تحية وفاء للمناضلة وفاء عبد الفتاح اسماعيل ( بقلم : محمد عباس ناجي )
الجمعة, 27 يناير 2012 18:18
المرأة الجنوبية خاضت غمار ثورة شعبها السلمية الحضارية التحررية منذ لحظاتها الأولى ولم ولن ننسى الموقف البطولي الذي جسدته المناضلة الجنوبية الشهيرة انتصار خميس الكازمي عندما صعدت على منصة ساحة الحرية في يوم 7/7/2007م والقت كلمة المرأة الجنوبية وهي تنادي بحرية شعبها واستقلاله. وعلى اثر ذلك ظهرت المرأة الجنوبية على ساحت نضال شعبها ومن تلك الاسماء زهراء صالح وثريا مجمل ووفاء عبدالفتاح اسماعيل وعفراء الحريري وخضراء ناصر ورشاء العباس وهيفاء باحشوان وهويدا عبدالله وغيرهن كثيرات, ومنهن من قدمنا أرواحنا الطاهرة في سبيل وطنهن. واعبر عن اسفي لمن لم اذكر اسمائهن في هذه العجالة واقول لهن ان تاريخ شعبكن قد دون اسمائكن على صفحاته بأحرف من ذهب.
قبل ايام استلمت من عدة اشخاص تسجيلا لصوت المناضلة وفاء عبد الفتاح اسماعيل وهي تلقي كلمتها في العيد السادس ليوم التصالح والتسامح الجنوبي في يوم 13 يناير 2012م في ساحة شهداء الجنوب في مدينة المنصورة, وكيف الهبت حماس جماهير شعبها, وكيف كانت كلمتها قوية المضمون رفيعة المعاني وتعبر عن تطلعات شعبها, وهي تصف التصالح والتسامح عندما قالت" ان التصالح والتسامح الجنوبي يعني ان نسمو فوق الجراح, وان الذين خسرناهم عزيزون علينا ولكن قضية شعبنا الجنوب هي اعز عندنا من الاشخاص مهما كانوا قريبون لنا وارواحهم الطاهرة ترشدنا إلى ذلك وتقول لنا ايها الجنوبيون وحدوا صفوفكم, فلا نصر ولا حرية دون توحيد صفوفنا, فالأشخاص زائلون والاوطان هي الباقية, ولكنهم يبقون رفيعي المكانة في القلوب وفي ذاكرة التاريخ عندما يضحون من اجل اوطانهم"
طلب مني الكثير من المناضلين الجنوبيين ان اكتب شيئا عن هذه المناضلة, ولكني ترددت خشية ان لا افيها حقها, فأنا رغم أن رأسي اشتعل شيبا وبلغت من العمر عتيا ما زلت اعتبر نفسي في بداية مشوار تعلم الكتابة, ولكن ما أجبرني على ذلك رسالة تسلمتها عبر الهاتف من المناضل الكبير صالح شيخ مصهب من ابنا مديرية مكيراس محافظة ابين صباح هذا اليوم الجمعة الساعة الثانية بعد منتصف الليل.. هذا المناضل الصامت الذي يعمل لصالح قضية شعبه بكل ما اوتي من قوة وامكانية, فقد طلب مني ان اوفي بعهدي تجاه هذه المناضلة واقول كلمة حق هو وأنا مصدرها.. حينها أيقظت زوجيتي ام محمود حفظها الله لتعد لي كوبا من الشاهي وقلت لها انه طُلب مني أن اكتب عن المرأة الجنوبية وعليك ان تنهضي حتى لا يتهمك ويتهمني التاريخ بالتخاذل عن قضية شعبنا, فعندما سألتني قلت لها سوف اكتب عن المناضلة وفاء عبد الفتاح اسماعيل, فقالت سوف اعد لك اجمل كاس شاهي اعددته لك في حياتي.
إن ما يميز وفاء عبد الفتاح اسماعيل عن كثير من ابناء قيادات الجنوب السابقة انها رغم ما عانته من قبل بعض السفهاء الجنوبيين الذين حاولوا في الفترة الماضية تقسيم ابناء شعب الجنوب وفقا لأصولهم الجهوية واليوم يحاولوا تقسيمهم على اساس فيدراليون واستقلاليون, ولكنهم فشلوا. أنها واصلت مشوارها النضالي ولم تستجب لعروض سلطات الاحتلال بمنصب قيادي أو مال أو سيارة فارهة, وها هي يوم امس الخميس تتقدم صفوف مسيرة شعبها في مظاهرة جرت في مدينة عدن, ونحن على ثقة انها قادرة على الدفع بمسيرة نضال المرأة الجنوبية, فكما يقول المثل الشعبي المصري "ابن الوز عوامة" وهي ليست ابنة هامة جنوبية كبيرة اسمها عبد الفتاح اسماعيل فقط, وإنما ابنة قحطان الشعبي وفيصل الشعبي وسالم ربيع علي ومحمد صالح عولقي واحمد صالح الشاعر ومحمد صالح مطيع وعوض الحامد وعلي عنتر, وصالح منصر السيلي, وصالح ابوبكر بن حسينون.. ابنة كل هامة جنوبية لم نذكرها.
ونقول لوفاء عبد الفتاح اسماعيل تكرمي مشكورة انقلي اجلال واكبار شعب الجنوب لكل امرأة جنوبية تخوض نضالها اليوم في ساحات الشرف والبطولات, وأن شٍعكن يقبل كل ذرة تراب من ارض الجنوب تمشين عليها.. وان شعبكن يقول انكن امهاتنا الطاهرات.. انتن اخواتنا العفيفات.. انتن بناتنا الصالحات. فاذا كان لنا شيئا نعتز به في هذا الوطن بعد الشهداء فهو انتن يا نساء الجنوب المناضلات.
الجمعة 28 يناير 2012م