ملتقى جحاف -شبكة الطيف :
القضية الجنوبية ستنتصر بقوة الحق والوحدة لن تستمر بحق القوة
بقلم : أحمد حرمل
ان التصعيد الخطير الذي أقدمت عليه
السلطة في المحافظات الجنوبية منذ مارس الماضي قد اخذ أشكال عديدة ،
فبالإضافة الى قمع الفعاليات الاحتجاجية لجاءت إلى استخدام شتى صنوف
التنكيل بأبناء الجنوب ، حيث تم محاصرة بعض المحافظات كالضالع التي تعيش
للشهر الثالث تحت حصار محكم ، ناهيك عن أعمال القتل والملاحقات والمطاردات
والعقاب الجماعي المتمثل بقطع خدمات الهاتف واستهداف منازل مواطني مدينه
الضالع وجعلها عرضه للنيران المواقع العسكرية ورجال الأمن الذين يتمترسون
على أسطح بعض المرافق والمباني والقيام بأعمال القنص، ويأتي ذلك مع
إصدار أحكام جائرة بحق نشطاء وقيادات الحراك ولا زالت المحاكمات مستمرة
للبعض الأخر منهم.
كل هذه الأعمال لا تزيد الأمور الا
تعقيدا وعلى السلطة ان تعرف جيدا بان القضية الجنوبية لا يمكن حلها بالقوة
وان معالجة الأوضاع في الجنوب بالطرق القديمة كشراء الذمم بتوزيع السيارات
والمناصب وغيرها من وسائل الترهيب والترغيب قد أثبتت فشلها
* ويخطئ من يعتقد بان بمقدوره ضرب
الحراك والقضاء على القضية الجنوبية وفرض سياسة الامر الواقع بالقوة
فالقضية الجنوبية ستنتصر بقوه الحق والوحدة لن تستمر بحق القوة .
على الطاولة
انهت ثوره الكرامه الشعبيه السلميه
المباركة في الجنوب عامها الثالث بنجاح منقطع النظير ، تحققت خلالها
الكثير من النجاحات على صعيد القضية الجنوبية ونستطيع القول بأن الحراك
الجنوبي أو ثورة الكرامة الجنوبية كما يحلو للبعض
تسميته لم يعد ذلك
الحراك الذي بداء بالمطالبة بالحقوق المالية والوظيفية لآلاف المتقاعدين
، فالحراك الذي كسر حاجز الخوف أصبح له شهداء وجرحى ومعتقلين وملاحقين
وكل يوم يمر تتضاعف الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها السلطة بحق
الفعاليات الاحتجاجية في الجنوب فخلال عام 2009م بلغ عدد الشهداء الذين
سقطوا في التظاهرات [ 38 ] شهيد و [ 52 ] جريح و [ 2200 ] معتقل وبرغم من
جسامه التضحيات وفداحة الخسارة التي قدمت حتى ألان إلا ان شعب الجنوب يرى
بان ذلك أمراً طبيعياً لحركة شعبية أخذت على عاتقها مسؤولية استعادت دولة
الجنوب وقد رافق تلك التضحيات اهتمام إعلامي غير مسبوق وأصبحت القضية
الجنوبية حقيقية ساطعة كسطوع الشمس في كبد السماء لا يستطيع أحد تجاوزها
أو القفز عليها وهي في طريقها إلى التدويل وقد تمكن الحراك الجنوبي أن
يضعها على الطاولة ، إلا أنه وللأسف الشديد لم يستطع البعض من السياسيين
والمثقفين أن يواكبوا ذلك التطور الذي شهده الحراك الذي تتسع قاعدته كل
يوم ولم يعد المتقاعدين لوحدهم هم جمهور الحراك فهناك التفاف شعبي واسع
حول الحراك من مختلف المشارب والانتماءات السياسية والاجتماعية لكافة
ألوان الطيف الجنوبي وصار للحراك جيل ثاني وثالث فمعظم إن لم يكن جل من
سقطوا شهداء وجرحى خلال الثلاث السنوات الماضية هم من الشباب.**
إن الاعتقاد الخاطئ بأن القضية
الجنوبية هي نتاج طبيعي لحرب 1994م لا يساعد على حل القضية لأن القضية
الجنوبية التي كان للحراك شرف إظهارها وجعلها حية في أروقة الدول
والتجمعات والهيئات الدولية والإقليمية لا يمكن حلها بإزالة آثار حرب 94م
لأن حرب 94م هي نتاج طبيعي لفشل الوحدة ، ومما يؤسف له أن الاعتقاد الخاطئ
بأن القضية الجنوبية كانت نتاج لحرب 94م هذه الحرب التي تعد بحد ذاتها
نتيجة وليست سبب لم يقتصر على البعض المثقفين والنخب بل تعززت تلك
القناعة لدى أحزاب المشترك حيث وردت الفقرة التالية في رؤية الإنقاذ
الوطني للجنة التحضيرية للحوار الوطني :
(( إن الدافع الحقيقي لبروز القضية
الجنوبية يكمن في النتائج والآثار المترتبة عن حرب 1994م )) وهذا توصيف
خاطئ لأن فشل الوحدة هو الذي أدى إلى حرب 1994م وطرح كهذا يجعل لجنة
الحوار تحلق على القضية الجنوبية ولا تغوص في أعماقها وبالتالي يستحيل
إيجاد حلول للقضية الجنوبية دون العودة إلى جذر المشكلة أي فشل
الوحدة.
