليه وسلم في ألاحاديث الشريفة الصحيحه المنقولة عنه .
من يومها جن جنون حكام وملاك اليمن خصوصا عندما بدأ مبداء التصالح والتسامح يتحول إلى ثقافة جنوبية لافته وبدأوا أبناء الجنوب يتقاربون بالفعل فلم يدع الرئيس اليمني السابق علي صالح وحلفائه سرا وأعدائه علنا من رموز صنعاء مناسبة جنوبية تصالحيه تسامحيه تمر دون التعرض لها وقمعها والتنكيل بمنظموها فماحدث مؤخرا في ساحة العروض بخور مكسر عندما أرتكبت وزارة داخلية حكومة الوفاق مجزرة بشعة بحق أبناء الجنوب الذين تجمعوا لأحياء ذكرى مشروعهم النبيل السادسة لم يكن شي جديد بقدر ماهو حلقة جديدة في مسلسل رعبهم الشديد من مشروع تصالحنا وتسامحنا الذي سمونا في إطار إنجاحه فوق كل جروح ماضينا البغيض المصنوع بأيدي من يقتلنا اليوم في عقر دأرنا بهدف تفريق شملنا وتبديد جمعنا كي يضمن بقائه في أرضنا ومواصلة نهب ثرواتنا وأستنزاف خيرات أرضنا وأستمراره في إذلالنا وأفقارنا وتجويعنا لأجبارنا على تبعيته إلى الأبد ولكن هيهات يامن تضنون أنكم تسطيعون منعنا من إبقاء صفحة تصالحنا وتسامحنا مفتوحة من خلال سفكم لدماء رجال الجنوب ونسائه وأطفاله فالشعب الجنوبي شب عن طوق الصمت وتجاوز جدار الخوف بل والأهم أنه عرف نواياكم الخبيثة تجاهة وأعمالكم الدنيئه لتفريق شمله وزرع بذور خلافاتة وري شجرة أنقسامه وكشف حقيقة شعاركم الوحدة أو الموت وقرر إيقاف عجلة عبثكم به نهائيا وتعويض مأنفقه من الوقت في الأنشغال بخلافاته فيما كنتم أنتم تنخرون جسد الجنوب وتمتصون كل مافيه وثقوا إن تلك الدماء العطرة التي سفكتموها على أسفلت ساحة العروض وماقبلها ستتحول إلى وقود مزودا لثورة أبناء الجنوب وستكون أجسادهم الممزقه برصاصكم دربا مؤديا إلى التحرر والخلاص وسيظل تصالحنا وتسامحنا مبدأ ونهج وسلوك جنوبي إلى الأبد .