اصدرت الهيئة الشرعية لمجلس الحراك السلمي في الجنوب عدد من الفتاؤئ المتعلقة باحداث الجنوب ومطالب فك الارتباط وهي كالتالي :
سؤال: ماذا يقول السادة العلماء في الصراع المرير باليمن حول الوحدة، فالجنوبيين يطالبون بفك ارتباطها وحلَّها، والشماليين وخاصة النظام يرون أنفسهم الجهة الشرعية ويرفضون فك ارتباطها وحل عقدها ويسمون المطالب بانها انفصاليين وغيرها من الأوصاف مع أنهم كل أبناء الجنوب، ما هو الحكم الشرعي في هذه المسألة؟
وما رأيكم في البيان الصادر عن جمعية الحكمة والزنداني الذي أسموه (بيان الجماعة السلفية)؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً،،،
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ولا عدوان إلاعلى الظالمين.أما بعــد:
فقد خاض الناس خوضاً عظيماً في هذه المسألة أي ما يحصل في جهة اليمن وبالأخص في جنوب اليمن وتكلم كل ناعق ورويبضه وكل منافق على هواه دون الحكم على المعضلة وفق الحكم الشرعي ومقاصد الشريعة الإسلامية وأغلب المخلصين الذين يتكلمون في هذا الموضوع ممن ينتسب للفقه هم قله إنما يتكلمون عن جهل وفهم خاطئ لنصوص الشريعة واستدلالات الفقهاء.
أعرّج أولاً بيان جمعية الحكمة التي أصدرته باسم الجماعة السلفية زوراً و بهتاناً، إذ كل مسلم مثقف ثقافة عادية يعرف أن جمعية الحكمة لا تمثل السلفيين بل أنها تعادي السلفيين في كثير من الأحيان وأن كان أكثر من حضرهذا الاجتماع وأصدر البيان هم أبناء الشمال. وبالتالي أقول أنهم لايمثلوننا نحن السلفيين.
وأحب أن أقول إن جمعية الحكمة أصلاً هي من ضمن تركيبة النظام وبالتالي لايُعتمد برأيها. فلا زال الزنداني وأولئك يتلاعبون بالدين إلى الله المشتكي لقد دخل اليمن الشمالي في وحدة مع الجنوب عام (1990م) على مقتضى عقد وحدة شراكة ولكن الذي اتضح لكل جنوبي أن الشمال يتآمر على الجنوب للاستئثار بحكمه واستبعاد أهله والسيطرة عليه بكامل ثرواته ومقدراته فبدؤوا بعد ستة أشهر مباشرة بعد الوحدة باختلاق المشاكل وتأزيم الأجواء وشنوا حرب عدو انعام (1994م).
وهذا التآمر قديم قدم حكامه والنوايا المبطنة ليست جديدة.
1) قال الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب أن الرئيس صالح عقب توقيع اتفاقية الوحدة طلب منه تشكيل حزب سياسي (الإصلاح) وذلك بغرض معارضة اتفاقيات الوحدة المبرمة وعدم تنفيذها. أنظر مذكرات عبد اللهالأحمر صفحة (248 – 249) الأفاق للطباعة والنشر.
