رائد الجحافيمؤسس الملتقى
عدد المساهمات : 2797
تاريخ التسجيل : 30/06/2008
العمر : 45
الموقع : الجنوب العربي - عدن
| موضوع: عيدروس النقيب لـ"المصدر أونلاين": 12 جهازاً استخباراتياً للسلطة لم تستطع القبض على 8 من عناصر القاعدة الثلاثاء 29 ديسمبر - 8:44 | |
|
سخر من طلب تسليمه بتهمة التحالف مع القاعدة عيدروس النقيب لـ"المصدر أونلاين": إقامة البيض في الخارج أمر مخجل لليمن
ملتقى جحاف - متابعات
سخر رئيس كتلة الحزب الاشتراكي اليمني في البرلمان الدكتور عيدروس النقيب من مطالبة السلطة الدولة التي يقيم بها نائب الرئيس السابق علي سالم البيض بتسليمه بتهمة "دعم الإرهاب". وقالت النقيب إن السلطة لا تزال تعتقد أن العالم موظفين عندها، وكل من ضاقت منه ذرعاً سيأتون به إليها".
وكان مصدر في اللجنة الأمنية العليا قد طالب الأسبوع الفائت الدول التي يتواجد فيها كل من علي سالم البيض ومحمد علي محمد بتسليمها لليـمن بـ"اعتبارهما مطلوبان للعدالة بتهمة التحالف مع القاعدة".
وأضاف النقيب في حوار مع موقع "المصدر أونلاين" أجراه الزميل محمود طاهر الحمزي "أن الدول لها قوانينها، وأعتقد أن إقامة علي سالم البيض في الخارج أمر مخجل لليمـن، وهو الرجل الأول الذي قدم بلاده بما تملك للوحدة بل تنازل عن الموقع الأول إلى الموقع الثاني".
وتابع قوله مستغرباً "الرئيس قال عنه – أي البيض – أنه الوحدوي الأول، واليوم يطارد ويحرم من الجنسية اليمنية .. هذا ليس فخراً لليمـن".
وحول دعوة البيض إلى الانفصال ما يسميه بـ"فك الإرتباط" قال النقيب إن" السلوك الانفصالي للسلطة هو السبب في رفع الشعارات الإنفصالية وتنامي الرغبة في فك الإرتباط لدى الجنوبيين" متهماً "السلطة بفك الإرتباط في 7 يوليو عندما حولت الجنوب إلى غنيمة حرب ودمرت مشروع الدولـة ونهبت الأراضي والممتلكات وحرمت المواطنيين الجنوبيين من حقهم في المواطنة".
وإذ أكد بأن "المطالبة بفك الارتباط ليست سوى ردة فعل محبطة على تلك السياسات والممارسات الانفصالية التي كرستها السلطة طوال ما يزيد على عقد ونصف". دعا إلى التمييز بين أمريـن: السلوك الانفصالي والشعارات الإنفصالية. وأضاف "هناك سلوك انفصالي بامتياز تنهجه السلطة وأجهزتها والقائمين عليها، وهذا يتجسد في السياسات القائمة على إنهاء الشراكة الوطنية التي أتت بها وحدة 22 مايو وإبعاد الناس من أعمالهم"
وانتقد النائب عيدروس النقيب دعوة مجلس الدفاع الوطني الذي يرأسه الرئيس علي عبدالله صالح إلى حوار وطني، وقال إن ما تفعله السلطة بذلك دليل تخبط سياسي وغياب رؤية سياسية واضحة لديها بالإضافة إلى امتلاكها مزاج سياسي سمج وغير مستساغ.
