الأسبوع الأول من يوليو ونوفمبر ٢٠١٢ قمنا في الأولى بصحبة ناشطين جنوبيين توافدوا إلى أوسلو عاصمة النرويج من عدد من الدول الأوربية واقتصرت الزيارة الثانية حصرا علي الدكتور محمد علي السقاف الذي دعته جامعة اوسلوا لإلقاء كلمة تعريفية عن القضية الجنوبية امام عدد من أساتذة الجامعة والباحثين والمهتمين بقضية الشرق الأوسط والخليج والجزيرة العربية والعلم الإسلامي
وفي كلا المناسبتين تولي الناشط الجنوبي البارز والمقيم في النرويج الأخ العزيز احمد الدياني ودعم رجل الأعمال أبو عبد الله أهمية هذه الزيارات وأبعادها والدروس المستفادة منها
كلمتي في جامعة أوسلو ركزت فيها علي محاولات الإسلاميين المتطرفين نقل تطرفهم الديني خلافا لسماحة الإسلام بنقل التطرف الديني لديهم إلى الجنوب الذي تميز بالوسطية والتسامح الديني بعكس ماهو موجود في اليمن الشمالي ولعل على رأس قائمة هذا التطرف الديني الشيخ عبد المجيد الزنداني الذي يتبؤ قائمة الأمم المتحدة والولايات المتحدة الممولين والمشجعين للإرهاب الدولي وذات العلاقة بالقاعدة .
لهذا في هذا الإطار عمد الشيخ الزنداني لنشر ثقافة التطرف الديني في الجنوب عمد إلى فتح فرع لجامعة الإيمان في المكلا ومنذ أسابيع قليلة فرعا أخر في عدن تتبع كلاهما إلى المركز الرئيسي للجامعة في صنعاء ولعل اختياره لحضرموت المعروفة بانتشار الصوفية فيها والإسلام المعتدل الذي بفضل أبنائها تم اسلمة جنوب شرق أسيا والقرن الإفريقي يراد نشر الوهابية فيها خدمة لأغراض سياسة أكثر منها دينية واختيار عدن المدينة الحضارية التي عبر تاريخها احتضنت جميع الأجناس والأديان يريدون تحويلها إلى مدينة طاردة للآخرين بتعميم التطرف الديني فيه لتصبح طاردة للتعايش بين الأجناس والأديان.
والمحور الأخر الذي تم التركيز عليه يتعلق بمكانة المرأة ومساواتها بالرجل وهي أكثر من تضرر من الوحدة وتراجع حقوقها المكتسبة ما فبل الوحدة في حين كانت متقدمة في حقوقها عن كثير من الدول العربية اقرب إلى وضع المرأة في تونس في مساواتها بحقوق الرجل وفي المحور الثالث الرئيسي تحدثت عن الموقع الجيو استراتيجي الفريد الذي يمتلكه الجنوب وحده من باب المندب إلى خليج عدن والمحيط الهندي وهو بذلك وحده يجمعهما لدى بقية القوي الإقليمية الثلاثة السعودية وإيران والعراق وعليه علي القوي الدولية حماية الجنوب من تغلغل التطرف الديني فيه والإرهاب القاعدي وعناصر الشريعة الذي سيهدد الأمن والاستقرار في المنطقة من هنا أطلت اقتراح وجوب اتفاق أعضاء مجلس الأمن بإعطاء الجنوب صفة الدولة المحايدة وفقا لنموذج النمسا وليس نموذج سويسرا لتستمر عضويته في الجامعة العربية والقيام بدوره القومي في المنطقة وفي الأخير طالبت النرويج ان تقوم بمبادرة أوسلو لجمع الشمال والجنوب في التوصل إلى حل سلمي لاستعادة الجنوب دولته المستقلة ذات السيادة.
وفي إطار الزيارة الثانية تم الالتقاء بالسيد ميكائيل تاتشنر عضو البرلمان عن حزب المحافظين اكبر أحزاب المعارضة وعمدة أوسلو السابق الذي تحدثت معه بإمكانية اخذ مبادرة أوسلو للجنوب وكان هذا البرلماني النافذ اخبرنا انه شارك في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي ولاحظت انه كان يسجل بعض النقاط للشرح القانوني لوضع الجنوب وعبر عن أسفه انه كان يجهل أشياء كثيرة عن القضية الجنوبية وهو بذلك تميز عن آخرين منهم منظمات حقوق الإنسان التي التقينا بها في الزيارة الأولى وذكرت أنها لا تعرف شيئا اسمها القضية الجنوبية .
وفي لقاء أخر في زيارة لمركز أوسلو للسلام وحقوق الإنسان كان من المفترض لقاء السيد بوند فيك رئيس وزراء النرويج السابق الذي لم يتمكن الحضور وفوض عنه للقاء احد وزراء حكومته السابقة الذي عبر المركز يهتم بمتابعة قضية مارتينا مع السلطات الرسمية في الحكومة اليمنية بخصوص ضرورة تسليم المتهم بالقتل للفتاة النرويجية من فبل ابن احد المتنفذين شاهر عبد الحق وأشير هنا فقط لعبارة واحدة قالها لي الوزير السابق وهو يودعني بحرارة أشكرك كثيرا بالتفاصيل التي ذكرتها عن وضع الجنوب وفشل الوحدة مع الشمال إنني للمرة الأولى اسمع كلاما منا قضا بالكامل عن الكلام الذي كنت اسمعه من الجانب الرسمي اليمني سيتغير موقفنا الان معهم١٨٠ درجة
ماهي الدروس المستفادة من كل ذلك؟
أولا شبه الغياب الكامل بالتعريف بالقضية الجنوبية وجهة النظر اليمنية هي السائدة والمسيطرة علي الدوائر الرسمية ومنظمات المجتمع المدني وثانيا تهدر كثيرا من الأموال عبطا علي لقاءات جنوبية جنوبية في القاهرة وبيروت ومنطق أخرى في العالم لا اقلل من أهميتها وإنما ازعم انه من الضروري العمل الدولي واذكر بكتاب رائع لبروفسير من جامعة كولومبيا متخصص في شئون شمال إفريقيا يقول في خلاصة كتابه ان من هزم الجنرال ديجول في حرب الجزائر ليست جبهة التحرير الجزائرية وإنما النخب الجزائرية التي لم تكن تترك إي ندوة أو مؤتمر في العالم إلا وشاركت فيه وأحرجت سياسة ديجول أمام العالم بموقفه الأول المتزمت ضد استقلال الجزائر
من هنا ضرورة الاهتمام في التواصل مع منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية وانخب المثقفة في الدول الغربية بوجه خاص ناهيك عن النخب في العالم العربي وفي الأخير أشير إلي ما فاله جمال بن عمر عن حق انه لم تقم إي دولة في مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة بتبني الفضية الجنوبية والسؤال المطروح أين علاقة قادة الجنوب لمدة أكثر من عقدين بزعامات من أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي سابقا أين ذهبت ان وجدت علاقاتهم بمناضلين من جنوب السودان التي أصبحت دولة وبزعامات كردية هي الان في السلطة في العراق حان الوقت الان تفعيل جميع العلاقات لصالح القضية.