*جذر المشكلة*
إن الظروف التي أحاطت بسرعة إعلان
قيام الوحدة دون سابق إعداد وتحضير مكتمل لها وما رافق مرجعياتها السياسية
والقانونية من أخطاء وتشوهات ونواقص كبيره وما أعقبها من سياسات خاطئة
أوصلت الوحدة إلى طريق مسدود وقد تجلى ذلك بوضوح في عدم تحقيق الاندماج
الكامل بين مؤسسات الدولتين في المرحلة الانتقالية.
ويمكننا القول بأن
جذور القضية الجنوبية تعود إلى ما قبل الوحدة وتحديداً إلى بدايات الاتفاق
حول الوحدة إذ أن هذه الاتفاقيات والنقاشات والحوارات التي دارت أثناءها
تجاهلت في مجملها كثيراً من الحقائق على الأرض بل أنها أسست لكل الغبن
والضيم الذي لحق بالجنوب والجنوبيين فيما بعد ، فهي:
أ] هذه الحوارات قد أغفلت الجانب
الأهم الذي نراه من وجهة نظرنا ألا وهو البعد الثقافي الذي يعد أهم
المنطلقات التي كان الأجدر بالمتحاورين إعطاءه الجانب الأكبر من الدراسة
والاهتمام .
فالمنطق السليم وتجارب الشعوب تؤكد
استحالة الاندماج بين كيانين غير مجانسين بل ينتميان إلى مرحلتين
تاريخيتين مختلفتين وينطلقان كذلك من موروثين ثقافيين قلما يجتمعان في
قالب واحد فعلى سبيل المثال نجد بأن الأطباء الاختصاصيين بزراعة الكلى
يحرصون بأن يكون المتبرع بكليته لشخص آخر من الأقارب لضمان نجاح تعايش
العضو الجديد الذي زرع في جسد المريض مع بقية أجزاء الجسد دون مشاكل .
وعودة إلى الحديث عند البعد الثقافي
نجد أن المورث الثقافي السائد في الشمال والذي بني عليه النظام هناك
عقيدته السياسية يكرس المفهوم القبلي ويغذي روح التملك والاحتواء وتمجيد
الرمز القبلي والعسكري ومنطق القوة مع عدم قدرة الشريحة المثقفه من العمل
بإيجابية لتغيير هذا المفهوم ، وخلافاً لذلك نجد أن الموروث الثقافي في
الجنوب ونتيجة لعوامل عدة أهمها الاحتكاك بالثقافات والمجتمعات الأخرى
والاستفادة من تجارب الشعوب، هذا إضافة إلى أن الحكم الاستعماري البريطاني
قد أوجد نواة لبنية تحتية تقود بالضرورة لتأسيس مجتمع مدني من خلال إنشاء
المحاكم والإدارات الحكومية الحديثة وأيضاً ما حرصت عليه دولة الاستقلال
من ترسيخ لهذه القوانين وجعل الحداثة هي روح المجتمع الجديد بعد الاستقلال
كما أن افتتاح الجامعة وعدد لا يستهان به من المعاهد العلمية في مختلف
المجالات والانتشار المكثف للمدارس ليس في المدن فقط بل في كل الريف
الجنوبي وفرض إلزامية ومجانية التعليم الابتدائي والثانوي ومجانية التعليم
الجامعي ومجانية التطبيب وكفالة حق العمل لكل مواطن وإنشاء مؤسسات القطاع
العام
والحكومي أعطى للثقافة الجنوبية دافعاً آخر للتمسك بمفهوم
الحداثة والتمدن وهو ما يجعل صعوبة تلاقي الثقافتين بالسرعة التي جرت بها
خطوات إعلان الوحدة مما يوجد بالضرورة بروز خلاف في رحم التجربة الوحدوية
المزمع إقامتها وهو ما ظهر جلياً عند قيامها فيما بعد .
