عدن / ردفان - رائد الجحافي
أحيا أبناء الجنوب الذكرى الثامنة والأربعين لثورة الرابع عشر من أكتوبر بمهرجانات كبرى حيث شهدت ردفان في محافظة لحج صباح اليوم الجمعة مهرجاناً شارك فيه أكثر من مائة ألف جنوبي قدموا من كتفة مديريات محافظات لحج والضالع وعدن وبعض مديريات أبين وشبوة، وفي المهرجان الحاشد الذي أقيم في ساحة منصة الشهداء بمدينة الحبيلين وافتتح بآي من الذكر الحكيم ألقيت العديد من الكلمات والقصائد الشعرية، حيث ألقى المناضل عيدروس حقيص، كلمة اللجنة التحضيرية فيها للمهرجان، رحب فيها بجموع المشاركين الذين جاءوا من كل حدب وصوب من ارض الجنوب، وأثنى خلالها على الدور الكبير الذي بذلته اللجان التحضيرية والتنظيمية والإعلامية التي أسهمت في إنجاح الفعالية وإظهارها بمستوى يليق بحجم المناسبة العظيمة وبمستوى القضية الجنوبية، ثم ألقى المناضل صلاح الشنفرة، النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي كلمة الحراك الجنوبي جاء فيها" أيها الحشد الجماهيري الكريم، يا أبناء شعبنا القادمون من كل محافظات ومديريات الجنوب للمشاركة في هذا المهرجان الكبير الذي دعا إليه المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب ووفقاً لخطته بمناسبة الذكرى الـ48 لانطلاقة ثورة 14 أكتوبر المجيدة من جبال ردفان الأبية نحييكم وننقل أليكم ومن خلالكم إلى كل أبناء شعبنا الجنوبي في الداخل والخارج أحر التهاني وأطيب والتبريكات بهذه المناسبة الهامة في تاريخ نضال شعبنا من اجل التحرر والاستقلال ونترحم على أرواح شهداء هذه الثورة وشهداء منصة ردفان في ذكراهم الرابعة وكل شهداء ثورة النضال السلمي الجنوبي وندعو الله بالشفاء للجرحى وإطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين وفي مقدمتهم رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب المناضل حسن احمد باعوم ...
يا جماهير شعبنا الجنوبي لقد أكدتم بجهودكم الجبارة التي كسرت كل الرهانات وتحطمت على صخرتها المؤامرات التي تحاك بشتى أنواعها من قبل المحتل ، لقد عجزت فوهات مدافع المحتل وجنازير الدبابات وأزيز الطائرات ، وغياهب زنازين الاحتلال .. وكل إغراءات ومحاولات شراء الذمم من أن تفت من عزيمتكم أو التأثير على مسيرتكم التحررية أيها الحشد الجماهيري الكبير اليوم يأتي أكتوبر المجيد وشعبنا الجنوبي يخوض ثورته السلمية المباركة الهادفة لهدف واحد الذي حدده مجلس الحراك السلمي في مشروع برنامجه السياسي وهو التحرير والاستقلال واستعادة الدولة وعاصمتها عدن الباسلة والأبدية لأبناء الجنوب إنشاء الله ومن اجل هذا الهدف الذي لا رجعة عنه قدم شعبنا خيرة أبنائه 1310شهيداً و7650جريح وعشرات الآلاف من المعتقلين والأسرى .
كما أن الظروف التي يمر بها شعب الجنوب في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ شعب الجنوب حيث يعمل نظام الاحتلال ..... سلطة ومعارضة إلى نقل صراعهم إلى الجنوب وما هو حاصل في محافظة أبين الباسلة إلا خير دليل حيث يتم قتل المواطنين الأبرياء وتشريدهم منها وإرهابهم تحت حجة الإرهاب الذي هو صنيعة نظام صنعاء سلطة ومعارضة وتخويف العالم ودول الجوار بالذات بأن الجنوب سوف يكون وكر للإرهاب في حال نال استقلاله وهذا غير صحيح فشعب الجنوب قادر على إقامة دولة النظام والقانون وان يطهر أرضه من كل الشوائب، أيها الإخوة الحاضرون إن المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب الذي يقود ثورة شعب الجنوب السلمية يعتبر الحامل السياسي للقضية الجنوبية منذ اليوم الأول لإعلان المجلس في 9/5/2009م والذي وضع على عاتقه قيادة الثورة بالتعاون مع كل الأحرار الجنوبيين والعمل على عقد مؤتمر وطني عام لكل أبناء الجنوب واختيار قيادة موحدة للداخل والخارج وإقرار البرنامج السياسي ,لان عقد المؤتمر الوطني سوف يعزز وحدة وتلاحم أبناء الجنوب في الداخل والخارج ويعزز في الالتزام بالعمل المؤسسي قولاً وعملاً والالتزام بالا طر التنظيمية للمجلس وفروعه ويقطع الطريق أمام كل المزايدين والوصوليين وعدم الانجرار وراء أي شخص كان مهما علا شأنه في الداخل أو الخارج ما لم يلتزم بالعمل المؤسسي ويعود إلى إطاره التنظيمي في أي قرار أو عمل لان التفرد في القرارات سوف يجر الشباب إلى أعمال لا تخدم قضيتنا العادلة ويشوه سمعة ثورتنا السلمية .
