ما جرى بالأمس ويجري اليوم في منطقتي البحر الأحمر وبحر العرب من عمليات قرصنه وإرهاب لم يشهد لها التاريخ مثيل كالهجوم على المدمرة الامريكيه ((USS COOL) في عام 2000م بميناء عدن وناقلة النفط الفرنسية ليمبرج في ميناء ألضبه بمحافظة حضرموت عام 2001م وكذا إعمال القرصنة التي تمارسها بعض العصابات المنظمة ألان في المنطقة وتحولت إلى ظاهره مؤرقه للعالم أدت في مجملها إلى خطف وقتل العديد من الأشخاص وناقلات النفط والسفن التجارية رغم تدخل قوى التحالف الدولي لمكافحتها0
كل ذالك يجعلنا نتذكر بجلاء أهمية الدور الذي كانت تلعبه جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً (1967-1990م) جمهورية اليمن الديمقراطي حالياً والتي أعلن عن قيامها في 21مايو1994م بعد انهيار ألدوله الاتحادية اليمنية في 27/ابريل /1994م ويناضل شعبها اليوم لنيل استقلاله واستعادة دولته0
إن انهيار الأمن والاستقرار في منطقتي البحر الأحمر والبحر العربي وتحولها إلى منطقه خطره يهدد السلام العالمي لعدم مقدرة الدول المطلة عليها من حمايتها وفشل قوات التحالف الدولي في أداء مهمتها والقضاء على الإرهاب وإعمال القرصنة يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أهمية الدور الذي لعبته الدولة الجنوبية في حفظ امن واستقرار هذه المنطقة وتأمين ألملاحه الدولية على مدى ألحقبه الزمنية التي كانت تتمتع فيها بالسيادة والاستقلال قبل دخولها بوحدة اندماجية مع نظام صنعاء عام 1990م رغم إمكانياتها المتواضعة والأوضاع السياسية والعسكرية التي كانت قائمه بسبب الحرب الباردة 0
ومن كل ذالك نستنتج إن ألدوله في الجنوب كانت تمثل عامل أمن واستقرار في المنطقة وليس عامل هدم وشكلت محور الارتكاز الرئيسي لتحقيق الأمن الشامل والسلام الدائم ر خلال تلك الفتره0
إن ما كانت تقوم به الدولة الجنوبية من إعمال جليلة لحماية وتأمين ألملاحه الدولية في مضيق باب المندب حينذاك عمل لا يستهان به ولم يعرف العالم قدره وأهميته إلا اليوم وبعد أن تعرض مصالحه للخطر حيث يمر عبر بوابته ما يزيد على ثلاثة مليون برميل من النفط الخام يومياً ومئات السفن والبواخر ذو الإغراض التجارية الأخرى 0
لذا فأنه من الواجب ألأخلاقي والقانوني على الأمم المتحدة وكافة دول العالم المحبة للسلام إن تأثر الأمن والاستقرار في منطقتي البحر الأحمر وبحر العرب على أهوائها ومصالحها وتقدم كافة إشكال الدعم لاستقلال دولة الجنوب واعترافها الفوري بجمهورية اليمن الديمقراطي المعلن عنها في 21/ابريل /1994م وممارسة الضغط على سلطة صنعاء لأنها الوضع القائم و الجلاء من ارض الجنوب مع تقديم الدعم والمساعدة ألاحقه لشعب الجنوب لتمكينه من بناء مؤسسات دولته وبسط نفوذه على أرضه والعودة إلى الحضيره الدولية للقيام بواجباته في مكافحة الإرهاب والقرصنة وتأمين خطوط ألملاحه الدولية وإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة كسابق عهدها0
إما إذا ما استمرت تلك الدول في انتهاج سياسة التجاهل والصمت المطبق إمام القضية الجنوبية ومعانات شعب الجنوب وغض الطرف عمى يرتكب بحقه من جرائم قمع وقتل وتشريد وتدمير واضطهاد من قبل سلطة النظام القبلي الاخواني في صنعاء لمنع تمكينه من حقه في تقرير مصيره واستعادة حريته وأرضه فأن الإرهاب والانهيار الأمني سيتجاوز تلك المنطقة ويتمدد شمالاً وشرقاً كما هو ماثل ألان إمامنا في محافظتي أبين وشبوه وحضرموت وسيتعدى دون إذن أو طلب الحدود الوطتيه الأمر الذي سيقوض الأمن والسلم الاجتماعي ليس في منطقة الخليج فحسب بل ومنطقه الشرق الأوسط والعالم اجمع 0
لذاء نتذكر جميعاً ما قاله فخامة الرئيس البيض في المؤتمر الصحفي بالعاصمة ألبنانيه بيروت بمناسبة الذكرى (18) لقيام الجمهورية الثانية لشعب الجنوب بأن الجنوب شعباً وارض عناصر طارده غير حاضنه للإرهاب لأسباب ذاتيه وعوامل موضوعيه يطول شرحها فلا تدفعونهم للتخلي عن هذه الصفة التي يتمسك بها في نضاله السلمي والتي سبق بها ثورات الربيع العربي التي نتشدق بها اليوم جميعاَ0
ولاننسى أيضا إن نشير إلى بعض المواقف الشجاعة التي اتخذتها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة كموقفها في مؤتمر تعز للدول المطلة على البحر الأحمر المنعقد في مارس /1979م الذي سعت من خلاله السعودية لتحويل البحر الأحمر إلى بحيرة عربيه يخضع لهيمنتها بهدف تمكين دول حلف الناتو من إنشاء قواعد عسكريه بعد إن سحبت امريكاء واسرائل قواعدها من الجزر الاثيوبيه الواقعة باب المندب بسقوط إمبراطور الحبشة وقيام جمهورية إثيوبيا الديمقراطية عام 1974م بالاضافه إلى ما قامت به وحدات الجيش الجنوبي في النصف الأخير من سبعينات القرن الماضي من مواجهات عسكريه للتصدي لمحاولات شاه إيران المستميتة في بسط سيطرته على بعض الجزر والسواحل البحرية بموافقة مسبقة من نظام الجمهورية العربية اليمنية 0
في الأخير نقول إذا كانت قوى الشر العالمي تطغى على قوى الخير والانسانيه في قضية دعم شعب الجنوب لتحرير أرضه واستعادة دولته فمن الأولى والأجدر إن نقارن بين ما ستفقده هذه الدول من مصالح في ضل غياب الأمن والاستقرار في منطقة حوض البحر الأحمر ومضيق باب المندب وبحر العرب وبين ما سيتحقق لها من مصالح في ضل استتباب الأمن والاستقرار الدائم إذا عادة ألدوله الجنوبية لتلعب دورها السابق في السياسة الدولية والمنطقة
محمد ألحميدي