بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحوار السياسي حوار من أصعب أنواع الحوارات ...
تختلف مع غيرك في رأي وُتعِّبر عنه بطريقتك الخاصة
ومن الممكن أن لا تعجب طريقتك هذه من يحاورك
من السهل عليك أن تتحاور أنت ومن يوافقك الرأي وتكسب احترامه وتقديره
ومن الصعب جداً أن تتحاور مع من يخالفك الرأي وتكسب احترامه وتقديره
فإن كنت من أصحاب الهمم العالية فاحرص على الأمر الصعب ودع عنك الأمر السهل
كيف تحاور من يخالفك الرأي؟
كيف تخرج من الحوار وأنت لا تحمل له ضغينة ولا تفكر كيف تنتقم منه؟
كيف تجبر من يحاورك على احترامك ؟
كيف تشرح وجهة نظرك وفكرتك بصوت هادىء دون جلبة أو تكون سبباً في إزعاج من حولك ؟
عندما تلتزم بأدب الحوار عامة والسياسي خاصة تأكد تماماً أنك تكسب مؤيدين لفكرتك دون أن تتحاور معهم
حوارنا هنا مع أعضاء ملتقى ابناء جحاف جميعهم وايضا مع اعضاء مميزين من خلال متابعة مشاركاتهم وطريقة ردودهم على غيرهم
أدب الحوار
اسمحوا لي أن أستضيف نفسي اولا والاعضاء الذين تميزوا برُقيّ حوارهم لينقلوا لنا تجربتهم ونصائحهم حول ادب الحوار السياسي فنحن إخواني الأفاضل نلتقى بكم لترتقوا بنا لكن اخواني قبلها اقولان لغة التخاطب بين المتفقين او المخالفين هي من اساسيات فن الاعلام اقصد هنا بالاعلام نشر فكرة لنا ومبدئنا فكلما كانت لغة التخاطب سامية كلما كانت الفكرة اكثر وضوحا وجلاء ...
لا شك انه لا بد من توفر مجموعة من القيم التي يجب ان يتحلى بها كل من اراد ان يحاور او يدير الحوار .. وهذه القيم ربما يتحدث عنها ضيوفنا هنا فلا اريد ان الج بابها .. اذ من المفيد لي ان استمع منهم لاتعلم ..
ولكن اود هنا ان اوجه كلمة للاخوة الكرام ... الحريصين على اعلاء رايتهم ... والسباقين الى التزام امر خالقهم الوقافين عند الحق .. في بعض المقالات والردود لعلها تكون زادا ولو قليلا في تناول اسلوب الحوار .. وكذلك التعامل مع الافكار المطروحة ...وطريقة التعامل مع المحاور وان شط فكرا وسلوكا ..
واود ان ابدا بقوله عليه السلام في حجة الوداع
فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، فليبلغ الشاهد الغائب) رواه البخاري ومسلم ..
انصح نفسي قبلكم
هنا تحذير من الوقوع في محاذير التكفير او الطعن او الشتم بل السمو بالخلق الى مراقي الادب الاسلامي الرفيع ... فلا نتهافت خلف ردات الفعل التي من شأنها ان توقع صاحبها في الزلل ناهيك عن الاثم .. ومحاذير جمة .. فالمسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه .. فيا لرب العباد ما اعظم ذاك الخلق الذي يعض على الجراح ويكظم الغيظ ويعفو عن الزلل والخطأ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين )
ثانيا ...اياكم والانتصار للنفس بالظلم ... فلا تاخذ احدنا العزة بالاثم ... بل الحق اولى ان يتبع .. وانظروا يا رعاكم الله ما ينقله لنا الامام القرطبي 1في تفسيره الجامع لاحكام القران عن موقف علي رضي الله عنه ( ولما سئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن أهل الجمل وصفين: أمشركون هم؟ قال: لا، من الشرك فروا. فقيل: أمنافقون؟ قال: لا، لأن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً. قيل: له فما حالهم؟ قال: إخواننا بغوا علينا) .. فهذه الروح الاسلامية المسامحة المحلقة في افق الحق المبين .. تتجرد من الانا والذات والانتصار لهما .. تتجرد من العصبية والقبلية والحزبية .. وتركن الى الحق لانه اولى بالاتباع ... فلا تعصب في باطل .. لانه حتما الى ضلال .. بل الحق اولى ان ننتصر له ..
ثالثا ... فهي التحري عن المعلومة وتوثيقها وعدم الاخذ بظواهر الامور ... فلربما كان المصدر ممن لا يجيد العلم .. واسمع الى قول اهل العلم عن المعلومة او الخبر او عن العلم بذاته ( العلم شيئان: إما نقل مصدق، وإما بحث محقق، وما سوى ذلك فهذيان مسروق، وكثير من كلام هؤلاء هو من هذا القسم من الهذيان، وما يوجد فيه من نقل، فمنه ما لا يميز صحيحه عن فاسده، ومنه ما لا ينقله على وجهه، ومنه ما يضعه في غير موضعه..)
غايتي من هذا الموضوع الاستفادة والتعلم من الضيوف الذين سوف يبحروا معنا في نصائحهم وايضا غايتي التقريب بالافكار
كان يجب ان اختار من سيبدا في الابحار ولكن لا اريد ان اضغط على احد لذا من يريد ان يفيدنا فليتفضل
دعوني ابدا بنفسي اولا