من خلال التطورات المتلاحقة التي يتسارع حدوثها مع تغير جذري شكلا وأسلوبا تتداخل الأوراق وتختلط الرؤى وخاصة في الوقت الذي تتجه فيه أنظار الجميع إلى تحقيق الهدف الأساسي والمهم وهو إسقاط نظام الرئيس الممتد منذ 33عاما وهو النظام الذي خلق العديد من المشاكل والأزمات والتي تأتي في مقدمتها القضية الوطنية الجنوبية كقصية سياسية وأزمة شراكة بدأت منذ الانقلاب على اتفاقيات الوحدة اليمنية ومن ثم تطورت فعليا بعد نشوة النصر التي أصابت نظام صالح بعد الحرب الظالمة عام94م بالإضافة إلى العديد من الأزمات والقضايا الأخرى ومنها (قضية صعده ، قضية الإرهاب والقاعدة ) .
ومن البديهي جدا ان تكون هناك ردود أفعال قاسية جدا انطلاقا من قسوة النظام تجاه الضحايا(الجنوبيين)، ففي القانون العام (لكل فعل ردة فعل .. )كنتيجة طبيعية لا يمكن ان تتحكم بها إي قوى أو اتجاهات فرحيل النظام الذي خلق أزمة جلبت له كل الويلات والمشاكل سيحل جزء بسيطا من المشكلة لان حل المشكلة اليوم المتجسدة في محافظات الجنوب كقضية عادلة وسياسية بامتياز يمكن لها ان تكون مدخلا لحل مشاكل اليمن بشكل عام وذلك انطلاقا من أهمية المشاكل وأخطرها ولايوجد منطقيا إي قوة كانت من تكون ان تردع وتتجاوز قضية عادلة لتحل قضايا اقل منها أهمية وخطورة إلا تلك الأنظمة أو القوى التي تسعى إلى تكرار سيناريو التهميش والإقصاء ونزع الناس حقوقهم وأملاكهم مثلما حدث مع نظام الرئيس علي عبدالله صالح .
ونؤكد هنا وبحسب القراءات التاريخية ان إي قوة عالمية وخاصة في الوقت الحالي وفي عصر التكنولوجيا واللعب على المكشوف لن تستطيع ان تحل القضايا والمشاكل إلا بما يرضي الضحية ويقنعه ويعيد له مكانته وقدره في ميزان القوى وان غير تلك الحلول التي يجب ان تكون ذلك مستحيل لها ان تنطلي على احد خاصة بعد ان تشكلت خلال سنوات رؤية عامة وواضحة تجسد مسار القضية ومسار الحلول العادلة لها بأي شكل كانت وعلى أساس لا ضرر ولاضرار هذا إذا ما كنا نبحث عن حلول عادلة لقضايا وطنية والتي تعتبر القضية الجنوبية مفتاح السر والحل لكل المشاكل الأزمات الموجودة اليوم .
وحقيقة لا غبار عليها ان هناك بوادر لحل القضية الجنوبية لكن إذا ما كانت تلك البوادر مجرد شماعة سريعا ما سيتم تجاهلها فهي الكارثة التي ستحل بنا من جديد وستضع الجميع في مأزق تأريخي خطير وخاصة بعد ان تكون الفرصة الذهبية اليوم في أيدينا لإزاحة النظام العاتي وإحلال محله نظام توافقي لا يستثني احد ويعطي كل قضية حجمها وقدرها العادل ففي الوقت الذي تتجمع فيه كل القوى لدعم ثورة تغيير وإسقاط النظام حيث لم يتفرد احد ا وجهه بصنع الثورة يجب ان ينظر إلى الجميع بالتساوي وخاصة في مشاركتهم في الثورة فالجميع يضحي والجميع يتظاهر والجميع يقاوم لذلك فالعلاقة التناسبية بين الجميع هي (مشاركتهم في ثورة إسقاط النظام ) حيث يسعى الجميع لحل كافة المشاكل والأزمات .
ولكن الحل العادل لتلك الأزمات والمشاكل وعلى رأسها القضية الجنوبية كقضية مستمرة تراكمية منذ 20 عاما وأكثر يجب ان تكون حلولها بما يلبي طموحات الشعب وينهي القضية على أساس عادل منه مثلا : (الثروة مقابل البشر) وهذا هو المدخل الرئيسي لحل قضية الجنوب بشكل سلس وتوافقي وغير ذلك من الحلول يجب ان تخضع لإرادة الجنوبيين بالطرق المشروعة مثل
الاستفتاء ) وهذه الحلول يجب ان تكون توافقية وإذا ما رفضت من الطرف الاخر إذا ما اعتبرنا ان هناك فرصة أخيرة لحل القضية فان اغلب الجنوبييناليوم يرفضون حلولا كهذه متطلعين إلى أكثر من تلك الحلول شكلا ومضمونا باعتبارهم شعب موجود على أرضه ولن يفنى إلا بفناء المنبسطة وطيها كطي السجل.