وإذ أكد بأنه لو دُعي إلى مثل هكذا حوار لما كفاه الاعتذار عن الاستجابة فقط، فقد اتهم مجلس الدفاع الوطني صانع المشكلات وهو الذي قرر الحرب في صعدة ويقف خلف ما يجري في الجنوب، حسب قوله
واعتبر دعوته لحوار وطني نوعاً من السخرية، وقال "عندما يكون صانع المشكلة هو من يدعو الآخرين ليحاورهم حول مشكلته فهذا أشبه ما يكون بالذي يحرق منزله ومنازل الجيران ثم يحملهم كلفة هذه الحماقة".
ويتحدث النقيب في حوار شامل مع المصدر أونلاين حول مجمل الأحداث التي تمر بها البلاد، وعن موقفه مما يجري في صعدة والمحافظات الجنوبية عموماً، بالإضافة إلى انشقاق طارق الفضلي عن "مجلس قيادة الثورة" ودعواته للعصيان المدني.
وأعترف بقوة الحراك في المحافظات الجنوبية على حساب أحزاب المشترك، وعزا ذلك إلى قوة ما يطرحه الحراك من مطالب تلامس مطالب الجماهير، وهي المطالب التي لم تتجرأ الأحزاب السياسية على طرحها. بحسب النقيب.
نص الحوار كاملاً :
قال إن أبين تحولت إلى وكر للعصابات عيدروس النقيب لـ"المصدر أونلاين": 12 جهازاً استخباراتياً للسلطة لم تستطع القبض على 8 من عناصر القاعدة
انتقد رئيس كتلة الحزب الاشتراكي في مجلس النواب الدكتور عيدروس النقيب القصف الذي تعرضت له منطقة المعجلة وقصف المدنيين بحجـة ملاحقة 8 من عناصر القاعدة، وقال إن ما جرى هي مذبحـة وإبادة جماعية، وبالمقابل أوضح بأن السلطة تستقوي على الضعفاء، بينما مجموعة من العصابات تتقاسم محافظـة أبين وبفعل السلطة تحولت إلى وكر لهذه العصابات وللخارجين عن القانون.
وتساءل ما دور الأجهزة الأمنية التي تمتلك أكثر من 12 جهازاً استخباراتياً ولم تستطع القبض على عناصر القاعدة التي تدعي أنهم كانوا يتواجدون في المعجلـة، ولجأت إلى إرتكاب مجزرة بحق المدنيين إثر ذلك.
وأشار إلى أن السلطة تعمم الفوضى في محافظة أبين، وقال "إن مقرات رسمية ومكاتب حكومية باتت بيد مجموعة من المسلحين، بالإضافة إلى استيلاء تلك المجموعة على مقار أمنية من بينها مقر البحث الجنائي مدينة جعار دون أن تحرك السلطات ساكناً، و لم يستبعد أن تكون تقف وراء أولئك المسلحين
وفي هذا الحوار يتحدث النقيب لـ"المصدر أونلاين" عن حوار الأحزاب وانخراط أعضاء حزبه الاشتراكي في صفوف الحراك، بالإضافة إلى الاتهامات الموجهة للحراك باللجوء إلى العنف وقطع الطرقات، وقضايا أخرى.
