أحيى قرابة مائتي ألف مسيرة سلمية حاشدة في مدينة عدن التي كانت عاصمة دولة الجنوب السابقة وطالبوا دول العالم بالاعتراف بفك الارتباط الذي أعلنه الزعيم الجنوبي المقيم في المنفى "علي سالم البيض" العام 1994.
وكان الجنوب دولة مستقلة حتى العام 1990 حيث وقعت وحدة شراكة مع الجمهورية العربية اليمنية سرعان ما انقلب عليها قادة الطرف الأخير واجتاحت قوات مدعومة بالأفغان العرب أراضي الجنوب وطردت قادته إلى الخارج في العام 1994 بعد سلسلة من التصفيات الجسدية التي طالت رموز الجنوب.
وانطلقت التظاهرة الحاشدة من حي عبدالعزيز بعد الاتفاق بين جميع الفصائل التي تطالب بدولة مستقلة في الجنوب على عدم تشتيت المتظاهرين.
وتولى الشباب تنظيم التظاهرة الحاشدة التي وصفت بالأضخم منذ سنوات في مدينة عدن وكانت كلمات لعدد من الشباب المنظمين للتظاهرة استبقت المسيرة وأعطت مجلس الحراك السلمي مهلة لتحديد موقفهم من المنتسبين للمجلس الذين ذهبوا للقاهرة ولم يدينوا مخرجات تسريبات وثائق عن اللقاء تتبنى الفدرالية.
ورفعت أعلام الجنوب بينها علم ضخم يبلغ طوله عشرات الأمتار, وهتف المتظاهرون في مسيرتهم "لاوحدة لا فدرالية برع برع يا استعمار" و "عاصمتنا عدن شعب الجنوب اعلن والبراميل ترجع حيث ما كانت" و "لا وحدة ولا تغيير ثورتنا ثورة تحرير" و "ياجنوبي صح النوم لا سنحاني بعد اليوم" و "ياباعوم سير سير نحن جيشك للتحرير" وغيرها.
وطافت المسيرة التي انطلقت من حي "عبدالعزيز عبدالولي" في أحياء الشيخ عثمان ومرت بجوار ساحة الهاشمي, ثم بجوار ساحة النور وواصلت سيرها نحو دوار "القاهرة" ومن هناك عادت صوب مقر انطلاقها.
ورفع المتظاهرون لافتات قماشية ترفض "الفدرالية" التي يتبناها زعماء اشتراكيون اجتمعوا في القاهرة الأسبوع المنصرم واستجلبوا نشطاء من الداخل ثم سربوا وثائقاً تتبنى الفدرالية الثنائية بين الجنوب والشمال.
وتنصل نشطاء عن الاجتماع ونفى بعضهم حضوره فيما رفض آخرون مخرجاته بعد عودتهم من هناك.
ولا تحظى الفدرالية بدعم شعبي لكن زعماء أحزاب ونشطاء يرونها خلاصاً من محاكمات محتملة في حال قيام دولة مدنية مستقلة في الجنوب بالرغم من تطمينات شعبية.
وكان الزعيم الجنوبي "علي سالم البيض" قد أعلن في مثل هذا اليوم من العام 1994 فك ارتباط الجنوب بالجمهورية العربية اليمنية واستعادة دولة الجنوب المستقلة تحت اسم "جمهورية اليمن الديمقراطية" لكن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح استعان بالأفغان العرب وقام مشائخ في حزب الاخوان المسلمين (حزب الإصلاح) بإصدار فتاوى تكفير للجنوبيين صورت الصراع وكأنه حرب بين ديار الإسلام وديار الكفر.
وتشهد مدن الجنوب منذ السابع من يوليو/تموز 2007 حركة احتجاجات شعبية تطالب بالتحرير والاستقلال