بقلم / أحمد عمر بن فريد
فصل الخطاب في يافع
الكاتب : أحمد عمر بن فريد
البريد الإلكتروني : 09-ديسمبر كانون الأول-2010
أحمد عمر بن فريد *
في صلب الخطاب :
ان القضايا الخلافية التي عطلت نجاح ( لقاء ألمانيا ) تم حسمها في ( لقاء يافع ) .. وعلى ابناء الجنوب في الخارج ان يحتكموا لما نتج عن ( لقاء يافع ) ان أرادوا فعلا ان ينتصروا للجنوب " الأرض والقضية والهوية والشعب والتاريخ " .. لأن الذين حسموا قضايانا الخلافية , هم قيادات الحراك الجنوبي في داخل الوطن وعلى ترابه المقدس , فليس من المعقول ولا هو من المنطقي ان تصدر ( ألمانيا ) او ( القاهرة ) أو ( النمسا ) أو ( بريطانيا ) أو ( امريكا ) وصايا ووثائق وبرامج وهياكل تنظيمية يتم فرضها على من يكابدون المشاق ويقارعون الاحتلال عمليا ويقبعون في زنازين الاحتلال.
وهذا رأيي الذي لا ادعي كماله أو قداسته :
هدفت سلطة الاحتلال من اعتقال زعيم الثورة الجنوبية حسن باعوم إلى قطع الطريق تجاه عملية توحيد مختلف القوى الجنوبية في الداخل في إطار سياسي واحد , وهي المهمة الرئيسية التي من اجلها تحرك باعوم وخرج من المكلا إلى عدن وأبين والضالع ثم إلى يافع قبل ان يتم اعتقاله في محطته ما قبل الأخيرة . وكان من الطبيعي جدا ان تلقى المهمة الوطنية التي من اجلها تحرك باعوم استجابة عامة لدى مختلف الأطراف والشخصيات الجنوبية في الداخل بالرغم من وجود بعض التباينات التي يمكن الوقوف أمامها وحلها , أي ان مهمته الوطنية ماكان لها الا أن تنجح في جميع الأحوال.
القبول بهذه النتيجة التي تريدها السلطة سيكون بمثابة أفضل مكافأة لسلطة الاحتلال على فعلتها الدنيئة وعلى ومراميها السياسية , ورفض ذلك من خلال تحقيق المهمة التي من اجلها اعتقل باعوم وزملائه سيعتبر صفعة قوية في وجه السلطة وقبلة وفاء لباعوم وللوطن وللشعب الجنوبي معا . وحسنا فعلت قيادات الحراك في الداخل ان أدركت ذلك وفعلت في المقابل ماكان يجب وماكان منتظر منها ان تفعله حينما تداعت الى ( يافع ) لتلقتي وتتشارو وتذهب بحزم وتصميم الى المكان الصحيح الذي ذهبت اليه.
في أي عمل سياسي يستحيل أن يتحقق " الإجماع المطلق " وهذا أمر طبيعي ومسلم به , ولكن من الواضح أن هناك " أغلبية حاسمة " كانت مع ما تمخض وما سوف يتمخض عنه " لقاء يافع " وبيانه التاريخي .. خاصة وان هذا اللقاء الوطني الكبير قد حسم الجدل في كثير من القضايا الخلافية التي كانت إلى حد كبير تعطل عملية التوافق الجنوبي وتمنع تبلور كيان " سياسي – وطني " يمكن القول انه يعكس ويلبي آمال وطموحات الجنوبيين في داخل الوطن وخارجة .
تم الاتفاق في هذا اللقاء التاريخي على اعتماد وثائق الثورة الجنوبية الراهنة فيما يتعلق بالبرنامج السياسي , وميثاق الشرف الوطني , والنظام أو اللائحة الداخلية لمجلس الحراك وكذلك الهيكل التنظيمي بصورة عامة , وتبقى مسألة من يملأ هذا المكان او ذاك في هذه المحافظة او تلك مسألة قابلة للحوار والتوافق والتراضي وتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة مع ثقتي الكبيرة في مقدرة قيادات الداخل على تجاوز هذه الإشكالية وتقديم الحلول الممكنة والمرضية لمختلف الأطراف وهذا ما ننشده ونتأمل حدوثه في هذا اللقاء .
هناك من رغب لأسبابه الخاصة الا يذهب الى ( يافع ) .. ونحن اذ نقر لكل شخص أو كيان سياسي ان يتخذ الموقف الذي يراه من وجهة نظره مناسبا له , الا ان هذا لا يمنعنا من القول ان التخلف عن لقاء ( يافع ) هو تخلف عن الإجماع الجنوبي , وهو رفض غير مبرر للجلوس على " طاولة حوار " كانت جاهزة وحاضرة لقبول مختلف الآراء ووجهات النظر حيال ما تم الحديث عنه في بيان يافع . كما انه من جهة اخرى يعتبر تسليم وقبول بهدف السلطة الرئيسي من اعتقال باعوم وهو إبقاء الصف الجنوبي في حالة " التشرذم والتصدع " الى الأبد . وفي جميع الأحوال فإنني ادعو زملائي المجتمعين في ( يافع ) ابقاء الباب مفتوحا على مصراعيه للذين يمكنهم اجراء مرجعة نقدية جادة لمواقفهم تلك والعودة الى مسار الإجماع الوطني بعيدا عن " النرجسية والاستعلاء " على الآخرين وبعيدا عن تقديم الحسابات السياسية الحزبية على مصالح الوطن والشعب .
