( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )
بقلوب ملؤها الإيمان بالله والرضاء بقضائه وقدره تلقينا النبأ الجلل بوفاة رمز من رموز الوطن ومناضل جسور لا يهاب الشدائد ولا يخاف الأهوال تحدى جبابرة الموت والقتل والاغتيال ، نزل ساحة الميدان امام فرق الموت وهم يحملون الرشاشات والخناجر نزل يبارزهم وهو لا يحمل إلا قلمه الناصع الذي هز عروش الطغيان وهد كيانهم وزلزل جذورهم .
لقد كان الفقيد رجلا استثنائيا في فترة تاريخية استثنائية رفض كل الإغراءات وتحدى كل التهديدات .. عاش المعاناة والمصاعب من اجل مبادئ آمن بها وسطرها على ارض الواقع .
بينما وجوه كثيرة سقطت وذهب عنها قناع الزيف وظهرت على حقيقته والوصولية والانتهازية هرولت نحو الاستجداء والعطاء .
الخصائص التي يتمتع بها الفقيد رحمه الله تضيق عن دائرة الحصر وانما يمكن اختزالها في مفردة واحدة ( الريادة في المدرسة الإعلامية في خضم معادلاتها الصعبة ظروفها القاهرة ) .
كان باستطاعته هو وأخوه وأولادهم ان يلعبوا بالملايين كما تلعب الأطفال باللعب ، ويمتلكون الدور والقصور وأفخم أنواع السيارات وآخر الموديلات .. فقد كان النظام يشتري الذمم كلاً حسب قدره منهم من يساوي مئات آلاف الريالات وآخرون بالدولار ومنهم يساوي ملايين الريالات ومنهم يساوي ملايين الدولارات .. وهكذا ذهبت أموال الشعب الى سوق النخاسة لمن يبيع ويشتري .
اثبت فقيد الوطن ان الإعلام معترك صعب لا يحسنه إلا الرواد الكبار القمم الشامخة ذوي الهمم العالية .. ولن ادخل في تفاصيل مسيرته النضالية ،فهذه لها حديث مستقل .
آل باشراحيل عزت نفوسهم وكبريائهم وتاريخهم وأمجادهم اكبر من ان تلوثها الدراهم .. نقاء ضمائرهم هي التركة التي ورثوها من والدهم رحمه الله .
هشام واصل مسيرة الإبحار بسفينة الأيام الكيان الشامخ في ظل أمواج عاتية وعواصف شديدة وظروف شديدة القسوة وصراع دائم مستمر مع أعداء الكلمة الصادقة .. تكالبت عليها يد الغدر والخيانة فارستها جانبا مؤقتا ـ فستعود كما كانت وأحسن مما كانت فلديها رجال أشاوس يتبادلون حمل الراية من المؤسس والدهم الى هشام الى تمام وأبنائهم ولها في التاريخ دروس وعبر .
( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين )
حتى وإن ترجل هشام باشراحيل سيظل قامة وطنية كبرى وعلامة فارقة مميزة ومتميزة في رحلة القلم والإعلام الوطني وسيخلد في سجل تاريخ الوطن وذاكرة الزمن ، عزاؤنا الحار الى أسرته وأصدقائه وكل محب له والى كل شرفاء الكلمة وأصحاب الفكر والرأي والى كل المناضلين في الساحات العربية والمطالبين بالحرية .. واستغفر الله من زلة اللسان والحمد لله من قبل ومن بعد ولا نقول إلا ما قد قيل ان القلب ليحزن والعين لتدمع وإنا على فراقك لمحزونون إنا لله وإنا اليه راجعون ـ هشام باشراحيل تغمدك الله برحمته وأسكنك فسيح جناته وشملك بعفوه ورحمته .