ملتقى جحاف - شبكة الطيف
كتب/ ابن الحاجب اشتباكات مسلحة وقتلى وجرحى وشهداء ومراسم تشييع ودفن وتداعيات جمة واستنفار قبلي واسع واجتماعات طارئة وحالات ترقب وحذر .
كل ذلك وقع فقط خلال الأربع ساعات الأخيرة من نهار يومنا هذا الخميس في مدينة الحبيلين "بعاصمة الثوار" ردفان .
وهكذا خيمت الأحداث على سويعات عصر اليوم بالحبيلين ؛ عندما حاول متنكرون من جيش الاحتلال القبض على مواطن لم يرض بتسليم نفسه ؛ فقاوم حتى استشهد بعد قتله جنديا وإصابة اثنين آخرين ، ليلوذ الجنود الآخرين بالفرار ثم تتجدد بعدها اشتباكات استطاع خلالها المواطنون الانتقام للشهيد "عباس طمبح" بقتل ثلاثة من الجنود المعتدين .
اللافت في الأمر أن شهيد اليوم لم يحض كغيره من شهداء الثورة الجنوبية لاسيما في ردفان بإعداد أو ترتيبات لتشييعه في يوم آخر تشهده آلاف المواطنين الجنوبيين وعدد من قيادات الحراك كما كان الحال مع الشهيد وضاح البدوي أو الشهيد فارس طماح والشهيد الحدي وغيرهم ، فشهيد اليوم البطل "طمبح" نقل إلى مقبرة الشهداء بعد نحو ساعتين من استشهاده ، وسط جمع غفير من المواطنين المسلحين الذين هرعوا إلى مدينة الحبيلين للدخول في سعير الحرب الملتهبة من سلاح قوات الاحتلال .
مشيعو "طمبح" لم يحملوا اليوم الرأيات الخضراء أو أعلام دولة الجنوب أو صورا للقيادات الجنوبية ، لكنهم حملوا اسلحتهم ومؤنهم "وجعبهم" ودججوا أنفسهم بكل مايحتاجه "المقاتل" .
فالمشهد من أحداث اليوم بعاصمة الثوار بدا وكأن الجنوبيين يقولون: "إننا لم نعد في حاجة إلى فعاليات سلمية ومهرجانات تشييع نخطب فيها ونستغيث بمن ينصر قضيتنا ويخلصنا من همجية هذا الاحتلال ولم نعد في حاجة إلى تشكيل لجان تحضير ترتب لمهرجان نشيع فيه شهيد اليوم أو الشهداء القادمين" .
أجل بدا المشهد وكأن الشعب الجنوبي يقول: "إننا سنعتاد وسنعود أنفسنا من اليوم على أن نودع شهداءنا لحظات استشهادهم فنرجع لمقاومة الاحتلال باحثين عن الحرية والكرامة والتحرير أو اللحاق بهولاء الشهداء الأبطال .
" ! خلاصة القول إن التعجيل (الموفق) بتشييع ودفن الشهيد "عباس طمبح" اليوم ينذر ويبشر بمرحلة جديدة سيدلف إليها الشعب الجنوبي ، مرحلة أدرك هذا الشعب أنها قد فرضت عليهم وحان آوانها ، مرحلة أدرك معها الجنوبيون أن "مهرجانات التشييع" والبكاء على الشهداء لن تجدي البتة ؛ لكن الكف عن النحيب واللطم على الخدود وإقامة المآتم ثم "حمل العصا " هي السبل والوسائل القادمة للارتقاء بقضيتهم ودفعها نحو تحقيق الهدف المنشود .