كيف تنظر لما قامت به السلطات الأمنية مؤخراً في محافظة أبين ؟للأسف الشديد أتحدث بمرارة كبيرة عن مقارعة السلطة لما يسمى بعناصر القاعدة في محافظة أبين و ما أظهرته الأحداث أن ما جرى هو ضرب وإبادة لقرية كاملة بكل المقيمين في مخيم كامل فيه بدو رحل هم وعائلاتهم ومواشيهم ويقال بأنه كان بينهم 8 من عناصر القاعدة وعلى افتراض أن 8 كانوا من ضمن القتلى كم كلفة كل واحد حتى يقتل واحداً من عناصر القاعدة ؟ مع أنه كان يفترض لو كان لدينا سلطة حكيمة ورشيدة أن تقتنصهم وتعتقلهم وتقدمهم للقضاء وعندها أكثر من 12 جهازاً استخباراتي لم يستطيعوا أن يقبضوا على ثمانية أفراد ، فما الذي تفعله هذه الأجهزة أنا أعتقد بأن ماجرى في أبين هو عبارة من مذبحة وإبادة جماعية لسكان آمنين عزل من السلاح لا علاقة لهم بالسياسة أو بالقاعدة وهي جريمة ترتقي إلى مستولى جرائم الحرب أو الإبادة الجماعية
ألا ترى أن الانفلات الأمني الحاصل في أبين قد يكون أحد الدواعي التي جعلت السلطة تستدعي أن تقوم بمثل هذه العملية؟ هذا يظهر مدى المفارقة التي تشهدها أبين بل كل محافظات الجمهورية أن السلطة قوية عند الضعفاء ضعيفة عند المستهترين والأقوياء والخارجين عن القانون ، فأبين اليوم تتقاسمها مجموعات من العصابات، فعصابة تستولي على مدينة مثل جعار وهي مدينة مدنية طول حياتها منذ ما قبل الاستقلال إلى أيام الاشتراكي ومنذ حوالي 3- 4 سنوات اليوم تحولت إلى وكر للعصابات والخارجين عن القانون الذين لا علاقة لهم بالمعارضة السلمية ويحصل نفس الشيء مع عاصمة المحافظة زنجبار، اليوم مقر وكالة سبأ مستولى عليه ، مكتب وزارة العمل ومعهد الأوراس (معهد فني تابع لوزارة العمل) مستولى عليه من قبل مجموعة من المسلحين لا نعرف من يدعمهم وأنا أشكك بأن السلطة لا تعرف من هم هؤلاء وتجهل هويتهم وهذا حاصل كذلك في مدينة جعار فإدارة التربية والتعليم استولى عليها أحد الأفراد وهو نفسه استولى على مقر البحث الجنائي، فإذا كان مقر البحث الجنائي تستولي عليه عناصر مسلحة ، فماذا يفعل البحث الجنائي والأمن ؟ أعتقد بأن السلطة تعطي ضوءاً أخضراً للعصابات بالانتشار وتعمم الفوضى بينما هي تتنصل من مسئوليتها تجاه المجتمع . بل بالعكس تستأسد السلطة وتتحول إلى وحش كاسر عندما يتعلق الأمر بنشطاء النضال السلمي والمواطنين الأبرياء.
كيف تفسر تحول الحراك السلمي نحو العنف وهل ذلك يخدم مسيرة الحراك ؟ أود أن أشير إلى أن مفهوم الحراك ليس تنظيماً سياسياً واحداً مؤطراً بحيث يمكن أن تتحكم به قيادة واحدة تحاسبها وتعرضها للقانون إذا ما خالفت القانون 00الحراك عبارة عن حركة جماهيرية منفتحة ولا أقول منغلقة ولكنها غير خاضعة لإطار سياسي محدد، وظواهر العنف التي تظهر هنا أو هناك لا يمكن أن تحسب على الحراك ككل، كما لا أستبعد أن هناك من يقوم بذلك متعمدا ليسيء لسمعة الحراك .
ما الذي جعل الحراك بهذه القوة حتى يضاهي قوة المشترك ويتمرد عليه؟ لأن الجماهير سارت وراءها وأقول هي قوية بقوة ما تطرحه من مطالب، لأن فعاليات الحراك تطرح مطالب تلامس مطالب الجماهير وهي المطالب التي لم تتجرأ الأحزاب السياسية على طرحها وإذا ما طرحتها فهي لا تخوض نضالا ميدانيا للتعبير عنها.
