يناشدونهم أن لا يقبلوا بمساندة الظلم وأن لا يجارون نظام الاحتلال اليمني في تنفيذ رغباته المتصلبة
عدن – رائد الجحافي
في رسالة تعد الأولى من نوعها بعث بها آلاف الجنوبيين بمختلف شرائحهم ومكوناتهم، يناشدون فيها دول مجلس التعاون الخليجي بان لا يساندون نظام الاحتلال اليمني، وان لا يقبلون اللعب على أشلاء الشهداء وآلام الجرحى وأنات المطاردين الجنوبيين، وذكروهم بمواقفهم النبيلة أبان حرب صيف 94م تجاه الجنوب، كما حملت الرسالة أشياء كثيرة نطالعها كما جاءت:
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأشقاء العرب في مجلس التعاون الخليجي، قادة وملوك وسلاطين وأمراء وحكومات ومنظمات مجتمع مدني ورؤساء الأندية الرياضية ومواطني شعوب دول مجلس التعاون الخليجي، إن شعب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الواقع تحت الاحتلال اليمني ( الجمهورية العربية اليمنية )، يناشدكم باسم أرواح الشهداء والآم الجرحى وآهات المعتقلين ومعاناة المطاردين، وباسم كل أم وطفل وباسم الشباب والشيوخ وباسم كل أبناء الجنوب في الداخل وفي الشتات، باسم العروبة والدين ولغة الضاد أن لا تجارون نظام الاحتلال اليمني في تنفيذ رغباته المتصلبة والأكثر إلحاحا لكم في تنفيذ فعالية خليجي عشرين في عدن الحبيبة، عاصمة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، والذي يهدف من وراء تنفيذ هذه الفعالية في عاصمة الجنوب لتوجيه رسالة للعالم اجمع أن الجنوب امن ومستقر وراض كل الرضاء لوضعه الحالي في إطار ما يسمى الجمهورية العربية اليمنية، ولا يوجد أي إشكالية للجنوبيين مع النظام القائم، ويريد يقول أن ما يسمعه العالم من أصوات تطالب بفك الارتباط عبر حراكهم الجنوبي ليست إلا زوبعة وعناصر محدودة العدد كما يقال ويتردد عبر الخطاب والإعلام الرسمي لنظام الاحتلال اليمني، هذا الهدف الذي يسعى المحتل إلى تحقيقه عبر شهادة خليجية عندما تلبون طلب صنعاء إقامة فعالية خليجي عشرين المزمع إقامتها في شهر نوفمبر القادم، وفي ظل تعتيم إعلامي محلي وإقليمي ودولي على ما يجري في ارض الجنوب، وهل يعلم الأشقاء العرب وفي مقدمتهم أعضاء مجلس التعاون الخليجي ما يجري على ارض الجنوب من حرب غير معلنة يشنها النظام اليمني ضد الجنوبيين وحراكهم الشعبي السلمي الحضاري، تحت شماعة الإرهاب، وانتم تعلمون علم اليقين من هو الإرهابي في اليمن، زمن الذي يلعب بورقة الإرهاب غير رئيس نظام صنعاء الذي يدير هذه الورقة بما يسمى الإرهاب من القصر الرئاسي والأمن القومي والأمن السياسي، وبقية أجهزته القمعية، وعليه يجب أن نذكركم حرب صيف 1994م وكيف صدرت الفتاوى الدينية من قبل الزنداني والديلمي على أبناء الجنوب حكومة وشعب في إباحة دمائهم وأعراضهم وأموالهم باعتبارهم شيوعيين وكفرة حسب فتاواهم تلك وخطابهم الرسمي والإعلامي والتحريضي، والجاري العمل بها حتى يومنا هذا، وبلا شك أنكم تعلمون أيضا من الذي وقف إلى جانب الجمهورية العربية اليمنية ضد أبناء الجنوب، أليس العائدون من أفغانستان بما يسمى الجهاديين، الذين وقفوا في خندق واحد مع الاحتلال اليمني في حربهم ضد أبناء شعبنا في تلك الحرب، فكيف تحول أبناء الجنوب وبعشية وضحاها من كفرة وشيوعيين إلى إرهابيين؟؟ .. أليس هذه اللعبة أكذوبة العصر التي من خلالها يبتزكم العالم اجمع والتي بدون شك قد ظهرت لكم بعض الحقائق التي تؤكد صحة أطروحاتنا ومن اجل أن تكونوا على بينة حول ما يجري على ارض الجنوب، أننا نطالبكم بإرسال لجنة سريعة أو فريق عمل تحت أي مسمى يزور الجنوب من المهرة إلى باب المندب والضالع، وسوف تجدون أمام أعينكم كافة الحقائق، وستشاهدون كيف يجري حصار قرى ومدن الجنوب، كما ستشادون وستسمعون المعارك المضللة باسم القاعدة، وهي معارك ضد أبناء الجنوب الذين تسفك دمائهم كل يوم وتزهق أرواحهم ويقتلون بدم بارد وتستخدم تجاههم مختلف أنواع أسلحة الموت من طائرات ودبابات وعربات مصفحة ورشاشات خفيفة ومتوسطة، وسوف تجدون أيضا عدم سيطرة سلطة الاحتلال على ارض الجنوب، لان تواجدها في الجنوب ليس إلا عبارة عن مواقع وثكنات ومعسكرات، وعند ملامستكم الحقائق على ارض الواقع، لكم الحق تقررون، وإذا كنا نحن الجنوبيون نتطلع إلى أشقائنا العرب وفي مقدمتهم دول مجلس التعاون الخليجي ونطلعكم على حقيقة ما يجري على ارض وشعب الجنوب، نهدف من هذا أن يكون لأشقائنا الخليجيين دور فاعل وحقيقي إلى جانب الحق وسوف يولد هذا الموقف علاقات أخوية حميمة ومحبة وتقدير واحترام يعود بالنفع لصالح شعبنا وشعوبكم في المنطقة بالأمن والاستقرار والخير والنماء، وعندما يكون موقفكم منحاز إلى جانب نظام صنعاء الذي جلب لنا ولكم وللمنطقة اجمع الويلات والماسي وتسمحون لأنفسكم إقامة فعالية خليجي عشرين في الجنوب وتسرحون وتمرحون وأبناء الجنوب في مآتم ومآسي جراء واقع الاحتلال الذي يحاول جركم أن تلعبوا على أشلاء الشرفاء من أبناء الجنوب، ويضعكم في خانة شهود الزور، فأننا حينها نعتبركم قد ارتكبتم خطأ خطير وكبير وفادح وتاريخي، كما أخطا العرب عندما اغفلوا قضية دارفور وتركوا فراغ كبير لإسرائيل التي ملأت الفراغ كما تعرفون، وما هو جاري في السودان الشقيق، فنحب أن نوضح لكم نحن أبناء دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، الواقعة تحت الاحتلال منذ 7/7/1994م من قبل الجمهورية العربية اليمنية، مثلنا مثل أبناء جنوب السودان من حيث القضية، لكننا لم نذهب إلى ما هو ابعد للبحث عن أصدقاء مثل إسرائيل، لكننا عندما نفقد الأمل فيكم، سنضطر للبحث عن أصدقاء جدد في المنطقة وسوف تكونوا أول الخاسرين بهذا الموقف إذا تم من عدمه، ولكن أيها الأشقاء أننا لم نفقد الأمل فيكم ولا ننسى مواقفكم النبيلة التي عرفناها أثناء حرب صيف 1994م، ونأمل منكم أن تتوخوا الدقة والموقف النبيل في عدم مجاراة نظام الاحتلال اليمني في أي مجال سياسي أو ثقافي أو اقتصادي، لكون هذا الدعم الذي تقدموه لنظام صنعاء سواء كان دعم مادي أو معنوي يجب أن تعلموا علم اليقين انه يذهب إلى قمع أبناء الجنوب وزيادة معاناتهم ومآسيهم، فهل تقبلوا أن تكونوا شركاء مع نظام صنعاء في قتل أبناء الجنوب وبدم بارد؟؟
بدون شك إن نخوة العروبة والدين والجوار، لم ولن تسمح لأنفسكم ذلك.
أملنا فيكم كبير وعليكم أن تعلموا أن الدولة التي نناضل من اجل استعادتها على ارض الجنوب هي دولة عصرية حديثة تحترم الحقوق والحريات وعدم التدخل في شؤون الغير، ومن حق الشعوب تقرير مصيرها بنفسها، هذا والله الموفق.
عدد من أبناء جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، أكاديميين ومحامين ومدرسين وأطباء وفلاحين وأئمة مساجد ومواطنين وطلاب.