ملتقى جحاف / صحيفة الوسط البحرينية :صنعاء، عدن - رويترز، أ ف ب
http://www.alwasatnews.com/2912/news/read/471596/1.html
قال مسئول يمني أمس (الخميس) إن قوات بلاده لا تحتاج إلى أطراف خارجية لتتولى قيادة الحملة على تنظيم «القاعدة» وذلك ردّاً على تقارير مفادها بأن الولايات المتحدة قد تكثف الهجمات على «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب».
وفنّد المسئول الأمني تصريحات لمسئولين أميركيين قالوا فيها إنهم قد يُصعّدون الهجمات، وقال إن اليمن قادر على مكافحة «القاعدة» دون تدخل خارجي. وتابع «القوات اليمنية وبدعم الأصدقاء والأشقاء قادرة على تحمل مسئوليتها كاملة في القضاء على عناصر القاعدة ومن يساندهم من عناصر التخريب».
وفي الدوحة اتفقت الحكومة اليمنية والحوثيون على جدول زمني لتنفيذ التعهدات التي التزمها الطرفان لوضع حدٍّ لنزاع دامٍ في شمال اليمن، على ما أعلن المتحدث باسم المتمردين أمس (الخميس).
صنعاء تنتقد تقرير منظمة العفو الدولية بشأن مزاعم انتهاكات حقوق الإنساناليمن يؤكد أن مكافحة «القاعدة» مسئوليته وينتقد «التضخيم» الأميركيصنعاء - أ ف ب، د ب أ
أكدت صنعاء أمس (الخميس) أن مكافحة «القاعدة» على الأراضي اليمنية مسئوليتها لوحدها مؤكدة أن دور هذا التنظيم يتم تضخيمه في الإعلام الغربي، وذلك رداً على تقارير وتصريحات أميركية أشارت إلى سعي واشنطن لتكثيف الضغوط على «القاعدة» في اليمن.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن مصدر مسئول قوله إن «مكافحة الإرهاب في اليمن ستظل مسئولية أجهزة الأمن اليمنية» التي قامت على حد قوله بـ «عمليات ناجحة في مواجهات القاعدة... أثبتت قدرة وكفاءة قوات الأمن اليمنية ونجاحها في التصدي للعناصر الإرهابية ومكافحة الإرهاب».
ونفى المسئول «صحة التسريبات في بعض وسائل الإعلام الأميركية والغربية التي تضخم من حجم عناصر القاعدة والخطر الذي تمثله على استقرار اليمن وأمنه وعلى مصالح الدول الشقيقة والصديقة» مشدداً على أن القوات اليمنية قادرة «وبدعم الأصدقاء والأشقاء على تحمل مسئوليتها كاملة في القضاء على عناصر القاعدة ومن يساندهم من عناصر التخريب».
وكان مسئول أميركي خبير في مكافحة الإرهاب أكد يوم (الأربعاء) الماضي لوكالة فرانس برس أن بلاده باتت أكثر قلقاً حيال خطر تنظيم «القاعدة» في اليمن وتنوي مضاعفة الضغوط على العناصر الذين «باتوا يشكلون خطراً كبيراً» على حد قوله.
واعتبر المسئول الأميركي أن عناصر «القاعدة» في اليمن «لا يشعرون أنهم محاصرون، على الأقل حتى الآن، على قدر الحصار الذي يخضع له أصدقاؤهم في المناطق القبلية» في باكستان. وتابع «كل من التزم الوقوف في صفوفنا يدرك ضرورة تغيير ذلك».
ونقلت صحيفتا «وول ستريت جورنال» و»واشنطن بوست» أمس الأول أن هذا الإدراك لخطر «القاعدة» في اليمن قد يؤدي إلى تكثيف عمليات «سي آي أيه» في البلاد بما في ذلك عبر هجمات طائرات بدون طيار.
وفي هذا السياق، اعتبر المصدر اليمني المسئول أن «حملة التسريبات الأخيرة قد تكون مرتبطة بأجواء الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة ولن تؤثر على سياسة الحكومة في مكافحة الإرهاب أو على التعاون مع المجتمع الدولي في مواجهته ودون المساس بسيادة اليمن ودستورها وقوانينها».
