هل نضب نفط (الجنوب)؟
الخضر الحسني : -
على خلفية أزمة( الديزل ) بعدن:
لم تشهد عاصمة محافظة الجنوب (عدن) قط ، في تاريخها ، ما بعد حرب صيف 94م ، أزمة حقيقيّة وخانقة ، في مادة (الديزل) وبعض مشتقات النفط الأخرى، مثلما هو ماثلٌ الآن ، ومنذ أكثر ، من شهرين على وجه التقريب !
قد يبدو المشهدُ مألوفا و(روتينيا) ليوم أو يومين ، في العاصمة اليمنية صنعاء ، وذلك على إثر تعرض ناقلات الوقود الضخمة ، لعمل إرهابي عارض ، أو عملية (تقطع) يقومُ بها (بعض) المتضررين من الحكومة ، في جهات قبلية ، اعتاد عناصرها ، الضغط على الدولة ، بإنتهاج أسلوب التقطع والاختطاف ، في الطريق الواصلة ، بين "صافر "بمحافظة مأرب الشرقية ، والعاصمة صنعاء!
ولكن أن تمتد أزمة الوقود ، في كبريات مدن الجنوب ، لفترة تزيد عن ستين يوما !..فهذا ما لم يضع له الجنوبيون حسابا
وللتعرف او الاقتراب من أصل "الاشكالية" الراهنة ، ولتسليط الضوء ، على مسبباتها الرئيسة ، تجدني –عزيزي القارئ الكريم- ملزما بالبحث عن المعلومات ، من مصادرها الاساسية ، حيث وجدتُ في المقابلة الصحافية المنشورة ، بصحيفة (14 أكتوبر) اليومية ، في عددها رقم (14900) ، الصادر بتاريخ 3/8/2010م ، ضالتي ، عن أصل (الحكاية) و(فصلها) طالما والطرف الآخر ، في هذه المقابلة ، هو شخص الاخ المهندس عاتق احمد علي محسن المدير العام لشركة النفط اليمنية –فرع عدن ، والذي تفضل -مشكورا- في معرض حديثه ، عن هذه الازمة ، بكشف حقيقة مؤلمة ومزعجة ، في آن ، عندما قال ؛ أن قرار تخفيض "مخصصات" محافظة عدن وكل من لحج وابين والضالع ، من الديزل ، أتخذ دون الرجوع ، الى الشركة!..والقرار المقصود –هنا- هو ذلك الصادرُ ، عن مجلس الوزراء ، بتاريخ 26/5/2010م
واستنادا الى لغة الأرقام ، يوضح المهندس عاتق علي محسن ، مدى حجم المأساة وتأثيراتها السلبية و(الكارثية) على القطاعين العام والخاص في محافظات الجنوب الأربع المستفيدة من الديزل..
وبهذا الصدد ؛ أكد (الباش) مهندس عاتق ، أنه من مليون ومائتي الف لتر يوميا ، من مخصصات هذه المحافظات ، المعتمدة من (المركز) ، صار الرقم (مائتا ألف) لتر فقط!!..هذا يعني ؛ تنزيل (مليون لتر)! من تلك المخصصات اليومية لمحافظاتنا الجنوبية المذكورة آنفا!
تصوروا –اعزائي القراء- مليون لتر في اليوم (قرحت جو)!!
يا لهول الكارثة التي حلت بالجنوب وعاصمتها الأبدية (عدن)؟
وما يؤسف له ، ان الجنوب ارض ناجبة للنفط ، بل وواعدة ، ولا يُعقل أن تعامل بهكذا (اسلوب) عقابي (غير مبرر) ، من (المركز)..صاحب حنفية (الصرف) والمهيمن والمتسلط ، على مقدرات البلاد كلها –دون شك- !!
بدورنا كصحافة حرة ، ناهيكم عن انتمائنا (من حيث الميلاد) الى محافظات الازمة المفتعلة من (المركز) يجب ان نمارس الدور الكاشف والمعري لكل الاختلالات والعبث والنهب الذي طال ثروة الجنوب النفطية الهائلة ، مقارنة بنظيرتها ، في محافظات الشمال اليمني!
ولهذا –شخصيا- اعدُ القارئ الكريم ، بكشف المغطى والمزيد من المعلومات حول هذه الاشكالية ، في اعداد قادمة ، انطلاقا من رسالة الصحافة النبيلة ، وما يمليه علينا ، واجبنا الوطني ، في المقام الاول!
فلا يمكن القبول ابدا ، ان تظل ((صنعاء)) هي المهيمنة على عدن ، حتى في ما يتعلق ب(شيء) تعتبر عدن ، هي صاحبة الريادة و(الوفرة) فيه!
أي بالمعنى المقلوب للجملة ؛ ((عدن)) هي التي ينبغي ، ان ((تصرِّف)) على نظيراتها ، من المحافظات الشمالية الاخرى..لا العكس !
ولا جاكم شرّ
صنعاء في 8/8/2010م