على مستوى " الخارج " .. اعتقد ان " لقاء يافع " ونتائجه قد سهل كثيرا مهمة لقاء قيادات الخارج على مختلف اتجاهاتها , وذلك على أساس واحد لا يجب إغفاله عند الحديث حول هذه المعضلة وهو ان نتائج لقاء يافع تعبر بشكل أصيل وحقيقي عن تطلعات شعبنا في الجنوب , وتجاوب الخارج مع كافة مقررات لقاء يافع وما تمخض عنه يعتبر أيضا تجاوب مع مطالب شعب الجنوب , وعلى أساس ان " الداخل " هو الأساس في العملية النضالية الجنوبية و " الخارج " هو الصدى والعامل المساعد له في مختلف الميادين السياسية والإعلامية والقانونية والحقوقية والمادية ... فهل يمكن لقيادات الخارج أينما كانت ان تدرك هذه الحقيقة والبديهية الوطنية ان جاز التعبير وتعمل معا على أساسها .
لن أخوض كما يخوض البعض في تحميل هذا الطرف او ذاك مسئولية تشرذم الخارج وشتاته السياسي , خاصة وان عقد الداخل قد بدأ يكتمل في تجمعه الرائع بيافع الشموخ والعزة والإباء.. ولكنني معني بالقول هنا وبكل وضوح ان قيادة جنوبية موحدة في الخارج تلبي مطالب الداخل بشكل (( واضح وصريح ودقيق )) باتت مسألة ملحة يجب انجازها دون تردد , وفي هذا الإطار ومن الناحية العملية فان لقاء جنوبي تتمثل فيه مختلف القوى السياسية ومختلف الشرائح الاجتماعية الجنوبية يعتبر مهمة وطنية عاجلة تنتظر ان يبادر لها الجميع دون تلكؤ ودونما استثناء , بعيدا عن الادعاء بامتلاك الحقيقة او الشعور مع الممارسة العملية بالوصاية على الجنوب .
القضايا الخلافية التي عطلت نجاح ( لقاء ألمانيا ) تم حسمها في ( لقاء يافع ) .. وعلى ابناء الجنوب في الخارج ان يحتكموا لما نتج عن ( لقاء يافع ) ان أرادوا فعلا ان ينتصروا للجنوب " الأرض والقضية والهوية والشعب والتاريخ " .. لأن الذين حسموا قضايانا الخلافية , هم قيادات الحراك الجنوبي في داخل الوطن وعلى ترابه المقدس , فليس من المعقول ولا هو من المنطقي ان تصدر ( ألمانيا ) او ( القاهرة ) أو ( النمسا ) أو ( بريطانيا ) أو ( أمريكا ) وصايا ووثائق وبرامج وهياكل تنظيمية يتم فرضها على من يكابدون المشاق ويقارعون الاحتلال عمليا ويقبعون في زنازين الاحتلال.
إذا اتفقنا في الخارج على ان البرنامج السياسي الذي اقره ( لقاء يافع ) هو برنامج الكل في الداخل والخارج وكذلك الحال فيما يخص ميثاق الشرف الوطني , فانه يمكن القول ان مابقي انجازه والاتفاق حوله هو هيكل تنظيمي لقيادة الخارج وهي مسألة من حق اي طرف ان يضع لها تصوره الخاص الذي يرى انه مناسب على ان يجري الحوار حول مختلف التصورات والاتفاق على واحد منها ... وتبقى مسألة الوصول الى ( قيادة موحدة ) للحراك الجنوبي في الداخل والخارج معا في هيكل تنظيمي واحد وتسلسل تراتيبي واحد مسألة قابلة للحوار والنقاش ما بين القيادتين في الداخل والخارج ولهما ان يحددا صيغة وشكل هذه القيادة ان كانت موحدة عن طريق الدمج او عن طريق خلق مجلس تنسيق اعلى موحد لعدد خمسة او ستة أفراد مثلا .
ان عملية خلق " اصطفافات مشاريعية " وتكتلات مع او ضد هذا الطرف او ذاك إنما هي نوعية من العبث والسفسطة التي لا جدوى منها , كما انها مؤشر على عدم النضج وعدم الاستفادة من تجارب وكوارث الماضي ... فما حاجتنا أيها الأخوة الأعزاء إلى شيئا من هذا القبيل في هذه المرحلة الحاسمة والدقيقة من تاريخ امتنا في الجنوب ؟! .. تعالوا إلى كلمة سواء نصرة للجنوب ووفقا لنتائج ووثائق وقرارات وخيارات الداخل .. تعالوا لكي نتفق كيف ننصر شعبنا وطننا وقضيتنا , وكيف يمكن ان نضع الرجل المناسب في المهمة الوطنية المناسبة له , وهي في جميع الأحوال " تكليف " أكثر منها " تشريف " ولي شخصيا ان أؤكد هنا إنني لا ارغب في تحمل اي منصب كان ولن يكون لي أي ملاحظة او إشارة اذا ما تم استثنائي بالكامل من اي تشكيلة قيادية في الخارج , ولن أكون إلا عامل مساعد ومؤيد لأي عمل توافقي جنوبي ... والله على ما نقول شهيد.
* قيادي بالحراك الجنوبي