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» في وقت سابق هذا الشهر أن الجيش الأميركي شن في مايو/ أيار الماضي غارة جوية سرية على موقع يشتبه بأنه موقع لتنظيم «القاعدة»، أودت بحياة مسئول محلي في اليمن، كما ذكرت أن تلك الغارة كانت مهمة سرية للجيش الأميركي والرابعة على الأقل التي تستهدف تنظيم «القاعدة» في جبال وصحراء اليمن منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
ورداً على سؤال حول إعادة تقييم خطر «القاعدة» في اليمن واحتمال تنفيذ عمليات جديدة في البلاد، قال المتحدث باسم «سي آي أيه» جون ليتل إن «الوكالة والحكومة بالإجمال تكافح «القاعدة» وشركاءها في العنف أينما كانوا».
وجاء القسم الأكبر من الجهد الأميركي لمكافحة المتطرفين في اليمن حتى الآن من الجيش الأميركي، لكن أصواتاً في الإدارة الأميركية طلبت منح دور أكبر لـ «سي آي أيه» يعتمد نموذج هجمات الطائرات بدون طيار في باكستان، على ما نقلت «وول ستريت جورنال» نقلاً عن مسئولين لم تكشف هويتهم.
وبحسب الصحيفة نفسها، نشرت «سي آي أيه» والقوات الخاصة في الجيش الأميركي معدات مراقبة وطائرات يتم تسييرها عن بعد وموظفين في اليمن وجيبوتي وكينيا وإثيوبيا لمكافحة تنظيم «القاعدة» و»حركة الشباب الإسلاميين» في الصومال موضحة أن الولايات المتحدة تشتبه في أن المجموعتين توثقان العلاقات في ما بينهما.
وفي الأشهر الماضية كثف اليمن حملته ضد تنظيم «القاعدة» الذي أعلن مسئوليته عن هجمات ضد بعثات دبلوماسية غربية ومنشآت نفطية وسياح في اليمن. ويعتقد أيضاً أن رجل الدين اليمني المتشدد أنور العولقي المطلوب من قبل الولايات المتحدة بتهمة الضلوع بعمليات إرهابية استهدفتها، يختبئ في محافظة شبوة بوسط اليمن حيث يتمتع بحماية قبيلته، العوالق.
وتحولت أنظار العالم إلى «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» الذي نتج عن اندماج الفرعين اليمني والسعودي للتنظيم بعد محاولة الاعتداء الفاشلة التي نفذت على طائرة أميركية يوم عيد الميلاد الماضي وتبناها التنظيم.
من جهتها، انتقدت وزيرة يمنية أمس تقرير منظمة العفو الدولية الذي يتهم الحكومة اليمنية بارتكاب أعمال قتل غير قانونية في إطار حربها ضد «القاعدة» وجماعات التمرد المحلية، ووصفت التقرير بأنه «غير موضوعي».
وكانت العفو الدولية دعت في تقرير تحت عنوان «القمع تحت الضغط»، السلطات اليمنية إلى «الكف عن التضحية بحقوق الإنسان باسم الأمن» في قتالها لـ «القاعدة» والحوثيين وانفصاليي الجنوب.
واشتمل التقرير، الصادر أمس الأول، على توثيق لانتهاكات حقوق الإنسان، خاصة أعمال القتل غير القانونية والاعتقالات التعسفية والتعذيب والمحاكمات غير العادلة لأعضاء القاعدة المشتبه بهم ونشطاء الحراك الجنوبي الانفصالي، الذي يدعو إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله.
وقالت وزيرة حقوق الإنسان في اليمن، هدى ألبان في تصريحات نشرتها وسائل إعلام يمنية إن هذا التقرير «غير موضوعي ونحن ندرس ردنا عليه». وأضافت أن حكومتها «تحترم حقوق الإنسان وتعتبرها أولوية وطنية».
وكانت العفو الدولية قالت إن الصحافيين والمنشقين والمدافعين عن حقوق الإنسان ومنتقدي الحكومة هم هدف الاحتجاز التعسفي والمحاكمات غير العادلة والضرب. وأضافت أن قوات الأمن قتلت ما لا يقل عن 113 شخصاً منذ العام 2009 في عمليات تقول الحكومة إنها تستهدف إرهابيين.
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 2912 - الجمعة 27 أغسطس 2010م الموافق 17 رمضان 1431هـ