وفي هذا الجانب نوجه الدعوة للقيادات الجنوبية في الخارج أن يوحدوا صفوفهم وان يكونوا عامل مساعد لتوحيد وتلاحم الداخل لان الداخل هو الأساس فمتى ما كان الداخل قوياً كان الخارج أقوى .. و من اجل هذا نعمل ونناضل جميعاً لكي يكون الجنوب القادم لكل أبنائه بدون استثناء جنوب خالي من رواسب الماضي وشوائبه جنوب يبنى على التصالح والتسامح والقبول بالأخر دون إقصاء أو تخوين .
الأخوة الحاضرون جميعاً، نلتقي في هذه المناسبة في ردفان لنجدد العهد لشهداء ثورة الجنوب السلمية والجرحى الأحرار الذين رووا بدمائهم الزكية تربة هذا الوطن الطاهر بأننا لن نحيد عن الهدف الذي سفكوا دمائهم من اجله هو التحرير والاستقلال واستعادة الدولة كما نعاهد جميع معتقلي وأسرى الجنوب إننا سنعمل كل ما بوسعنا لينالوا حريتهم .
كما ندعو المجتمع الدولي و دول الجوار الإقليمي والدول العربية وجامعة الدول العربية الوقوف إلى جانب شعب الجنوب وتمكينه من استعادة دولته , ونناشد الجميع وبصورة عاجلة لإنقاذه من جرائم حرب وإبادة جماعية وإرسال لجنة تقصي حقائق دولية إلى الجنوب للوقوف على حجم هذه الجرائم على ارض الواقع وتوثيقها وتقديمها أمام المحاكم الدولية باعتبارها جرائم حرب وإبادة ترتكبها سلطة احتلال ضد شعب اعزل واقع تحت الاحتلال..ومن هنا نؤكد للأخوة في دول الجوار أن استعادة دولتنا عامل امن واستقرار للمنطقة .
كما يناشدكم المجلس الأعلى بتنفيذ الفعاليات المركزية التي أقرت من قبل المجلس الأعلى ومنها يوم الأسير الجنوبي الخميس من كل أسبوع الإضراب العام الاثنين من بداية كل شهر .
المجد والخلود للشهداء.. الشفاء للجرحى .. الحرية للأسرى وإنها لثورة حتى النصر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
وعقب ذلك ألقت الناشطة السياسية أمل طرموم، كلمة باسم العاصمة عدن تناولت فيها عظمة وعدالة القضية الجنوبية وواجب النهوض بها، كما تحدثن عن الدور الذي لعبه الحراك السلمي الجنوبي في إيصال القضية الجنوبية إلى كافة بقاع الأرض حتى أدرك العالم مدى إيمان وعقيدة الجنوبيين لقضيتهم وتمسكهم بهدفهم النبيل المتمثل بالاستقلال والتحرير، بعد ذلك جرى تلاوة البيان الصادر عن المهرجان من قبل الناشط الشاب رمزي الحوشبي، وكان المهرجان قد تخللته العديد من القصائد الشعرية المعبرة عن الواقع المعاش ونالت جميعها استحسان المشاركين في المهرجان، ورفع المشاركون إعلام الجنوب والرايات واللافتات المعبرة عن سلمية الثورة ومطلب الاستقلال والتحرير، ولافتات التضامن مع صحيفة الأيام وناشريها هشام وتمام باشراحيل وصور الشهداء والجرحى والمعتقلين وفي مقدمتهم الزعيم حسن باعوم الذي هتف المشاركون كثيراً باسمه باعتباره رمز القضية الجنوبية، بالإضافة إلى صور الرئيس البيض.