2) وقال: جاء استقلال الشطر الجنوبي من الاستعمار البريطاني ونحن في بداية الحصار وقد استقبلناه كأمر واقع، إذ لم يكن باستطاعتنا أن نعمل شيء، وكثير ممن كان معي كان رأينا أن لا نعترف بهم ولنهاجمهم إعلامياً،وكثير من العقلاء رأوا أن الاعتراف بهم فيه حماية لنا فيما لو سقطت صنعاء، فلو سقط النظام الجمهوري في صنعاء ستكون الجمهورية في الجنوب سنداً لنا، كما أن عدم الاعتراف معناه أن نجعل لنا خصمين، وهذا ليس في صالحنا. وقد اقتنعنا بهذا الرأي، وصدر قرار الاعتراف بالنظام في عدن.مذكرات الأحمر صفحة (141).3) وذكـر نـحوه سنان أبو لحوم في مذكراتـه (اليمن حقائق ووثائق عشتها)مؤسسة العفيف، صنعاء (2/ 262).إن الصراع في جهة اليمن أصبح صراع بين طائفتين بتغذية النظام الحكم ألاوهي طائفتي الشمال والجنوب، حتى الذين هم لابسون عمائم الفقه الزائف هم عنصريون وطائفيون. ومن المعلوم أن ستار الدين قد استخدم كثيراً في هذه لقضية لغرض الأهواء والدنيا. ففي عام (1994م) استخدم هذا الستار باعتبار قادة الجنوب شيوعيون كفار ولن أزيد ولكن سأنقل كلام أحد علماء السلفيين ألا وهو الإمام الألباني بعد أن وُجّه له سؤال عن شيوعي أفغانستان أهم مرتدون؟ قال: (من أين عرفنا أنهم مرتدون؟ المرتد من انتقل من دين إلى دين وأنا لا أعتقد أنه بمجرد ما يصير المسلم شيوعياً أنه أرتد لأن الشيوعية ليس ديناً إنما هو مذهب سياسي ولا شك أنه مخالف للإسلام وبخاصة حينما يؤخذ بتفاصيل جزئياته لكن الشيوعيين في كل البلاد الإسلامية لا نتصور أنهم بمجرد أن يصبحوا شيوعيين يطلّقون أسلامهم بدليل أن كثير منهم يحافظ على بعض الشعائر) سلسلة الهدى والنور شريط رقم (286).وإذا كنا سنحكم على فئة معينة بحكم ندعي أنه شرعي إذاً والحالة هذه عليناأن نطبق الأحكام الشرعية على الجميع، فيأتي السؤال ما هو الحكم الشرعي في اليمن الشمالي؟ لست من سيجاوب إنما إمام من أئمة السلفية ألا وهو الشوكاني حيث ألف رسالة خاصة في الشمال وقسمهم إلى ثلاثة أصناف وسماهم الطاغوتيه وحكم بوجوب قتالهم حتى يلتزموا أحكام الشريعة، ونفس المقدمات التي بنى عليها حكمه هي عينها موجودة الآن ومن ضمنها أشياء لا يستطيع الجنوب تحملها، فإذا كناسنتكلم باسم الدين فهذا هو الحكم الشرعي. أنظر رسالته (الدواء العاجل فيدفع العدو الصائل) ضمن مجموعة الرسائل السلفية.هذا قديماً وربُما يستخدم في الوقت الحاضر قليلاً لكن ما يُستخدم الآن تحت ستار الدين هو: أن الحاكم إذا استتب له الأمر فلا ينازع، وأن الوحدة مطلب شرعي. فأقول هذا الكلام فاسد في هذه القضية من عدة وجوه :
أولاً: هذا الكلام يٌقال إذا كانت البلاد واحدة أصلاً أما ما هو حاصل بين الشمال والجنوب ليس كذلك فكلٌ دولة مستقلة عن الأخرى معترف بها دولياً فلا يترتب الحكم السابق. أما الوحدة فقد انتهت منذ (1994م) عندما نقض الشمال اتفاقيات الوحدة. وبعد (1994م) فإن سيطرة الشمال على الجنوب واجتياحه بجيوشه فليست وحدةإنما (ضم) بالقوة ولنمعن النظر قليلاً في كلام إمامين من أئمة السلفيين لنعلم أن بيان جمعية الحكمة يخالف تقريرات العلماء السلفيين.أ) قال الإمام ابن باز في فتوى له بعنوان (موقف الشريعة الإسلامية من الغزو العراقي للكويت) (... أيها الأخوان في كل مكان نظراً لما جرى من حوادث في اليوم الحادي عشر من هذا الشهر، من شهر الله المحرم عام(1411هـ) من العدوان الأثيم والظلم العظيم من رئيس دولة العراق على دولةالكويت وذلك باجتياحه بلاد الكويت بجيوشه مزوده بأنواع الأسلحة المدمرة وما حصل بسبب ذلك من الفساد العظيم وسفك الدماء، ونهب الأموال وهتك الأعراض و... لا شك أن هذا الحادث من رئيس دولة العراق حادث أليم وعدوان كبير على دولة مجاورة آمنة يجب على جميع المسلمين إنكار ذلك وشجبه وبيان أنه عدوان أثيم وظلم كبير يجب على رئيس دولة العراق أن يبادر بسحب جيشه من دولة الكويت... ولا شك أيضاً أنه مخالف للتعاليم الإسلامية والمواثيق الدولية حرى بصاحبه بالعقوبة العاجلة والآجلة، والمشاكل بين الجيران وبين القبائل وبين الدول لا تحل بالظلم والعدوان ولكن تحل بالطرق السلمية والصلح أو بالحكـم الشـرعي). مجموع فتـاوى ومقـالات متـنوعة للإمـام ابـنباز (6/ 96 – 102).