وجه خطيب جمعة نظمتها الحركة الوطنية الجنوبية بعدن اليوم انتقادات حادة لمجلس علماء دين من العاصمة اليمنية صنعاء اصدر قبل ايام بيانا رفض فيه أي حلول لقضية الجنوب بينها الدعوة إلى انتهاج نظام فيدرالي بين شمال اليمن وجنوبه .
وقال خطيب الجمعة بالفعالية الاحتجاجية التي شهدتها مديرية المعلا ظهر اليوم فضيلة القاضي "لطفي علي عبدالله " ان بيان جمعية العلماء التي يرأسها رجل الدين البارز "عبد المجيد الزنداني " والتي اصدرت ماوصفها الفتوى الثانية بحق أبناء الجنوب لهو بيان لا يمت للإسلام ولا للشرعية بصلة .
وقال خطيب الجمعة ان من يسمو أنفسهم علماء اليمن اليوم هم ذات العلماء الذين اداروا ظهورهم للجنوبيين منذ العام 1994 قائلا بان نظام علي عبدالله صالح قمع وقتل وانتهك الحرمات في الجنوب دون ان يسمع الناس كلمة واحدة لهؤلاء العلماء .
وقال خطيب الجمعة ان على الزنداني وجماعته قبل ان يتوجهوا بالتحذير للجنوبيين عليهم الاعتذار اولا للشعب في الجنوب عن الفتوى التي صدرت بحق الجنوبيين منذ العام 1994 ومن ثم الاعتذار عن الصمت الذي قابلت جماعة الزنداني شعب الجنوب خلال سنوات من الظلم مارسها نظام صالح .
وسار لاحقا الآلاف من المتظاهرين في مسيرة جماهيرية حاشدة ردد المشاركون فيها هتافات مناوئة لما يصفونهم حرب دينيهم ضدهم .
وكان الحراك الجنوبي قد اعتبر البيان الصادر عن رجال الدين هؤلاء بمثابة إعلان حرب دينية مشفوعة بفتاوى ضد الجنوبيين مثلما حصل في العام 1994 ، لكن آخرين يعتقدون ان هذا البيان هو شرعي .
"الحراك الجنوبي" عبر عن رفضه لهذا البيان الصادر عن رجال دين محسوبين على "حزب الإصلاح", أصدروه خلال لقائهم بالرئيس عبدربه منصور هادي الثلاثاء الماضي بصنعاء, حيث طالبوا برفض اي حلول لقضية الجنوب من بينها حتى الفيدرالية .
واعتبر "الحراك", "أن بيان علماء اليمن بمثابة فتوى يحمل في طياته مخاطر جمة, وفي مقدمها القضاء على كل الآمال التي كان البعض يعلقها على مؤتمر الحوار الوطني الذي نصت عليه الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية", معتبرا أن البيان بمثابة تجديد لفتوى الحرب على الجنوب التي صدرت في العام 1994.
وأوضح أن "بيان العلماء, وهم الذين كانوا من أكثر المنادين بإسقاط نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح, صادر عن المجموعة ذاتها التي أفتت لنظام صالح باستباحة الجنوب في العام 94, وكانت شريكة له".
وأضاف الحراك أنه "ليس مصادفة أن يتلى هذا البيان من قبل نفس الشخص الذي أدلى بفتوى حرب العام 1994, وهو عبد الوهاب الديلمي, ولهذا فإن هذا البيان هو بمثابة فتوى وإعلان صريح لحرب مقبلة, ضد شعب الجنوب بدأت معالمها تتشكل منذ فترة وهدفها استمرار احتلال الجنوب تحت فرض ما يسمى الوحدة بالقوة".
وأضاف "أن بيان علماء اليمن يعد بمثابة شهادة وفاة دينية مسبقة, لما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني الذي نصت عليه الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية التي كانت تعلق عليه بعض القوى المحلية والإقليمية والدولية آمالا", مشيرا إلى أن "هذه الفتوى بددت الآمال بإقامة أي دولة مدنية".