من ناحية أخرى كان العطاء والأعباء
من نصيب الجنوب فمساهمة الجنوب في الوحدة لم تقتصر على الأرض والثروة فقط
ولكنه تنازل عن أمور سيادية مهمة مثل العاصمة والرئاسة والنظام المالي
والإداري وإذا أضيف لها أن قانون الانتخابات بوضعه الحالي قد قضى على ما
تبقى من آمال للجنوبيين في صيانة مكتسباتهم أو حتى الدفاع عنها والدفاع عن
حقوقهم في ظل ميزان مختل [ 56 مقعد للجنوب مقابل 245 مقعد للشمال في
البرلمان ] وانتهاج معيار السكان أساس وحيد لحساب وتوزيع المقاعد النيابية
متناسين حسابات ومعايير الجغرافيا والتاريخ والثروة وقبل كل ذلك أساس
الوحدة ألا وهو الشراكة كل هذه المعايير كانت في الاساس لمصلحه الشمال أي
تم وضع كل مفاتيح التحكم بيد طرف واحد.
إذا كان الشعب قد أستبعد في الأساس
من خلال عدم استفتائه على الوحدة كما كان مقرراً فقد جاءت حرب 1994م
لاستبعاد الجنوب ليس من شراكة الدولة فحسب بل جرى استبعاده من شراكة
السلطة ليخرج الجنوب بالكامل من المعادلة وبالتالي تم القضاء على الوحدة
وتحول الجنوب الأرض والإنسان إلى ساحة مستباحة وتحول معها الوضع من
وحدة إلى احتلال.
وانطلاقاً من ذلك الموروث الثقافي
تعد حرب صيف 1994م وما تلاها من إجراءات تجسيداً حقيقياً لهذا الموروث
ويتجلى ذلك بوضوح وظهور إفرازاته في الوحدة المعمدة بالدم وعودة الفرع إلى
الأصل وغيرها من نتائج كارثية شملت إقصاء وتسريح الموظفين الجنوبيين
وتسريح الجيش الجنوبي والأمن الجنوبي وتغيير المناهج الدراسية بما يكرس
المفاهيم الجديدة للمشروع القبلي والمشروع العائلي الحالي ، كما جرى
الاستيلاء بالقوة على المكونات المادية لدولة الجنوب من منشآت ومصانع
وأراضي وتفكيك وبيع القطاع العام وغيرها من الممارسات والسلوكيات الضارة
يؤكد تكريس الأمر الواقع وحرمان الجنوبيين من حقوقهم المشروعة كشركاء
أساسيين في الوحدة .
وأمام وضع كهذا كان طبيعياً أن الجنوبيين لن يلزموا مقاعد المتفرجين وسيدافعون عن حقوقهم بكافة الوسائل الممكنة.
*غليان الجنوب*
*يخطى من يعتقد بان الحراك
الجنوبي ترفا او لهوا او نبته شيطانيه او رغبه شخصيه لبعض الافراد او
القوى الجنوبية فالمراقب لما يجري في الجنوب يدرك جيدا بان حركه
الاحتجاجات الجنوبية هي عبارة عن نضال تراكمي خاضه شعب الجنوب منذ ما بعد
اجتياح الجنوب عسكريا في 7/7/94م اخذ اشكال ومسميات عده ابتدا من حركه موج
التي
كانت تنادي بوحدة قابله للاستمرار الى حركه حتم التي رفعت شعار حق
تقرير المصير وجناحها السياسي اللجنة الشعبية وملتقى ابنا المحافظات
الجنوبية في صنعاء وتيار إصلاح مسار الوحدة هذا التيار الذي حافظ على بقاء
القضية الجنوبية حية الى ان جاءت ملتقيات التصالح والتسامح وما تلاها من
حركه المتقاعدين التي كان لها الريادة في قياده حركه الاحتجاجات السلمبه
التي ساعدت على بروز قوى وهيئات جنوبيه اخرى تبلورت جميعها في هيئات
ومكونات جنوبيه تتبنى جميعها خيار استعاده الدولة الى ان وصلت الى ما هي
عليه الان من صلابة وقوه ومما زادها زخما ظهور على سالم البيض وما رافقه
من حراك داخلي وخارجي يصب في الأساس في مصلحه القضية الجنوبية بغض النظر
عن اتفاق او اختلاف البعض معه ففي المحصلة النهائية ان الجميع متفقين
