ياسين النقيبنائب المدير اللهم أرني الحق حقاً وأرزقني اتباعه,وأرني الباطل باطلاً ورزقني اجتنابه
عدد المساهمات : 1740
تاريخ التسجيل : 16/02/2009
| موضوع: أبناء الغربة.. حيرة بين وطنين السبت 27 مارس - 4:04 | |
| عند عودته إلى وطنه في الإجازة الصيفية جلس حائرًا بين أقرانه الصغار من أبناء أخواله وعمومته.. غير قادر على استيعاب ما يطلقونه من نكات و"قفشات" طفولية سريعة، وعلى الرغم من إجادته التامة للهجة المحلية التي يحرص والداه على التحدث بها في حياتهم اليومية، فإن ذلك لم يمكنه من التقاط المغزى الحقيقي لمزحات من يشاركونه اللعب.. ولأنهم جميعًا فرحون بعودته؛ ولأنهم مدركون للأمر، فقد قاموا بدور المعلم له.. وتبارى كل منهم في شرح "النكتة" لرفيقهم حتى يفهم ويستوعب.. وأخيرًا يضحك، ولكن بعد أن يكون الجميع قد انتهى من الضحك!. هذه المشكلة ليست إلا جزءًا يسيرًا من جملة المشكلات التي يواجهها الأطفال الذين يغتربون مع أسرهم بعيدًا عن أوطانهم، وهي بالطبع ليست قاصرة على من يعيشون في دول أجنبية، ولكنها تنسحب أيضا -ولكن بدرجة أقل- على من يعيشون في دول عربية شقيقة.والمشكلة لا نختصرها في اللهجة فقط، ولكن في تلك المفردات التي تتطور سريعا ويلتقطها الصغار ويتفاعلون معها من خلال الاحتكاك والمعايشة يوما بيوم؛ الأمر الذي يفتقده الأطفال المغتربون شيئا فشيئا، فتحدث الفجوة، وتزداد الهوة، وينفصل الصغير رويدا رويدا عن وطنه، بل ويصبح أسيرا لمشاعر متضاربة ومتناقضة، ويظل سؤال الانتماء حائرًا.. فهو يحب وطنه ولكنه أيضا يحب البلد الذي تربى فيه، وتعلم في مدارسه، وخبر دروبه وشوارعه ومتنزهاته.حلقة مفرغة الصغار ليسوا وحدهم من يعانون مشكلة الابتعاد عن معايشة التفاصيل الحياتية في أوطانهم، ولكن الآباء والأمهات أنفسهم لا يعايشون كثيرا من الأحداث التي يمر بها مجتمعهم؛ وبالتالي تتباعد المسافة بينهم وبين أوطانهم، وذلك لا ينفي الانتماء للوطن وحبه، بل والتعصب له والتعبير عن ذلك كلما تطلب الأمر بشتى الصور، لكن المشكلة تكمن في الابتعاد الذي يؤثر بشكل أو بآخر ليس عليهم وحدهم بل وعلى أبنائهم الذين يجدون أنفسهم -شاءوا أم أبوا- لا يعرفون عن وطنهم الكثير.تذكر إحدى الأمهات أنها وبحكم نشأتها صغيرة بعيدا عن وطنها فإنها لم تكن تعرف الكثير عنه، حتى بعد زواجها انتقلت للعيش في بلد آخر؛ وهو ما جعل انتماءها لوطنها مهزوزا، فهي لا تعرف عنه ولا ترتبط به إلا من خلال زيارات قليلة ومتباعدة للأهل تكتشف خلالها أنها بعيدة تماما عنهم وعن عاداتهم؛ ما جعلها تنفر منهم ولا تشعر بالراحة إلا حينما تعود أدراجها مرة أخرى لتعيش مع أسرتها في الخارج في الحياة التي اعتادوا عليها وأحبوها، ويصعب عليهم تغييرها أو استبدالها بحياة أخرى في وطنهم الأصلي.تقول الأم: الأمر نفسه تكرر مع أطفالي.. وكأنها حلقة مفرغة يصعب الخلاص منها.مشاعر متضاربة القصص والحكايات في هذا المجال لا تنتهي.. فهذا أحمد طالب مقيم في الإمارات، في الصف السادس الابتدائي، لا يحفظ النشيد الوطني لبلده، وعلى الرغم من أن والديه دائما ما يرددونه على مسامعه، فإنه لا يتفاعل معه كما يتفاعل مع النشيد الوطني للبلد الذي يقيم فيه؛ حيث يردده يوميا مع زملائه في الطابور المدرسي.أما زميله (محمود) فيعترف أنه لا يشعر بالغربة خاصة مع وجود والديه وأصدقائه الذين نشأ معهم منذ كان صغيرا.وتتساءل ندى (9سنوات) عن معنى كونها مغتربة في بلد ولدت وتربت فيه، وبالتالي هي لا تعرف وطنا غيره، وكل ما يربطها ببلدها الأصلي هم أعمامها وأخوالها الذين تراهم مرة في كل عام.