08 شباط 2010
قال تقرير صادر عن اللجنة العربية لحقوق الإنسان التي تتخذ من العاصمة الفرنسية بباريس مقراً رئيسياً لها أن "التدهور في أوضاع الصحفيين الذي تشهده اليمن قد فاق كل الإنتهاكات السابقة الخطيرة في هذا البلد".
وأشار التقرير إلى أن "العام الماضي قد سجل جملة انتهاكات تناولت الصحف والصحفيين، حيث أصدرت وزارة الإعلام قراراً بمنع طباعة ستة صحف مستقلة (المصدر، الديار، الوطني، النداء، المستقلة، الأيام)، وتمت مصادرة عدة أعداد من صحيفتي الأهالي والقضية".
وأكد التقرير أن "التضييق على الصحافة في اليمن يندرج ضمن الوضع المضطرب في البلاد، والذي اختارت السلطات التنفيذية التعامل معه بعقلية أمنية وقمعية, وذلك سواء تعلق الأمر بالحراك الجنوبي الاحتجاجي ذي الطابع المطلبي السلمي، أو الصراع المسلح بين القوات النظامية وجماعة الحوثي في أقصى شمال البلاد". حسب التقرير
واعتبر اللجنة في تقريرها "حالة الصحفي والناشط السياسي محمد المقالح أنموذجاً للمواجهة القمعية والمعاملة اللاإنسانية والمشينة بحق الصحفيين في البلاد".
وأشارت إلى اختطافه ورفض السلطات الكشف عن مكانه ومصيره, وإنكار وجوده ثم اعتراف الرئيس اليمني في أواخر ديسمبر من العام المنصرم لبعض قيادات أحزاب اللقاء المشترك "تكتل المعارضة" باعتقاله من أجهزة الأمن.
كما أشارات إلى أنه تعرض لشتى وأبشع أنواع التعذيب والضرب حتى سالت دمائه منذ لحظة اختطافه وبقاء آثار الدماء على ملابسه لثلاثة أشهر، وإخضاعه من خاطفيه لعملية محاكاة للإعدام مرتين حيث كانوا يجلسونه على كرسي ويستحضرون أجواء الإعدام ثم يعودون ليسخروا منه حين يلحظون جفاف فمه, ثم إخضاعه من سلطات المخابرات للعزلة في منزل قديم.
وقال التقرير أن "صحيفة الأيام في عدن كانت قد تعرضت أيضا لقصف كان آخره أوائل يناير الماضي حيث اصيب المبنى بقصف متواصل من قبل قوى الأمن، كما واعتقل رئيس تحرير الصحيفة هشام باشراحيل ونجليه. ولا زال رئيس التحرير معتقلا حتى اليوم في سجن المباحث العامة رغم وضعه الصحي وإصابته القلبية التي سبق واستوجبت عملية قلب مفتوح".
وأضاف التقرير إلى أن "هناك خمسة صحفيين سجناء في قضايا نشر وهم: الكاتب معاذ الاشهبي سجين في السجن المركزي بعد إدانته بتهمة المساس بالعلماء وبالشرعية الإسلامية، وأياد غانم مراسل صحيفة الأيام بمحافظة لحج صدر حكما بسجنه وهو سجين في سجن صبر بالمحافظة. يضاف لهما أيضا الصحفي فؤاد راشد رئيس تحرير موقع المكلا برس، والناشطان الإعلاميان صلاح السقلدي واحمد الربيزي. المعتقلون في سجن الأمن السياسي بصنعاء منذ أشهر طويلة أعلنوا إضرابهم عن الطعام حتى الموت لرفض النيابة قرار المحكمة بنقلهم إلى السجن المركزي".
وبحسب التقرير فإن "فؤاد راشد قد اعتقل في 4/5/2009 من منتدى الخيصة الثقافي في المكلا، وجرى اقتحام بيته وتفتيشه مساء يوم الاعتقال، أي قبل أسبوع من صدور مذكرة توقيف بحقه, أما صلاح السقلدي فاعتقل أثناء اقتحام منزله بعدن يوم 18-6-2009، بينما اعتقل احمد الربيزي يوم12-5-2009 بمحافظة عدن".
وقال التقرير أن الثلاثة أحيلوا "يوم16-11-2009 إلى محكمة أمن الدولة غير الدستورية وغير المختصة نوعياً ومكانيا".
مضيفاً أن "إدارة الأمن السياسي مازالت تمنع حتى اليوم زيارة منظمات حماية الصحفيين والإعلاميين للمعتقلين من الصحفيين والناشطين في سجونها".
وأشار التقرير إلى أن "التهديدات والاقتحامات لمنابر إعلامية تضاف للائحة الاعتقال التعسفي، كالتهديد المستمر لطاقم الجزيرة، واقتحام مكتب يمن ديجتال ميديا الاعلامي واعتقال مديره طه المعمري من قبل الأمن القومي, كذلك الضرب والاعتداء الجسدي على الصحفيين، ومحاكمة عشرات آخرين أمام محكمة الصحافة".
مضيفاً : "جرى على سبيل المثال لا الحصر الحكم بالسجن على الكاتبة أنيسة محمد علي عثمان ثلاثة أشهر مع النفاذ بتهمة المساس برئيس الدولة، والحكم بسجن سمير جبران لمدة عام مع وقف التنفيذ ومنعه من مزاولة العمل الصحفي لعام، والحكم على منير الماوري بالسجن لعامين مع النفاذ ومنعه من الكتابة مدى الحياه لذات التهم".