على الخلاص واستعاده الدولة وسيأتي اليوم الذي سيفضي التطور الكمي للحراك
الى تطور نوعي وستبرز قياده موحدة تحظى برضي وتأييد كافه القوى الجنوبية
في الداخل والخارج تلبي آمال وتطلعات شعب الجنوب في الحرية والاستقلال
وهذا لن يتأخر كثيرا فسلوك السلطة وعنجهيتها قد عمل على تضيق الخيارات
ودفع بقوه الى تعجيل فك الارتباط واستعاده الدوله الذي يتبنها الزعيم
الجنوبي علي سالم البيض كضرورة يستمد عدالته من دماء الشهداء والجرحى
وآلاف المعتقلين
والملاحقين والام ومتاعب شعب الجنوب التي تعددت وتنوعت
اشكال التعذيب والتنكيل بهم وصلت حد اختطاف جثث الشهداء ومنع مواكب التشيع
واعتقل الجرحى ومرافقيهم والمتبرعين بالدم ومنع المشافي من استقبال ضحايا
قمع الفعاليات السلمية وغيرها من السلوكيات المشينة التى يندا لها الجبين
والتي فاقت ببشاعتها ما ترتكبه قوات الاحتلال الصهيوني *
ان حرب صيف 94م العدوانية الظالمة
قد خلفت اثار تدميرية وكارثية ألقت بكاهلها على ابناء الجنوب فهذه الحرب
قد أوجدت منتصر ومهزوم منتصر تعامل مع الجنوب كغنيمة حرب فوجد الفرصة
سانحة لتمدد المساحة الجغرافية للجمهورية العربية اليمنية وعمل على نهب
الثروة واستباحة الأرض وطمس الهوية وتزوير التاريخ وتعامل مع الجنوبيين
بالغه المنتصر وراح يتحدث عن عوده الفرع الى الأصل وعن ثوره الام والثورة
البنت والوحدة المعمدة بالدم ولا يفوت مناسبة الا ويذكر المهزوم بهذه
الحرب وينتشي بانتصاره وينعت القيادات الجنوبية بنعوت الخيانة والانفصال
بل يذهب الى اكثر من ذلك بنعت الجنوبيين دون استثناء بنعوت شتى ويسفه
تاريخهم خلاصه القول ان الأوضاع بعد حرب 94م لا تمت للوحدة بصله فنظام
الجمهورية العربية اليمنية الذي تم أعادت إنتاجه جعل الوحدة مغيبه في
الجنوب وعزز تواجد الجمهورية العربية اليمنية بقوه فهي حاضره في الاحتفال
ب17 يوليو يوم تسلم علي عبدالله صالح مقاليد الحكم في الجمهورية العربية
اليمنية حيث يجري الاحتفال بها وبشكل رسمي كمناسبة وطنيه وحاضره بالحرس
الجمهوري والامن المركزي وبعمله الريال وحاضره بعسكره الحياة المدنية
والانفلات الأمني وبنظام الرهائن والثأر
والاقتتال القبلي وحاضره
بالرشوة والفساد وحضور الجمهورية العربية في الجنوب هذه الايام بشكل اكبر
مما كانت عليه عقب الحرب وابرز مضاهر الحضور هذا يتجلى في غياب الدولة
واعمال القتل والتقطع والاختطاف والانفلات الامني المريع وانتشارالنقاط
والمواقع العسكريه والعنف المفرط ضد الفعاليات السلمية والقتل خارج نطاق
القضاء وصراع النفوذ بين العديد من الجهات الى درجه تجعل المرء يشعر ان
هناك اكثر من دوله كل هذا جعل المواطن في الجنوب يشعر بالاغتراب في وطن
وبذل والمهانة الامر الذي ساعد على تنامي حركه الاحتجاجات وبروز دعوات فك
الارتباط واستعاده الدولة كضرورة *
*أزاله ما هو قائم لمنع ما هو قادم *
لقد ظلت السلطه وما زالت مصدر لانتاج
الازمات والحروب الداخلية وقد ادت سياساتها الخاطئة الى وصول البلاد الى
حافه الهاويه فالمتابع المشهد السياسي يشعر بخيبة الامل لما الت اليه
الاوضاع فبلد تتهدده المخاطر وتحيق به الكوارث
من كل اتجاه فحرب صعده
لازالت تلقي بظلالها على جزء كبير من الوطن وغليان الجنوب هو الاخر ينمو