بينما تؤكد نور (13عامًا) أن مشاعرها تكون منطلقة عندما تزور بلدها حيث تقضي أوقاتا أكثر متعة مع الجزء المتبقي من أقاربها الذين يعيشون في الوطن قائلة: أتمنى أن أعود لوطني وأعيش بين أهلي؛ فالحياة معهم مختلفة تماما.وتحت شعار كل بلاد العرب أوطاني، استطاعت شهدان (15عاما) أن تحقق المعادلة، وأن تجمع بالتساوي بين حب الوطنين، مشيرة إلى أنها لا تستطيع الاستغناء عن أحدهما؛ حيث اعتادت منذ ولدت على الانتقال بينهما.الحل في عيون صغيرة حالة التواؤم والاندماج التي يعيشها الأطفال في المجتمعات الأخرى غالبا ما تتحول لتمثل أزمة حقيقية في نفوس بعضهم إذا ما قرر ذووهم العودة مجددا إلى الوطن؛ وهو ما حدث بالفعل مع أحد الأطفال الذي تحول من طالب متفوق إلى طالب متعثر عندما عاد إلى بلده والتحق بمدارسها، فوجد صعوبة بالغة في الاندماج مع زملائه؛ مما اضطر الأسرة إلى إبقائه في المنزل وذهابه للمدرسة في أثناء تأدية الامتحانات فقط، ليس ذلك فحسب، بل تطلب الأمر تدخل الطبيب النفسي لمعالجة حالة الانطوائية والانسحاب التي صار عليها طفل الثانية عشرة.وحرصا منه على ألا يتعرض أبناؤه لهذه التجربة القاسية، قرر المهندس أحمد مختار، الذي يعيش بعيدا عن بلده مع زوجته وأطفاله الثلاث منذ خمسة عشر عاما، أن يربط أطفاله الصغار بوطنهم من خلال غرس الانتماء والحب في نفوسهم لبلدهم الأصلي.. يقول: في يوم من الأيام سنعود حتما لبلدنا ونستقر فيه، وبالتالي أحاول تذكير أطفالي الصغار دائما بالوطن وربطه بذكريات جميلة أحرص على طبعها في ذاكرتهم أثناء الإجازة السنوية، كما أنني أحرص أيضا على الحديث عن الأهل دائما وكلما أتيحت الفرصة نتبادل أحاديث، أجعلها مشوقة لهم، نتذكر فيها الأوقات والمواقف الجميلة التي حدثت أثناء زيارتنا لهم.وتؤيد هذا السلوك منى ممدوح، الاختصاصية الاجتماعية بإحدى المدارس الخاصة بدبي، فترى أن دور الأسرة هام للغاية في غرس الانتماء للوطن في نفوس الأطفال الصغار وحتى الأبناء الكبار المغتربين عن أوطانهم مع أسرهم، وتذكر أنها كأم تحرص على شراء كتب تتناول تاريخ بلدها ومعالمه السياحية والأثرية وتقرؤها لأطفالها، ولكن على الرغم من ذلك فإن أطفالها -كما تقول- يحبون المكان الذي يعيشون فيه، وحتى يجمعون بين ما يحبونه هنا وهناك يطلبون منها أن تأتي بباقي العائلة لتقيم معهم، وهم بذلك يتصورون أنهم وجدوا حلا- كما تخيل لهم عقولهم الصغيرة- لمشكلة انقسامهم بين بلدين.وتضيف: "بحكم عملي مع طلاب وطالبات مدرسة تمتد من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية، أجد أنهم على اختلاف انتماءاتهم غالبا ما يصلون إلى لغة مشتركة ويندمجون مع بعضهم البعض؛ وهو ما يجعلهم ينتمون للمكان أكثر من أي شيء آخر.روشتة العلاج وإذا كانت الإقامة خارج الوطن تخلق حالة من ازدواجية الانتماء في نفوس الأطفال، فإن الدكتورة زكية الصراف-مستشارة الصحة النفسية وإرشاد الطفولة بالإمارات- تضع روشتة لعلاج هذه المشكلة تتضمن جملة من الإجراءات:أولا: غرس الانتماء في نفس الطفل خاصة في السنوات الخمس الأولى من العمر، وهي المرحلة العمرية التي يتكون فيها أساس الشخصية، فيتم تعريفه ببلده الأصلي وهويته ولغته والتأكيد على ذلك، حتى إذا التحق بالمدرسة ودخلت عليه التأثيرات الخارجية من زملائه والمجتمع المدرسي يكون بمأمن عن حالة الاضطراب التي يعيشها بعض الأطفال عندما يلتحقون بالمدرسة، ويعرفون أنهم ليسوا مواطني البلد الذي يعيشون فيه ولكنهم مقيمون فقط.