برأيك لماذا ضاع دور المشترك في هذه المحافظات ؟ الحراك أكثر مرونة من المشترك ، بيروقراطية الهيئات وتنسيق المواقف يأخذ الكثير من الوقت حتى يفقد أي نشاط الحماس المطلوب له، أما هيئات الحراك فهي تشتغل بالمبادرة الفردية وبالتواصل المباشر ولا تتحكم فيها أجهزة بيروقراطية معقدة وهذا له إيجابياته ولا شك أن له نتائجه السلبية، ولذا علينا أن نعترف بالأمر الواقع ، الحراك في الميدان له حضور سياسي قوي وفاعل وأعتقد أن المشترك لا يغار من هذا الحضور ولكننا نقلق من اختراق الحراك وحرفه عن مساره، وهنا لا بد أن نميز بين شيئين الفعاليات الاحتجاجية السلمية المدنية السياسية والمطلبية وهي مشروعة في إطار النظام والقانون وبين المتنطعين بل أكاد أقول المزروعين داخل الحراك الذين لا استبعد أن يكونوا زرعوا لكي يسيئوا إلى الحراك وسمعته وهم الذين يقتلون وينهبون ويفتكون ويقطعون الطرقات ويعتدون على المدنيين تحت يافطة الصراع الشمالي – الجنوبي .
من الذي زرع هؤلاء برأيك؟ أنا لا أتهم أحد ولكن أقول بأن مسئولية السلطة أن تطارد هؤلاء وتعتقلهم وتقدمهم للقضاء وتكشف أجندتهم ، لست أنا أو أنت أو أي أحزاب سياسية هي من تقوم بهذا الدور ، لدينا سلطة ولديها أجهزة أمنية وبحث جنائي ووسائل تجسس عالية جداً تعرف ماذا أقول لك الآن بل تترصد خطواتي وترصد كلامك ولكنها تترك المجرمين والقتلة يتبلطجون كما يشاءون .
كيف تقرأ مسألة إنشقاق طارق الفضلي عن ما بات يعرف بـ"مجلس الثورة السلمي"؟ أقول لك الحقيقة، من حق أي مواطن شمالي أو جنوبي أن ينخرط في أي فعالية احتجاجية فأنا أعتبر طارق الفضلى مواطن يمني جنوبي حدد أجندته وأعلن أنه مع الحراك السلمي وهذا حقه ولا يجوز لأحد أن يحجر عليه.
وماذا تعني دعواته للعصيان المدني وفرض ذلك بالقوة وتحت التهديد؟ العصيان المدني أعتقد أنه عمل مدني مشروع وهو ممتاز ولم يحصل التهديد للناس بالقوة لغرض العصيان ولست هنا مدافعاً عن طارق الفضلي وللحقيقة كنت في زنجبار يوم العصيان المدني فبعض الأوساط الإعلامية خدمت الدعوة للعصيان لأنها وزعت رسائل بأن الفضلي يهدد الناس بالقوة لفرض العصيان وهو ما لم يحصل وهذه الرسائل خدمت الفعالية حيث أغلق كثير من الناس محلاتهم ربما ليس تأييداً للعصيان ولكن تجنباً لما ينجم عن ما نشر من إشاعة من شر فكان للذين أرادوا تشويه الفضلي خدموا ما دعا إليه، دعني أعود إلى قضية أقوى وهي مكونات الحراك وقضية الانشقاقات ، أعتقد أن ما يحصل في الحراك هو عبارة عن تسابق بين الفعاليات الميدانية وبين الأجندة السياسية فالفعاليات الميدانية أقوى من الأجندة السياسية .الحراك نما كمياً بما فيه الكفاية ، اليوم أتوقع على الحراك - وهي ليست نصيحة أو اعتراض– أن يطور نفسه نوعياً وذلك يأتي من خلال تشكيل هيئات تنظيمية لها نسق وبناء داخلي متكامل بحيث تٌخضع فعاليات الحراك لأجندة سياسية واضحة وثانياً تطوير الخطاب السياسي الذي ينبغي أن يلبي حاجات ومطالب الناس وأعتقد بأن التشكيلات و التسميات و تغيرها تأتي في هذا الإطار وهي محاولة البحث عن مسمى يعبر عن حقيقة الحراك .