ويتصاعد وتتسع قاعدته ناهيك عن تنامي نشاط تنظيم القاعدة وانسداد افق
الحوار بين شركاء الحياه السياسية واعمال القرصنه في خليج عدن والازمه
الاقتصادية الخانقة ومع هذا وذاك فالسلطة لا تعترف بوجود ازمه ولا توجد
لديه الرغبه في حل المشكلات التي تعاني منها البلاد وترفض الحوار ولا
تعترف بشراكه الوطنيه وبحق الاخرين في هذا الوطن , وعلى هذا الاساس تقع
على المشترك مسؤولية وطنيه جسيمه في انقاذ الوطن وعدم تعليق الامال على
الحوار مع السلطه
والمضي قدما في نضاله السلمي وتحريك الشارع لإسقاط
هذا النظام ويستحيل اجراء تغير او الوصول الى اتفاق مع السلطه التي انتجت
كل هذه الأزمات ,وان من يعتقد بان هناك امكانيه للوصول الى اتفاق جدي مع
السلطه يفضي الى حوار وطني جاد اعتقاد خاطئ , فالنظام الذي وأد الوحدة
ومملك الجمهورية وميع الديمقراطية وخصخص الدولة وعبث في الثروة وافسد
الحياه السياسية وانتهك الحقوق وقمع الحريات لا توجد أي إمكانية للعمل
المشترك معه في اصلاح الاوضاع وإنقاذ البلاد وعلى أحزاب المشترك الا
تنتقال من السعي الى الحوار العقيم مع سلطه ادمنت الكذب
واحترفت القتل
وانتجت الاستبداد والالتحام بالشارع وابتكار طرق وأساليب جديدة من
النضال السلمي تمكن اسقاط النظام لان ازاله ماهو قائم سيؤدي الى منع ما هو
قادم *
*ولكي نكون اكثر وضوحا في مبررات طرحنا هذا نود ان نطرح أمام قيادات أحزاب ولجنه الحوار الوطني الحقائق التاليه :*
*_**ان عدم الاعتراف بفشل الوحدة
الاندماجية لا يساعد على حل القضية الجنوبية وان الى العودة الى جذر
المشكلة ( فشل الوحدة ) هو عين الصواب والعودة الى الحق فضيلة*
*_**بروز دعوات فك الارتباط واستعاده
الدولة نتاج طبيعي لفشل الوحدة فاستعادت دوله الجنوب يمثل حاله ارقى من
المشروع العائلي الحالي *
*_**لا مستحيل في العمل السياسي وما هو غير ممكن اليوم سيكون ممكن غدا *
*_**ان النظام الحالي** **قد انتهى**
**عمره الافتراضي واصبح فائض عن الحاجة ولم يعد بيده شي يقدمه لان فاقد
الشيء لا يعطيه ومن العبث مضيعة الوقت معه *
*_من غير المنطقي الحديث عن
الديمقراطية وعن الانتخابات لان غياب الدولة يعد نفي صريح للديمقراطية وان
الحديث عن الديمقراطية في مثل هذه الأوضاع أشبه لمن يعالج مريض فقر الدم
(الانيمنيا) بحبوب الفياجرا***
*ولهذا على احزاب المشترك ولجنه
الحوار الوطني ان تعلن وبصريح العبارة استحاله إصلاح الأوضاع في ظل بقاء
هذا النظام وتعلن وبملئ الفم بان إسقاط النظام هو هدفها , وبالتالي الدخول
بحوار جدي مع الحراك الجنوبي وخوض نضال مشترك لإسقاط هذا النظام على ان
يسبقه عمل وثيقة تكون بمثابة ضمانات بان تتخلى احزاب المشترك
ولجنه
الحوار الوطني عن الوحدة الاندماجية لصالح الوحدة الكونفدرالية وبالمقابل
يتخلى الحراك عن دعوات فك الارتباط لصالح الكونفدرالية التي تعيد لأبناء
الجنوب كرامتهم وتوجد توازن حقيقي دون ان يكون هناك اصل وفرع وتنتهي
مصطلحات الوحدة المعمدة بالدم وفك الارتباط الذي لا يمكن الوصول إليه الا
بقوافل من الشهداء وانهار من الدم *
*والخلاصة التي يريد ان نقولها بكل
من لا يريد ان يعترف بان هناك قضيه جنوبيه وان الوضع القائم لا يمت للوحدة
بصله وان القضية الجنوبية ستنتصر بقوه الحق والوحدة لا تستمر بحق القوه*