برزت في الأونه الحاليه بعض الاصوات الحضرميه منها التي تطالب بأن تكون الدوله القادمه حضرموت وعاصمتها المكلا ومنها الاصوات التي تقول بأن حضرموت ليست من الجنوب العربي وهناك من يقول ان حضرموت ليست من الجنوب اليمني وليست من اليمن . وتتطرق في سياق حديثها الى الهويه والأنتماء ويكثر الشد والجذب والاعتراض والتخوين والعويل وبداءت بذور الحقد والضغينه تلقي بظلالها في هذه الزوبعه المركبه التي تتحدث عنها بعض الاقلام التي لاتملك من التاريخ والجغرافيا شي سوى نقل ماتسمعه كالببغان ، وهي تهدف من خلال كتاباتها العقيمه في الفائده والمضمون والتي انحرفت عن مسارها الصحيح وجانبها الكثير من المناكفه والشطط الغير مدروس ، واصبحت عباره عن مفاخره ومراهقه سياسيه لاتمت للهويه الحضرميه بصله سوى الانتقاص من حق المحافظات الجنوبيه الاخرى التى لازالت حضرموت جزاء منها .
فهم يتسابقون من خلال كتاباتهم وتعبيراتهم الركيكه في المعنى والمضمون وراء أحلامهم بدون وعي وبعاطفة فقط لاثاره البلبله والفتن واصدار الاحكام المسبقه ، في وقت الجميع بحاجه فيه الى التعقل والحرص على وحده الصف .
وسوى اتفقنا معهم او اختلفنا ، فمن حق أبناء حضرموت ان يحافظوا على هويتهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم وان يباشروا في بناء وطنهم وان تكون لهم شخصيتهم المميزه عن غيرهم ولكن يجب علينا الادراك ان هناك فرق بين الهويه والأنتماء .
فالهويه هي حقيقة الشي او الشخص وماهيته التي تميزه عن غيره وهي العقيده التي ينطلق منها الفرد والقيم العاليه والمطلقه التي يؤمن بها المجتمع التي تتمثل في اهداف الانسان في الحياه ونظرنه للوجود والاخلاقيات والسلوك .. والانتماء هو الانتماء للتراب والارض والبلد التي ولدت عليها وتعيش منها وتأكل من خيراتها ، وهذه هي الحلقة المفقودة في المعادلة التي تجعل هؤلاء متخبطين ويقيسون الامور حسب اهوائهم ومزاجهم .. جازمين ان صراع حضرموت مع الغير غير سياسي وانما عباره عن حق تاريخي لحضرموت كونها ليست جنوبيه .
الذين يكتبون جميعهم على صفحات النت لايملكون حق القرار في مايقولون ، وعليهم ان يقرؤ التاريخ جيداًٍ ولا يعتقدون بأنه بين ليلة
وضحاها سوف تكون حضرموت دولة وبكل بساطه .. ويتوهمون اذا اعتقدوا ان حضارمه المهجر سوف ينقادون وراء مايقولون ويصدقونه
او انهم يعيرون مايكتبونه اي اهتمام . والأجدر بهؤلاء ان يدعموا وبكل قوه فكره فك الارتباط بالجمهورية اليمنية فهذا هو الهدف الاساسي وبعدها لكل حدث حديث ، لان
دوله حضرموت ليس وقت الخوض فيها والحديث عنها لانه ينقصها الكثير الذي لا يستطيعون أن يوفروه ويبنوه بمثل هذه الكتابات والعداوات مع الاخرين ، وليبحثوا في كيفيه لم الشمل وتوليف القلوب والتعقل في الطرح . فكثير من الطرح قد لا يدري صاحبه انه يخدم عدوه أو طرف أخر ويضر بحضرموت .
وعليهم ان يدركوا ان كل ما اصاب حضرموت خاصة والجنوب عامةً سابقاً ولاحقاً هو من صنع ابناء حضرموت فمهندس الاشتراكيه حضرمي ومهندس الوحده المغضوب عليها وصانعها حضرمي ومهندس الانفصال حضرمي .. واغلب القيادات الفاعله في تاريخ
اليمن الجنوبي والديمقراطي هم حضارم ، ومن احياء مشروع الجنوب العربي هم حضارم واعلامه ارتفعت في المكلا اولاً ولازالت ولم ترتفع في الضالع او يافع او عدن وكل قيادات الثوره السلميه واللاعبين الفاعلين حضارم والموجهين لحركة الشارع حضارم .
ومايجمعهم بالجنوبيين اكثر مما يفرق فلا داعي لاثارة الكراهيه والبلبه ، بل يجب ان يبادر الجميع لما ينفع ، لان الجنوبيين خير الشركاء والجنود ان احسنوا التصرف مخلصين تربطهم بحضرموت اواصر القربى والاخوه والنسب . ولا داعي لزرع الشك والريبه وكتابة كلاماً عباره عن ببلبلة مراهقين
لايعرف الواحد منهم أسم جده الرابع ولايعرف اسم مسقط راسه اوقريته ولايجيد الا البلبه وزرع الشكوك معتقداً وواهماً انه مناضل
او مناضله وهو في حقيقه الامر مجرد كرتون يكتب كلاماُ لايفقهه محشواً بالسموم والكراهية الغير معقولة .
وليتركوا الحديث والخوض في مستقبل حضرموت الى بعد ان تتحرر حضرموت خاصه والجنوب عامه من رجس الاحتلال البغيض ولا يضعوا العربه قبل الحصان ، ولهم بعدها اختيار مايشأؤن . مع يقيني بأن من سيحدد مستقبل حضرموت ليس الحضارم .
القضية الجنوبية في مرحلة مخاض عسير وخطير للغاية فيجب علينا في هذه المرحلة الصعبة في تاريخ الجنوب بشكل عام وحضرموت بشكل خاص ان نرص الصفوف لان حقوق أبناء حضرموت لن تتحقق الا في إطار انتمائهم للجنوب .. ولايمكن تأمينها بحدها الأدنى إلا من خلال اتحاد الجميع ومواجهه الخطر بقلب رجل واحد واستخدام الوسائل الممكنه وتصعيد نضالات أبناء حضرموت من خلال استيعاب الحراك الجنوبي السلمي لممثلي شرائح المجتمع الحضرمي بكل تنوعه واتجاهاته السياسية والفكرية بما يمكن من تشكيل كتلة وطنية تستطيع انتزاع كامل الحقوق السياسية والاقتصادية والثقافية وجعلها امراً واقعاً بإرادة أبناء حضرموت أنفسهم ومن خلال الحراك السلمي
ان السقوط هو ارتطام لكامل الجسد وليس البعض منه .. واقامة حضرموت لن تتم الا من خلال الجنوب ، واي انشقاف في الصف الجنوبي من شأنه ان ينهي ويصفي وينذر بموت القضية الجنوبية وبالتالي موت حضرموت ، علينا ان نعى ذلك جيداً وندرك حقيقة واقعنا بعيداً عن الأحلام السرمديه .