وفي نفس الوقت كانت العاصمة عدن على موعد مع مهرجان مماثل لإحياء الذكرى الثامنة والأربعين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، وقد انطلقت مسيرة كبرى طافت شوارع الشيخ عثمان والمنصورة، بعد ذلك اكتظت ساحة الهاشمي بمدينة الشيخ عثمان بعشرات الآلاف من أبناء الجنوب الذين قدموا من كل حدب وصوب من ارض الجنوب لإقامة المهرجان الذي وصف بالكبير والمميز، حيث ألقيت فيه العديد من الكلمات لكل من الناشطة الحقوقية والقيادية في الحراك زهراء صالح عبدالله، ورئيس اتحاد شباب الجنوب في العاصمة عدن، وشقيق الشهيد وضاح البدوي، والدكتور عبد الحميد شكري الناطق الرسمي للمجلس الوطني الأعلى، والمناضل العميد ناصر النوبة، وتناولت جميع الكلمات تمسك شعب الجنوب بالاستقلال والتحرير، ورفض الفيدرالية والمشاريع التي تنتقص من مكانة القضية الجنوبية وأهدافها النبيلة، ووجهت الدعوة إلى توحيد الصف الجنوبي ورفض الإقصاء والتخوين.

وتواصلت الاحتفالات بهذه المناسبة في العاصمة عدن التي شهدت عند عصر اليوم مسيرة كبرى شارك فيها عشرات الآلاف من أبناء الجنوب وانطلقت المسيرة من ساحة الرويشان بمدينة المنصورة مروراً في الشارع الرئيسي حتى وصلت مدينة الشيخ عثمان إلى ساحة الهاشمي لتعاود مكان انطلاقتها في ساحة الرويشان بالمنصورة، وردد المشاركون الذين حملوا أعلام دولة الجنوب شعارات (ثورتنا ثورة سلمية صانعها الشعب الجبار، لا وحدة لا فيدرالية برع برع يا استعمار)، (يا باعوم سير سير نحن بعدك بالتحرير)، وفي ساحة الرويشان بمدينة المنصورة كانت العاصمة عدن مساء هذا اليوم على فعالية كبيرة لم تشهد لها عدن مثيلاً من قبل، حيث اصطف أكثر من مائتي ألف جنوبي من شباب ورجال ونساء في صفوف منتظمة اكتظت بهم الساحات المحيطة بساحة الرويشان ووصلت طوابيرهم إلى أطراف مدينة الشيخ عثمان، وافتتح المهرجان بكلمة اللجنة التحضيرية للمهرجان ألقاها الشيخ حسن بنان، تحدث فيها عن مكانة القضية الجنوبية والانتصارات التي حققها أبناء الجنوب المتمسكون بالاستقلال والتحرير، وأكد على إن شباب الجنوب هم من سيدافعون عن قضيتهم إلى جانب الشرفاء وإنهم ومن خلال عقيدتهم الخالصة سيصلون إلى تحقيق الهدف السامي وسيستعيدون دولتهم وعاصمتها عدن، ثم ألقى المناضل الكبير العميد ناصر النوبة كلمة تحدث فيها عن مكانة القضية الجنوبية وعن ضرورة توحيد الصف الجنوبي وتوحيد الجهود، وقال انه يجب على الحراك الجنوبي إن يقوم بدور فاعل في النزول إلى كافة مناطق الجنوب وإقناع ومحاورة جميع أبناء الجنوب وإشراكهم في الهم والنضال لان الجنوب ملك لجميع الجنوبيين وان الشباب والمرأة سيكونوا في مقدمة المشاركين في صناعة دولة الجنوب القادمة، كما حيا نضالات الشباب في الجمهورية العربية اليمنية وتمنى منهم الاعتراف بالقضية الجنوبية وان يكونوا السباقين في الاعتراف بإرادة الجنوبيين، واقترح لقيادة الحراك ثلاثة مقترحات من أهمها إلغاء كافة المسميات لمكونات الحراك الجنوبي وإعلان توحيدها تحت كيان ومسمى واحد, كما تقدم بالتبريكات للناشطة اليمنية توكل كرمان بمناسبة فوزها بجائزة نوبل للسلام تكريماً لدورها في الدفاع عن قضايا المرأة وحقوق الإنسان، ثم ألقيت في المهرجان كلمة باسم المرأة الجنوبية ألقتها الناشطة أم بدر، وألقى الناشط السياسي العقربي كلمة، ثم البيان الختامي باسم شباب حركة 16 فبراير، عقب ذلك جرى تكريم الفرق الرياضية الفائزة في دوري شهداء المنصورة، وتوزيع الميداليات عليهم، حيث حصل فريق الشهيد محمد علي شاعن على المركز الأول.