تعدد المسميات والهيئات هل تخدم القضية الجنوبية أم أن لها أجندة أخرى ؟ أنا هنا لا أتكلم باسم الحراك ولكنني أتحدث من منطلق الداعم له ولفعالياته السلمية بمضمونها الوطني المدني الراقي وهنا أقول بأن الحراك نشأ عفوياً فما يحصل من ثغرات في التسمية هي بحث عن عنوان سياسي ما يزال يتبلور فهناك مجلس قيادة الثورة والمجلس الوطني ونجاح وهيئة الاستقلال وهي كلها تعبير عن حاجة موضوعية ستنمو وستتطور لتبلغ المراحل الأكثر نضجا وتطورا بما يتناسب وحجم وضخامة القضية التي تصدت لها.
ولكن هل قطع الطرقات والقتل بالهوية والشغب يخدم مسيرة الحراك ؟ أنا لست على يقين بأن من يقتل بالهوية ويقطع الطريق وينهب هنا وهناك بأنه ينتمي للحراك ولكن على الإخوة في الحراك إدانة كل تلك الأعمال وقد سمعتهم أدانوا ذلك أكثر من مرة بل أدانوا بشدة حادثة العسكرية المشهورة التي أبت السلطة أن تقبض على القاتل الذي لا يزال يسرح ويمرح وراتبه الشهري يصله إلى البيت وقبل الحادثة بشهرين تمت ترقيته وأعطي سيارة جديدة فالسلطة مطالبة أن تكشف حقيقة تلك الحادثة كذلك أحداث العيد اعتقد أنها أحداث جنائية ينبغي على السلطة القيام بدورها ولعله من الغريب أن هذه السلطة التي تعتقل الآلاف في يوم واحد تقف عاجزة عن اعتقال متهم واضح ومعروف أمام الجميع
ما موقفكم من دعوة الرئيس إلى حوار وطني؟ ما تفعله السلطة دليل على أحد شيئين أو على الاثنين معا وهما: التخبط السياسي وغياب رؤية سياسية واضحة، وكذلك المزاح السياسي السمج غير المستساغ. فعندما يدعو مجلس الدفاع إلى حوار وهو الذي أعلن الحرب في صعده ومن قام بالحرب في الجنوب بل وما يزال يدير عمليات الخطف والقتل والاعتداء في الجنوب، فإن ذلك يعني أنه يدعونا لنذهب لنبارك له كل ما يرتكبه من جرائم بحق البلد، وليس الذهاب إلى حوار سياسي.
إذا أنتم ترفضون الاستجابة لهذه الدعوة؟ شخصياً .. لو دعيت لمثل هذا الحوار لما كفاني الاعتذار فقط .. بل لأعتبرته نوعا من السخرية بثقافتي السياسية، لأنه عندما يكون صانع المشكلة هو من يدعو الآخرين ليحاورهم حول مشكلته فهذا أشبه ما يكون بالذي يحرق منزله ومنازل الجيران ثم يحملهم كلفة هذه الحماقة، هذا أسلوب مستهجن يستهزئ بالعقل السياسي اليمني ومن سيذهب هو إما ظل للحاكم أو يبحث له عن مصدر لتحسين معيشته على حساب المواقف السياسية.
يقال أنه سيتم الإفراج عن المعتقلين السياسيين مقابل استجابة المشترك للحوار.. ما صحة ذلك؟ قد ربما تقدم السلطة على إجراء كهذا لتحقق ثمن سياسي مقابل هذه الخطوة، ولكن على السلطة العدول عن سلوكها الخارق للقانون باعتقال النشطاء والسياسيين وشن الحروب هنا وهناك ثم استخدام هذه القضايا للمساومة السياسية، وهي (أي السلطة) مطالبة بالعزوف عن ذلك دون مقابل. لأننا لسنا باعة حتى نبيع مواقفنا السياسية مقابل الإفراج عن المعتقلين الذين صار الإفراج عنهم اليوم واجب وحق على السلطة أن تقوم به دون أي ثمن قبل أن يلجأوا للقضاء الدولي ليحاكموا من قام باعتقالهم ومن قام بقتل الموطنين في الجنوب وصعدة وعمران .