ثانيا: تنبيه الآباء أن الأبناء الأكبر سنا أكثر وعيا، وفي مرحلة المراهقة يكون الانتماء للبلد الأصلي، وقد لا يوافق الابن على الالتحاق بمدرسة ما إلا إذا وجد من بين زملائه من ينتمون لنفس جنسيته، فيجتمع مع رفاقه من نفس بلده، ويعيش نفس نمط الحياة، ولا يغير من لهجته، بخلاف الأطفال في السن المبكرة والذين يكون انتماؤهم للبلد الذي يقيمون فيه، ولكن هذا لا يعني إغفال ربطهم الدائم بالوطن.ثالثا: إذا كانت الإقامة في دولة أجنبية فلابد أن تحرص الأسرة على غرس الانتماء الديني لدى الأبناء، والالتزام بالصلاة والدعاء، والمحافظة على الأذكار الصباحية والمسائية، بالإضافة إلى تدريس الدين الإسلامي لهم داخل المنزل؛ لأنهم في المجتمعات الغربية ينساقون وراء القيم المخالفة لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وفى ظل القوانين الغربية يصبح للأبناء الحق في استدعاء الشرطة لوالديهم إذا ما تعرضوا لهم أو عاقبوهم؛ وهو ما جعل الآباء يخافون الأبناء، وفتح الباب أمام سلسلة من المشكلات التربوية التي تهدد الأسرة المغتربة إذا لم تحسن غرس القيم منذ البداية، والنتيجة الحتمية هي ضياع هوية هؤلاء الأبناء.رابعًا: غرس الانتماء بطرق غير مباشرة من خلال الحرص على اصطحاب الأبناء لزيارة المتاحف والمعالم السياحية والتاريخية عند العودة للوطن في فترة الإجازة السنوية، واقتناء الكتب والقصص التي تحكي عن البلد الأم وترغيب الأبناء في قراءتها بشتى الطرق.خامسًا: تلبية حاجات الأبناء الوجدانية، وغمرهم بمشاعر الحب؛ لأنهم كما يحتاجون للطعام والمأكل والملبس، فهم يحتاجون أيضا للحب ومشاعر الحنان والانتماء للأسرة في المقام الأول؛ لأنها الحضن الدافئ الذي تترعرع بين جوانحه مشاعر الأمان والانتماء، وهي البوصلة التي يهتدي من خلالها الأطفال، وإذا شب الطفل على حب والديه وأسرته وانتمائه لهم فهو ينشأ بلا شك وفي قلبه مشاعر حب فياضة لأهله ومجتمعه ووطنه. |
|
صقرالجنوب عضو متألق اللهم اني اسالك خيرهذا اليوم وخيرمافية
عدد المساهمات : 2591
تاريخ التسجيل : 06/12/2009
| موضوع: رد: أبناء الغربة.. حيرة بين وطنين السبت 27 مارس - 4:15 | |
| هذةهي الحقيقة لمن لايعرف الغربة تحيةخاصةلاخ ياسين |
|
حمساويمشرف عااام
عدد المساهمات : 1885
تاريخ التسجيل : 10/12/2009
العمر : 36
| موضوع: رد: أبناء الغربة.. حيرة بين وطنين الثلاثاء 30 مارس - 0:59 | |
| والله يااخي هي الحقيقه لك التحيه الخي الكريم |
|
الساريمشرف عااام أعشق عالمي .ففية المغامرة .والمجازفة فمنهما اتعلم تجارب الحياة
عدد المساهمات : 1554
تاريخ التسجيل : 05/03/2009
الموقع : مصر العربية
| موضوع: رد: أبناء الغربة.. حيرة بين وطنين الثلاثاء 30 مارس - 2:22 | |
| على فكرة ليست المشكلة خاصة بالاطفال فقط ولكن مشكلة تواجهنا خصوصاً الطلبة الدارسين في دول عربية ترى الواحد منًا تجري لسانة على لهجة البلد الدارس فية وحينما يعود الى قرييتة تراة يتكلف الكلام تكلفة أو ربما تجري لسانة ليحكي للناس بلهجة البلد الاخر فترى الناس ينكرون علية ويعتبرونة تنصل من العادات والتقاليد وتناسو ان الخمس السنين كفيلة بطمس الذاكرة تماماً اشكرك من أعماق قلبي على الموضوع الاكثر من رائع
|
|
النمر المقنعمشرف عااام
عدد المساهمات : 3016
تاريخ التسجيل : 21/04/2010
العمر : 33
| موضوع: رد: أبناء الغربة.. حيرة بين وطنين الجمعة 23 أبريل - 0:49 | |
| تشكر أخي على جهودك الملحوظة ومشاركاتك الفعاله التي تفيد بها اخوانك وأخواتك |
|