مطيع الجحافيمحرر
عدد المساهمات : 277
تاريخ التسجيل : 11/03/2009
العمر : 43
| موضوع: من القدس العربي[مفاجآت حركة 'فتح'] الأربعاء 12 أغسطس - 22:51 | |
| مفاجآت حركة 'فتح' رأي القدس
12/08/2009 |
نتائج انتخابات اللجنة المركزية لحركة 'فتح' أكدت حدوث عملية تغيير كبيرة في الوجوه القيادية، حيث خرج رموز الحرس القديم، ودخلت دماء شابة جديدة، لكن مدى انعكاس ذلك على السياسات ما زال موضع اختبار. لا شك ان انعقاد مؤتمر 'فتح' العام كان مكسباً كبيراً للرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث خرج منه اقوى وأكثر شرعية مما كان عليه حاله قبله، كما ان حركة 'فتح' استعادت الكثير من مكانتها التي افتقدتها طوال السنوات الماضية لمصلحة منافستها حركة 'حماس'. لا بد من الاعتراف بأن وصول اربعة عشر عضواً جديداً الى مقاعد اللجنة المركزية واحتفاظ أربعة من الأعضاء القدامى بمقاعدهم جاء مفاجأة للكثيرين، خاصة ان من بين الاعضاء الجدد شخصيات تتمتع بمواقف مستقلة، وتتطلع الى اعادة الحركة الى وهجها التاريخي الذي جعلها تقود العمل السياسي والنضالي الفلسطيني لأكثر من أربعين عاماً. الرئيس محمود عباس أقدم على مقامرة كبيرة بالمضي قدماً في عقد المؤتمر في بيت لحم، في تحد واضح للحرس القديم الذي أراده خارج الأراضي المحتلة، وجاءت النتائج مبهرة، من حيث التنظيم وتجديد شباب الحركة، وتعزيز وحدتها الداخلية، بعد ان راهن الكثيرون على تمزقها وتفتتها. لا شك ان هذا النجاح، ورغم بعض التحفظات، سيضع الحركة في موقع قوي في حال حدوث انتخابات رئاسية او تشريعية جديدة مستقبلية، خاصة مع مطلع العام المقبل، حيث تنتهي صلاحية المجلس التشريعي الحالي، ورئاسة السلطة. صحيح ان بعض رموز الفساد التي أضرت بحركة 'فتح' وهزت صورتها في اوساط الرأي العام الفلسطيني، وخسّرتها الأغلبية في المجلس التشريعي، والسيطرة على قطاع غزة نجحت في الانتخابات، ووصلت الى اللجنة المركزية عبر صناديق الاقتراع وفق حسابات وتحالفات محسوبة، ولكن الصحيح ايضاً ان بعض الرموز الفتحاوية الوطنية المشهود لها بنظافة اليد واللسان، استطاعت ان تفرض نفسها، وتحتل مكاناً بارزاً في القيادة الجديدة. وهناك اسماء عديدة يمكن ذكرها في هذا المضمار، مثل محمود العالول الذي حصل على أعلى الأصوات بعد ابو ماهر غنيم احد قيادات الحركة التاريخية، وعثمان ابو غربية وعزام الأحمد وناصر القدوة وجبريل الرجوب ومحمد المدني والقائمة تطول. كانت هناك قيادات فتحاوية شابة أخرى تستحق ان تنضم الى اللجنة المركزية ولم يحالفها الحظ مثل حسام خضر، واشرف جمعة واحمد نصر ومنير المقدح وآخرين، لكن الفرصة ما زالت امامهم متاحة لأخذ دورهم في مؤتمرات قادمة. ان التطور الأهم في رأينا هو ان الرئيس محمود عباس ورغم جمعه لمختلف المراكز القيادية في شخصه، لن يملك الحرية المطلقة التي كان يتمتع بها في السابق في التفرد بالقرار، فقد بات ملزماً بالرجوع الى المؤسسات الفتحاوية، واللجنة المركزية، والمجلس الثوري على وجه الخصوص، للتشاور والتنسيق قبل الاقدام على اي خطوة سياسية كبيرة. اللجنة المركزية الجديدة، وكذلك المجلس الثوري الذي هو برلمان مصغر للحركة، لن يكونا مجرد 'بصّامة' لسياسات الرئيس عباس او اي رئيس آخر غيره، مثلما كان عليه الحال في المستقبل، فالوجوه الجديدة الشابة التي تحتل مكانتها في مقاعدهما ستلجأ الى المحاسبة والمساءلة، ولن تسمح باختطاف الحركة وقرارها من قبل بعض الطارئين عليها. الرئيس محمود عباس يجب ان يتأقلم مع الوضع الجديد بسرعة، وان يتقبل النتائج بطريقة مسؤولة، من حيث استغلالها لاجراء تغييرات واسعة وجذرية في نهجه السياسي العقيم الذي لم يحقق أيا من الوعود التي اطلقها للقاعدة الفتحاوية والشعب الفلسطيني، مثل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وازالة المستوطنات، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين. حركة 'فتح' باتت في موقع قوي يؤهلها لاستعادة هيبتها ومكانتها، والتعاطي مع الغرور الاسرائيلي من موقع أكثر قوة، وممارسة كل اشكال المقاومة وبأسرع وقت ممكن، بعد ان تأكد للجميع فشل النهج التفاوضي، وتحقيقه نتائج عكسية على الارض، بما في ذلك تشجيع التطرف في اسرائيل وبناء المزيد من المستوطنات، واحكام الخناق على القدس المحتلة والشعب الفلسطيني. نقطة اخيرة لا تقل اهمية عن النقاط السابقة، وهي ضرورة اقدام القيادة الفتحاوية الجديدة على الدفع باتجاه تحقيق المصالحة الفلسطينية ووضع حد لحال الانقسام الراهنة، خاصة ان برنامجها السياسي أكد ان تناقضها الوحيد هو مع اسرائيل، اما التناقضات الأخرى فهي ثانوية يجب ان تحل بالحوار. والمقصود بالحوار هنا هو حركة المقاومة الاسلامية 'حماس'، والمأمول ان يبدأ هذا الحوار فوراً وبروحية جديدة مقرونة بالاصرار على النجاح هذه المرة.
|
|
|