وأين دور الحزب الاشتراكي مما يجري في الجنوب؟ وما موقعه في الحراك؟ نحن كل قواعدنا وكوادرنا وقيادتنا الوسطى منخرطة في الحراك السلمي بطابعه القانوني الوطني ولك أن تعلم أن أكثر من نصف المعتقلين السياسيين والقتلى والجرحى هم من أعضاء الحزب الاشتراكي وأنصاره وعلى من يرتكب جرائم الاعتداء وقطع الطريق وينسبها للحراك أن يعلم أن الحراك السلمي بريء من هذا السلوك
ولكن ألا تعتقد أن الاشتراكي بات يعيش أنفاسه الأخيرة، فجزء منه في الحراك، وجزء آخر في صف السلطة، والممارسات التي أعقبت 94 أضعفت الحزب؟ كثيرا ما قيل مثل ذلك، ونحن لا ننكر بأننا اليوم أشبه بالحزب المحظور، بسبب الحجر على ممتلكاتنا ومضايقة كوادرنا، ونهب مقراتنا، وكل هذا لا يعني موت الاشتراكي بل إنه موجود وسيستمر طالما ظلت أجندته وبرنامجه يعبر عن طموح الناس، أي حزب سياسي يموت عندما يتخلى عن مطالب الناس أما أن تذهب الجماهير للحراك أو المؤتمر ففي غالب الأحيان الذين يذهبون إلى المؤتمر هم يذهبون نتيجة للضائقة المعيشية التي يعانون منها ولأنهم يجدون لقمة العيش في المؤتمر، ونحن لا نحجر عليهم ذلك طالما يجدون ضالتهم هناك ، وطالما السلطة تستقوي بالوظيفة الحكومية لتخضع المعارضين وترغمهم للدخول في حزبها، أما الحراك فجزء كبير من قواعده مازالوا أعضاء بالاشتراكي وفي كل الأحوال فإن الخروج من الاشتراكي مثل الدخول فيه أمر طوعي وكل إنسان هو حر في تحديد اختياراته السياسية .
إلى متى ستظل كتل المعارضة البرلمانية مقاطعة لجلسات مجلس النواب؟ نحن قاطعنا ومازلنا نقاطع جلسات مجلس النواب حتى تلبى مطالبنا بالتزام السلطة باتفاق فبراير .
وهل ترى إن اتفاق فبراير ما يزال قائماً؟ اتفاق فبراير ضربت به السلطة عرض الحائط وخرقته من خلال ما سمي بالانتخابات التكميلية وتمديد اللجنة العليا وهذا خروج واضح عن مضمون الاتفاق .
هل دعوتم السلطة إلى الحوار الوطني الذي تتبناه أحزابكم؟ دعوتنا موجهة للسلطة وكافة القوى والتنظيمات السياسية والجماهيرية والأكاديمية، ونحن لا نستثني من دعوتنا أحد بما في ذلك أطراف القضية الجنوبية وقضية صعدة والأخيرين قد رحبوا بالدعوة، وكذلك قيادات المعارضة في الخارج .
لكن المؤتمر يتهمكم بالحوار مع أنفسكم وليس مع جماهير الشعب؟ المؤتمر ينسب سلوكه للآخرين، نحن نتحاور مع الجميع لإنقاذ البلاد من أزماتها المستفحلة ، ولدينا من أعضاء المؤتمر الكثير ممن يشاركوننا في الحوار
المؤتمر لم يستجب لدعوة الحوار وهو يمثل شريحة كبيرة من الشعب لا يستطيع احد نكران ذلك ؟ في الواقع المؤتمر الشعبي لا وجود له كتنظيم سياسي فاعل وإنما هنالك سلطة لديها جمهور تحشده عند الانتخابات وتسميه مؤتمر شعبي عام أما من يحكم البلاد فهو مجلس الدفاع ومجموعة من المتنفذين .
