أحيا الجنوبيون الذكرى التاسعة والأربعون لعيد ثورة الرابع عشر من أكتوبر التي اندلعت ضد المستعمر البريطاني في العام١٩٦٣م، ومنذ ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد تدفق الجنوبيون صوب ساحة الشهداء بمقاطعة ردفان الواقعة شمال عدن، في حين تجمع آخرون بساحة الهاشمي وسط العاصمة عدن، واكتظت مدينة الحبيلين بردفان بمواكب المشاركين الذين جاءوا يحملون أعلام الجنوب واللافتات المعبرة عن مطالب شعب الجنوب في التحرير والاستقلال، وفي الساحة الواسعة التي اعتاد الجنوبيين إقامة فعاليتهم عليها أقيم مهرجان كبير لم يشهده الجنوب من قبل وفيه ألقيت العديد من الكلمات لقادة الحراك الجنوبي وأبرزهم المناضل السفير أحمد عبدالله الحسني، والشيخ حسين بن شعيب، بالإضافة إلى العديد من القصائد الشعرية وعبرت الكلمات عن موا...صلة النضال السلمي على طريق التحرير والاستقلال، كما عبرت الكلمات وإلى جانبها الشعارات المرفوعة عن رفض مزعوم الحوار الوطني اليمني وأعدته مؤامرة على قضية الجنوب وثورته التحررية، وبعد المهرجان أنطلق المشاركون في مسيرة كبرى صوب مقبرة شهداء الثورة الجنوبية لزيارة شهداء الجنوب، وعقب ذلك أتجه المشاركون صوب العاصمة عدن حيث يتجمع هناك معظم أبناء الجنوب لإقامة المهرجان المركزي الذي أقيم عصر اليوم واستمر حتى المساء، إلى ذلك شهدت كل من محافظات حضرموت وشبوة والمحافظات الأخرى مهرجانات وفعاليات مماثلة إحياء لهذه الذكرى، وكانت حضرموت كبرى وأهم محافظات الجنوب قد شهدت مهرجان كرنفالي وخطابي كبير شارك فيه مئات الآلاف من الجنوبيين وبحضور المناضل البارز حسن أحمد باعوم، هذا وكان الرئيس علي سالم البيض قد وجه عشية العيد خطابا إلى جماهير الجنوب في الداخل والخارج دعاهم فيه إلى مواصلة نضالهم وثورتهم حتى تحقيق الاستقلال.مراقبون عدوا هذه الفعاليات الكبيرة بمثابة رسائل قوية استطاع الجنوبيون توجيهها إلى السلطات اليمنية ودول المحيط والعالم بأنهم سيواصلون نضالهم ولم ولن يقبلون بأي حوار ما لم يقم بين دولتين وتحت إشراف دولي، وأكبر رسالة استطاعوا تقديمها هي إن هذا الشعب لا يرضخ لأي أطراف أو ضغوط تحاول إلزامه القبول بالدخول في الحوار الوطني اليمني، أو القبول بأي حلول للجنوب إن لم تكن على أساس استعادة الدولة الجنوبية.