وفي فتوى أخرى له سُئل: هل على جميع المسلمين الوقوف مع المملكة لقتال حاكم العراق؟ الجواب: هذا اعتقادنا...، فكذلك يجب عليهم أن يقاتلوا صدام حسب الطاقة منباب أولى، وأن يكونوا مع الحق ضد الظالم في كل زمان ومكان. المصدر السابق صفحة (154).ب) سُئل إمام أهل السنة وإمام السلفية الألباني عن اجتياح العراق للكويت. سلسلة الهدى والنور شريط رقم (455).السائل: العراق تدّعي أن الكويت جزء من العراق؟الإمام: والكويت ماذا؟ هل أن الأمر كذلك...هل هناك مسلم يجيز أن تكون دويلة من هذه الدويلات تضمها إلى دولة منها بحجة أن الأصل أنه كانت دولة واحدة هل يجوز...العالم الإسلام كله من دول عربية وعجمية لازم تكون دولة واحدة ما فيه خلاف... لكن إذا أردنا أن نقيم الدولة الإسلامية الواحدة التي لا ثاني لها تكون بما يوافق الشرع أما بما يخالف الشرع؟ ... فهل يكون تحقيق الوحدة الشاملة بطريق يخالف الشرع لا أحد يقول... لا أحد يقول الغاية تبرر الوسيلة.
إذاً لازم تكون بطريقة مشروعة، نقول الآن ما هو الطريق لتحقيق الوحدة المنشودة...السائل: بإقامة شرع الله.الإمام: جزاك الله خير هذا هو الجواب بارك الله فيكم هذا جواب من يستحضرقول الله تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم).يا مسلمون وين أنتم شاردين غائبين وضالّين مع الضالين! تضنون هذا الضم الذي فيه اعتداء هو طريق للوحدة، تحقيق الوحدة هو كما سمعتم من أخيكم هذا أن نطبق الشرعية فيا مسلمون... أنا لست عراقياً ولا ضد العراق ولست سعودياً ولا ضد السعودية إنما أنا مع الكتاب أتوجه معه حيثما توجه فأنتم متعرّقون جميعاً أي أنكم تضنون أنكم انصففتم مع عمل العراق معنى ذلك أنكم ضللتم ليس نضرياً بل وعملياً... فأقول هل العراق عندما ضمت الكويت نصرتا لله؟ كونوا منصفين هل ضم الكويت كان نصراً لله؟ لو كان هذا الضم لنصردين الله عز وجل أولاً يكون بغير هذا الطريق...)كل ما سبق يٌقال في قضيتنا بين الشمال والجنوب، هذا اعتداء وعدوان وضم بالقوة وليس فيه نصر لدين الله فهي وحدة غير شرعية وفق الإسلام ومن يؤيدها فهو ضال من الضالين.ج) استقلت الدولة السعودية عن الدولة العثمانية بقيادة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إمام الدعوة السلفية، وكذا انفصلت اليمن أيضاً، قال الإمام الوادعي في ذلك: (فحكومة الأتراك في آخر أمرها صارت مبنية على الجهل والفساد فهو أراد – الشيخ محمد بن عبد الوهاب – أن يصون بلده عن الفساد، وكذلك اليمنيون أرادوا أن يصونوا بلدهم من الفساد ولهم حق في ذلك إذا ظهرالفساد...) كتاب (المصارعة) للشيخ مقبل الوادعي صفحة (403).ثانياً: الرئيس الجنوبي البيض وقع عقد شراكة بالوحدة مع رئيس الشمال علي عبد الله صالح وقام الأخير بالنقض فيترتب الآتي:
عقد الشراكة جائز أن يفسخه أحد الشريكين باتفاق الفقهاء وقد فعل ذلك البيض فما بالك إذا تم نقض هذا الاتفاق فالفسخ أولى.
ثالثاً: نستـعرض بـعض المظالم التي وقعت على أبناء الجنوب وما هي إلاقطرة في بحر. تحت ستار الوحدة حصل الآتي:
1- سطى كثير من الشماليين على الممتلكات والأراضي في الجنوب الخاصة والعامة.