الحزب الحاكم يقول أن لكم شروط مسبقة للحوار، وهذا غير جائز في دعوات الحوار؟ نحن ليس لدينا أي شروط مسبقة، شرطنا الوحيد هو الاعتراف بوجود أزمة والقبول بنتائج مؤتمر الحوار الوطني .
ماذا يلوح في أفق حرب صعدة بعد دخولها شهرها الخامس ودخول السعودية على خط المواجهة؟ حرب صعدة بدخول أطراف إقليمية ودولية أخذت بعدا أعمق وبالتالي حرب صعدة من أشعلها لم يعد بمقدوره إطفائها بمفرده لأن أطرافها كبرت وإطفائها يتطلب إشعار أو استئذان هذه الأطراف فهي تتعقد وللأسف لا يلوح في الأفق ما يشير إلى أنها في طريقها للحلحلة وربما كانت هذه الحرب مدخلا لتدخلات دولية تخرج الأمور كليا من سيطرة الأطراف الداخلة فيها حتى اليوم.
ما الذي جعل الحوثيين بهذه القوة والصلابة في فتح جبهتين في آن واحد برأيك ؟ على المجتمع اليمني والإقليمي أن يسأل السلطة كيف تحولت هذه الـ(شجرة الجهنمية) كما كانوا يسمونها إلى بعبع يخيف دول بأكملها والسلطة ملزمة بالإجابة عن هذا السؤال التي بالمناسبة هي من صنعت الحوثيين .
كيف تنظر إلى المواقف الأمريكية تجاه ما يجري في اليمن ؟ الأمريكيون يؤكدون مطالبتهم بحل مشاكل اليمن عبر الحوار وهذا ما نسمعه من الجهات الرسمية وهو موقف عقلاني ومسئول وعلى الأمريكيين الذين هم أصدقاء السلطة أن يساعدوا السلطة ولكن ليس بالسلاح والتجسس والضرب بالطيران بل عليهم مساعدتها بأن تفكر بعقلانية تجاه مشاكل عويصة تمر بها البلاد.
هل افهم انك تتهم أمريكا أنها وراء ما أقدمت عليه السلطة في أبين ؟ ليس لدي ما يؤكد ذلك ولكن المواطنين الذين أتوا من مواقع القصف قالوا بأن القصف احرق كل كائن حي من النملة للشجرة إلى الإنسان في مساحة مربعة كبيرة وهو ما لم تقم به طائرة عادية ولكن ما سألت عنه تجيب عنه السلطات اليمنية هل هو تدخل أجنبي أم طيران عسكري يمني أم عمل قامت به أجهزة الأمن المحلية؟
ما الذي أفشل حوار بيروت الذي سمعنا عنه ولم يتم؟ لقد جرت مجموعة حوارات مع نشطاء عديدين في الخارج وهي طيبة ومبشرة بخير ولاقينا مباركة وترحيب من إخواننا اليمنيين النازحين قسراً في الخارج وقد أبدوا ملاحظاتهم حول الرؤية وأثروها ولم يتنصلوا أو تهربوا من دعوة الحوار، أما القول بأن الحوارات فشلت فهذا مجرد تسريبات للأجهزة الرسمية تعبر عن تمنيات الحيلولة دون بلوغ الحوار الوطني أهدافه.
