ما الذي يردون من خلال ما يسمى الخوار الوطني"الحوار الوطني" ..؟وكيف يحاور الجنوبيين خصومهم السياسيين تحت سقف الوحدة اليمنية التي هي أصل المشكلة السياسية ..؟ألم تنص المبادرة الخليجية على حل القضية الجنوبية تحت سقف الوحدة اليمنية..؟أين هو الحوار إذاً، إذا كانت نتيجته محسومة مثلها مثل الانتخابات الاخيرة..؟ وكيف سيتعامل الرئيس الجديد مع الجنوب وقضيته ..؟
وماذا تعني التغييرات الجديدة التي خصت الجنوب وعدن فقط ..؟ولماذا كانت التغييرات جميعها تغييرات أمنية..؟ وما الذي يجب أن يفعله شعب الجنوب حالياً..؟ وما هو الدور الذي يجب أن يلعبه قيادات الجنوب في الخارج..؟ وكيف سيواجه الحراك المدعين بتمثيل القضية الجنوبية ممن هم في صنعاء ..؟ وبأي الأدوات ستنتصر قضية الجنوب ..؟وهل يلعب البيض والعطاس وعلي ناصر أدواراً سياسية أم هو القدر يقف إلى جانب الجنوب المسلوب ..؟
لقد كان صالح يواجه قضية الجنوب برفضه الصريح والآعيبه المفضوحة التي عفى عليها الزمن ، ولهذا فقد عجز صالح ونظامه على انهاء القضية الجنوبية التي كانت ضربة قاصمة في تأريخ ومسيرة صالح الرئيس والنظام ، ولم يكتفي صالح بذلك الهجوم العسكري على القضية الجنوبية بل كان يحيك المؤامرات والخدع التي لا يجيدها غيره ، وفي ظل نظام الرئيس الجديد عبدربه منصورهادي الذي بدأ بافتتاح أفلام الرعب الممنتجة في منازل قيادات صنعاء لا يبدو من خلالها أن هناك تكتيكات سياسية أو خدع ومراوغات كتلك التي كان يلعب بها صالح وترافقها إجرامية جيشه ضد شعب الجنوب ، فهادي الذي سيتعامل مع الجنوب بحذر شديد لن يكون في منأى مما سترتكبه قوات النظام ذاتها التي كانت ترتكب الجرائم والقتل إبان نظام صالح .
وما تلك التغييرات التي أجراها الرئيس الجديد هادي وخاصه أنه حصرها في الجانب الأمني بما يخص عدن العاصمة والمحافظة التي انتفضت بقوة في سبيل الجنوب وصار أبناءها هم القيادات الميدانية والسياسية لمسيرات الحراك السلمية المطالبه بفك الارتباط ، ومن خلال تلك التغييرات الامنية لا ينبري امامنا سوى خيار واحد فقط هو فرض قبضة عسكرية على عدن لإن عدن هي حاضرة وملتقى وشعلة الجنوب التي أعطت بانتفاضتها الشعبية المؤيدة لمطلب فك الارتباط رخماً دولياً وإقليميا غير مسبوق .
لكن تلك القبضة العسكرية التي يتوقع حدوثها قريباً سترافقها حملات مسلحة للعصابات المليشية المسلحة التي تتبع أقطاب نظام صنعاء ومعارضيه ، وهذا سيخفف من وطأت الجيش والامن على عدن ، حيث يجعل القدر الالهي تلك الاوراق التي زرعها صالح وعصاباته في الجنوب تواجه تلك الحمله العسكرية المحتملة والتي سينشغل جيش هادي وقياداته العسكريين بمواجهتها وملاحقتها وإن لم يفعل هادي وجيشه ذلك فنه سيكون متعمداً لمواجهة الحراك السلمي وشعب الجنوب المسالم ،فكيف سيواجه هادي وجيشه المتظاهرين السلميين في عدن بينما سيترك عصابات الاحزاب والمتشددون والقاعدة تسرح وتمرح في عدن .
إن يتوجب على الجنوبيين أن لا يتركوا أي فرصة لتنفيذ مخططات السلطة وقيادت الجيش الجديدة ، وذلك من خلال الاستمرار في النهج الحالي سواءً في اقامة المسيرات السلمية وا الندوات أو المهرجانات والامسيات ويجب أن يكون التصعيد السلمي في حدود ذلك ويجب أن ترافقها تصعيد الخطابات والشعارات الهادفة والسياسية ، وذلك من خلال التنسيق مع الحركات الثورية واللجان التي تسعى لبناء مؤسسات المجتمع المدني كالمحاميين الجنوبيين والصحفيين والاكاديميين والطلاب الجامعيين ورجال الدين والمثقفين والنخب السياسية والشبابية الصاعدة التي تتبنى خطاب سياسي متين وواضح يرتكز على مطلب "فك الارتباط وأستعادة دولة الجنوب " .
