لا شك ان العمل الثوري وخاصة في الثورات التحررية التي تطالب برحيل المتسعمرين والمحتلين ينتهج كل أساليب النضال والكفاح ، ولأن الشعب الجنوبي قد حدد أسلوب ووسيلة نضاله بالسلمية فإن هناك أكثر من 180 وسيلة للنضال السلمي كما ذكرها أحد المؤلفين العالميين .
وشعب الجنوب لم يستخدم إلى الآن غير وسيلتين أو ثلاث فقط وهي مهمة في الثورة وحققت نجاحاً كبيراً لكنها لا يمكن ان تضغط على المجتمع الدولي بالوقوف مع قضية شعب الجنوب العادلة ما لم يشعر المجتمع الدولي والعالم أن شعب الجنوب قادر على التصرف والحفاظ بثرواته وإقتصاده وهل التي ترتبط بها مصالح العالم والمجتمع الدولي .
ومما سبق لا يعني أن الثورة السياسية المتمثلة بالمسيرات ستتوقف أو تنتهي بل ما نقصده هنا أنها يجب أن تصعد وتشتعل أكثر وتتجه هذه المرة من صوب الساحات إلى صوب الشركات النفطية والاقتصادية والمصانع التي يديرها رؤوس أموال الاحتلال لتعطيل العمل هناك وتضررها ، كي ينظر العالم أن هنا شعب قادر على بسط نفوذه على ثرواته الاقتصادية التي ينهبها الإحتلال .
ولا شك إننا ندرك ان الاحتلال سيعمل إحتياطاته لحماية تلك الشركات التي قام بغزو الجنوب من اجل إحتلالها ونهبها ، لكن تلك الاحتياطات الأمنية لن تثمر مع كفاح ونضال الشعب ، فقد سقطت تلك الاحتياطات الأمنية في عدن حينما زج الاحتلال بعشرات الألوية العسكرية لحماية مصالحه هناك ، لأنها إحتياطات أمنية قامت على باطل وتقوم على حماية النهب والظلم والسرقة وهذا ما لا يرضاه الله ودينه ولا القوانين الوضعية .
وعلى شعب الجنوب ان يعلم ان المكوث في الساحات لن يثمر ولن يؤثر على الاحتلال الذي هو أغبى وألعن إحتلال في التاريخ إلا من خلال الواقع الاقتصادي فهو من يحدد مصير السياسة ، والثورة الجنوبية بطبيعتها ثورة إقتصادية في المقام الأول قائمة على قضية سياسية عادلة ، ويجب ان يكون وقعها الإقتصادي قوياً جداً أي أن يتجه شعب الجنوب صوب الشركات النفطية والمصانع التي يديرها الإحتلال في الجنوب لإيقاف العمل فيها والتأثير عليها أو تعطيلها عن العمل لإيقاف نهبها المستعجل لثروات أجيال الجنوب القادمة ، وقد تسبق هذا الإجراء العديد من الأساليب والوسائل كمقاطعة البضائع التابعة للإحتلال مثلاً أو إستخدام أساليب تعيق وصولها إلى الأسواق الجنوبية .
وهنا ندعو الحراك الجنوبي الشعبي بكل تياراته وفئاته الثورية إلى تحديد وسائل العمل الثوري في ظل الثورة الاقتصادية وبدء تنفيذها ، ومنها مثلاُ النزول الميداني إلى تلك الشركات وإقامة مخيمات أو ساحات ثورية أمامها وإيقافها عن العمل ، فشعب الجنوب يعيش ثورة ويجب أن تدق هذه الثورة صميم الإحتلال الغاشم ورؤوس أمواله الناهبين الذين يزودوه ويدعموه بالعتاد والمال لقتل شعب الجنوب وإبادته .
وندعو الإعلاميين الجنوبيين إلى متابعة هذا الشأن وتكثيف جهودهم تجاهه فهو العمل القادم والناجح والذي سيحسم الأمور وسيقصم ظهور المحتلين من القوات العسكرية والتجار والمتنفذين .
كما لا ننسى ان ندعو رؤوس الأموال الجنوبيين إلى الظهور والعمل من اجل إبراز رأس المال الجنوبي وصنع البديل الأمثل للتجار المحتلين والغاصبين الذين لن يصمدوا كثيراً وسيرحلون ولكن أي رحيل سيكون قبل أن يجبرهم شعب الجنوب على دفع كل ما نهبوه وسرقوه من ثروات وأرض شعب الجنوب وأجياله القادمة.
فشعب الجنوب الصابر سيصبر وسيناضل ويكافح ويتعشم كل الأعمال التي تمارس ضده لكنه سيتوج بالنصر المؤزر وسيخسئ المحتلون .
مقدماً : عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بألف خير ، والحرية لشعبنا الجنوبي والتحرير لدولتنا المغتصبة بأيدي الإحتلال "الصهيويمني" والرحمة لشهداءنا الأبرار وجرحانا الأحرار وأسرانا الأبطال .. ولنا موعد مع مقالات وكتابات ساخنة في شأن الثورة الإقتصادية بعد إجازة عيد الفطر المبارك إنشاء الله .