أحيى عشرات الآلاف في حشد هو الأضخم في مدينة عدن كبرى مدن الجنوب وعاصمة دولته السابقة ذكرى "يوم الأرض" وهي الذكرى السابعة عشر لاجتياح قوات الشمال أراضي الجنوبي بمساعدة الأفغان العرب الذي أفتى لهم رجل الدين المتطرف عبد المجيد الزنداني وآخرون بجواز قتل الجنوبيين واستباحة دمائهم وأموالهم.
وانطلقت التظاهرة من ساحة الشهداء بالمنصورة حيث تجمعت الحشود في الساحة وفي محيطها, وابتدئت الفعالية بآيات من الذكر الحكيم تلاهاه الفتى "عمرو إنصاف" ثم ألقي البيان الصادر عن الفعالية, ألقته الأديبة والناشطة هدى العطاس.
وانتشرت في الساحة أعلام دولة الجنوب السابقة في الحقبتين قبل وبعد الاستعمار البريطاني, وصوراً ضخمة للزعيم الجنوبي المعتقل حسن أحمد باعوم, كما رفع المحتشدون صوراً لعدد من الشهداء الذين سقطوا منذ السابع من يوليو/تموز 2007 حين انطلق الحراك الجنوبي من مدينة عدن وحتى سقوط آخر شهيد وهو الشهيد جياب السعدي يوم الجمعة قبل الماضي.
وفي المسيرة التي انطلقت وجابت شوارع ومجمعات سكنية في المنصورة هتف المتظاهرون "ثورتنا ثورة شعبية فجرها الشعب الجبار, لا وحدة لا فدرالية برع برع يا استعمار", و "يا باعوم سير سير نحنا جيشك للتحرير", و "باعوم رمز القضية منه استمدنا الصمود, لا وحدة لا فدرالية جنوبنا بايعود", و"ثورة ثورة يا جنوب" وغيرها.
وسارت التظاهرة في أحياء المنصورة ثم انتقلت عبر شارع السجن ودوار الغزل إلى مديرية الشيخ عثمان شمالاً, وطاف المتظاهرون في أجواء حارة ودرجة رطوبة عالية شوارع المديرية ثم عادوا صوب ساحة الشهداء.
وكان الجنوب دولة مستقلة حتى العام 1990 حين وقعت وحدة شراكة مع الجمهورية العربية اليمنية, لكن سكان الجنوب الذي تقع فيه موارد البلاد من الطاقة ويشكل ثلثي مساحة الدولة الجديدة وخمس سكانها يقولونها أن الوحدة تحولت إلى احتلال عقب انتصار الشمال في حربه التي شنها على الجنوب صيف العام 1994 وانتهت باجتياح قوت الشمال مسنودة بفتاوى تكفير جيشت الأفغان العرب لدخول مدينة عدن في مثل هذا اليوم من العام 1994 فعاثوا فيها قتلاً ونهباً وفساداً.