مؤتمر الخوار الوطني ..!
إن مؤتمر الخوار الوطني الذي تسعى القوى الحزبية والشمالية إقامته لحل مشاكل اليمن والذي يقال أن "القضية الجنوبية" تقع في أعلى قائمته ، هو حوار أو بالاصح "خوار" نصت عليه المبادرة الخليجية ومن المعروف أن المبادرة الخليجية لم تعطي القضية الجنوبية السياسية أي اهتمام أو مقام في آليتها التنفيذية فقد قالت المبادرة الخليجية عن القضية الجنوبية في المحور الرابع من آليتها التنفيذية وفي جزئية فرعية انه يجب أن يتم الحوار من أجل حل القضية الجنوبية تحت سقف "الوحدة اليمنية" ، وهذا بحد ذاته يكفي للجنوبيين الذين يؤملون خيرً في الدخول في حوار محسوم النتائج سلفاً مثله مثل الانتخابات الرئاسية التي نصت عليه المبادرة الخليجية ، فالمشكلة اصلاً بالنسبة للقضية الجنوبية السياسية تكمن في هذه "الوحدة اليمنية" التي يتحدثون عنها وتحدثت عنها ايظاً المبادرة الخليجية كنهاية للحوار الذي سيقام ،ولا ننسى أن الرئيس صالح منذ سنوات وهو يدعو الجنوبيين لمثل هذا الحوار المشروط تحت سقف "الوحدة اليمنية" حتى وإن كانت دعوته تلك مجرد كلام .
وحقيقة لو أن مشكلة الجنوبيين والحراك الجنوبي السياسية مع النظام اليمني كانت في غير "الوحدة اليمنية" لكان الجنوبيين قبلوا ذلك الحوار منذ سنوات خلت ، ولكن المشكلة والقضية السياسية تكمن فيما تسمى " الوحدة اليمنية " خاصة بعد أن تحولت إلى إحتلال عسكري للجنوب بفعل حرب عسكرية سياسية اقتحمت خلالها القوات العسكرية التابعه للجمهورية العربية اليمنية أرض وعاصمة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ،وعملت على تدمير كل مقومات الدولة الجنوبية ونهبها وطمس كل ما يتعلق بها وسرقة واحتلال منازل قياداتها ومواطنيها وتقاسم الاراضي والمزارع ونهب الثروات النفطية والبحرية والاقتصادية وتحويل المواطن الجنوبي إلى مهمش ومواطن من الدرجة الاخيرة .
إن هذا الحوار المشروط بالوحدة اليمنية ليس حواراً أصلاً بل هو خوراً ،كما لن يكون حلاً للمشكلة وللقضية السياسية الجنوبية أبداً ، فالحوار المنطقي والذي سيشترك فيه الجميع هو الحوار الذي لا سقف له والذي تحكمه الوقائع السياسية ونتائجها على الارض والذي سيصل من خلاله الجميع إلى تقارب أو نتائج مهما كانت تلك النتائج التي يجب أن تلبي طموحات ومطالب شعب الجنوب أولاً كونه هو الذي يكتوي بنار ومعاناة تلك القضية السياسية الجنوبية العادلة .
فالحوار المسمى بالوطني الذي يسعون للترتيب له وأقامته هو مخطط آخر من مخططات سياسية كثيرة تسعى إلى استهداف وانهاء قضية الجنوب السياسية العادلة ، ولإنهم يعلمون علم اليقين أن الانتخابات قد فشلت واقعياً في الجنوب وذلك يعني فشلاً للاستفتاء على الوحدة اليمنية في الجنوب فإنهم سيسعون الان إلى محاولة تمرير ذلك الحوار من خلال بعض الافراد أو الجماعات أو حتى الاحزاب التي لا تمثل الجنوب بقدر ما تنتمي اليه فقط ، كون الشعب الجنوبي قد أعلن في أكثر من مناسبة مركزية له في عدن والجنوب أن "الحراك الجنوبي السلمي" هو الحامل السياسي والشرعي الوحيد للقضية الجنوبية السياسية العادلة ،وانه لا حوار بشانها إلا مع الرئيس الشرعي للجنوب السيد علي سالم البيض فقط .