ما مصير محمد المقالح بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقاله؟ قضية المقالح تلخص موقف النظام القائم من أصحاب الرأي والنشطاء السياسيين فعندما تلجأ سلطة لديها قضاء ونيابة ومحاكم إلى سلوك العصابات فهذا غريب مما يشعر المواطن بالخوف على نفسه والأخ المقالح معروف أن السلطة اختطفته ونحن هنا نحملها كامل المسئؤلية عن أي أذى يتعرض له الأخ المقالح
كيف تنظرون لما تمارسه السلطة ضدا لصحافة والصحفيين بشكل عام ؟ السلطات وجدت نفسها في مأزق أسمه "حرية الرأي والتعبير" وبدأت تضيق به ذرعاً ولذلك ما جرى لصحيفة الأيام هو هجوم مسلح وليس حكماً صادر من محكمة يقضي بإغلاقها وتحولت الأيام إلى ثكنة عسكرية وصودرت من الشارع بدون حكم قضائي ومازالت موقوفة إلى اليوم بأمر عسكري من جهات أمنية معروفة، أما ما جرى لصحيفة المصدر من حكم غريب وعجيب تمثل بإيقاف رئيس التحرير ومنعه من أن يكون ناشر لصحيفة المصدر ومنع صحفي من الكتابة مدى الحياة فنحن نعتبره أمر غريب يعكس ضيق السلطة بالحريات الصحفية، وهو ما لم يحصل في أي دولة في العالم فهذا نوع من الاستهتار وبكل أسف يكشف زيف ما نسميه باستقلال السلطة القضائية .
أعتقد أن البلد يذهب نحو الهاوية والتعامل مع الصحافة هو معيار التعامل مع الحرية التي ترعب الأنظمة ولذا صارت مكبوتة ومصادرة في اليمن وأكرر الإدانة لما يحدث للصحافة والصحافيين من محاكمات وانتهاكات بشعة ونعتبره نوع من البطش الذي يستقوي به المتنفذون لإسكات الأصوات الحرة.
ما هو تعليقك على مطالبة السلطة بتسليم البيض لمحاكمته؟ السلطة لا تزال تعتقد أن العالم موظفين عندها وكل من ضاقت منه ذرعاً سيأتون به إليها الدول يا أخي لها قوانينها وأعتقد أن وجود علي سالم البيض في الخارج هو أمر مخجل لليمن وهو الرجل الأول الذي قدم بلاده بما تملك للوحدة بل تنازل عن الموقع الأول إلى الموقع الثاني وقال عنه الرئيس بأنه الوحدوي الأول واليوم يطارد ويحرم من الجنسية اليمنية هذا ليس فخراً لليمن .
لكن البيض بات يطالب بالانفصال أو ما يسميه فك الارتباط ؟ فك الارتباط قامت به السلطة في 7 يوليو عندما حولت الجنوب إلى غنيمة حرب ودمرت مشروع الدولة ونهبت الأراضي والممتلكات وحرمت المواطنين الجنوبين من حقهم في المواطنة.
هل الدعوة للانفصال تخدم القضية الجنوبية ؟ علينا أن نميز بين أمرين: السلوك الانفصالي والشعارات الانفصالية، هناك سلوك انفصالي بامتياز تنهجه السلطة وأجهزتها والقائمين عليها منذ السابع من يوليو 94م وهذا يتجسد في السياسات القائمة على إنهاء الشراكة الوطنية التي أتت بها وحدة 22 مايو وإبعاد الناس من أعمالهم والاستيلاء على الممتلكات ونهب المؤسسات، وتحويل الجنوب إلى غنيمة يتصرف بها المنتصرون كجزء من ممتلكاتهم.
إن السلوك الانفصالي للسلطة هو السبب في رفع الشعارات الانفصالية وتنامي الرغبة في فك الارتباط لدى الجنوبيين، وبالتالي فإن المطالبة بفك الارتباط ليست سوى ردة فعل محبطة على تلك السياسات والممارسات الانفصالية التي كرستها السلطة طوال ما يزيد على عقد ونصف.
نقلاً عن " المصدر اون لاين " محمود طاهر الحمزي
|
|
|