من غير المقبول والمنطقي أن نستمر في دفن رؤوسنا في الرمال كالنعام، ومن السذاجة أن نعتقد أن بإستطاعتنا حجب أشعة الشمس بغربال، هذا هو حالنا كجنوبيين عندما نريد أن نحلل لوضعنا وبشكل أدق لوضع الحراك السلمي الجنوبي، خصوصاً منذ أن بدات بعض القيادات الإشتراكية التسلق على أكتاف الشعب الجنوبي وحراكه السلمي ليس حباً في الوطن الذي باعته وضيعته، بل رغبة في تصفية حساباتها الشخصية مع شركائها في التآمر على الوطن والهويته، وحتى لا يحمل أو يفسر كلامنا بغير ما يحتمل، أو يتهمنا الطبالين والزماريين بالتحامل على الإشتراكيين كعادتهم في إتهام كل من يخالفهم الرأي بالعمالة، أو في افضل الأحوال بشق وحدة الصف الجنوبي، الذي لم يتوحد منذ ستينيات القرن المنصرم، وهذا تاريخ وواقع لا يمكن إنكاره، وعلى من يخالفنا الرأي يتوجب عليه أن يأتي لنا ولو بدليل أو موقف واحد توحد فيه الجنوبيين؟
وبطبيعة الحال لا نريد من يأتى ويسوَق لنا المغالطات بأن شعب الجنوب من أقصاه إلى أقصاه وحراكه المنتصر بإذن الله موحد تحت هدف وغاية واحدة، وهو الإستقلال وبناء الدولة الجنوبية المستقلة، فهذه مجرد كلمة حق يراد بها الوصول للباطل، فنحن لسنا عديمي البصر والبصيرة لننكر وحدة الهدف الجنوبي وهو الإستقلال التام والناجز، وبخاصة وأن شعبنا هو الذي رسم هدفه، والفضل في ذلك ليس للبيض أو علي ناصر أو حيدر العطاس، وإنما الفضل لشعبنا بعد الله الذي ضغط وفرض على قيادته هدفه. إلا أننا لسنا سذج لنصدق تخرصاتهم بأن الوحدة الجنوبية مايغلبها غلاب اليوم، ولم يبق علينا حسب زعمهم إلا أن نحسن النية ونمنح قيادتهم الشرعية ليعلنوا دولتهم الوطنية.! ولكن نحن نقول لهم أفيقوا أيها الحالمون ألم تستوعبوا بعد أنكم لن تخدعونا مرة أخرى ولن تعودا لحكم الجنوب حتى تقوم ناقة صالح.!
وبما أنكم لن تستطيعوا خداعنا مرة أخرى، حتى وإن تظاهرتم بوحدة الهدف الذي نتفق معكم فيه وهو الإستقلال، وذلك لأننا نعي أن إتفاقنا على الهدف لن يحقق لنا بالضرورة الوصول لذلك الهدف مالم نتفق ونوحد الوسيلة لبلوغ ذلك الهدف، فلإتفاق والتوافق على الوسيلة المريحة والمناسبة للكل هي الضامن الوحيد لبلوغ الهدف المراد تحقيقه.
وهذا ما إستوعبه المخلصين من قيادات وكوادر الجنوب الواعية والمثقفة، فتوافقت الغالبية العظمى منهم على مشروع العطاس، وهوالمشروع الوطني الوحيد المستوعب لكل اللطيف الجنوبي والملبي لمتطلبات المرحلة، والذي كاد أن يحصل على الإجماع الوطني لو لا شطحات المغامرين وتخرصات الحالمين بعودة ماضيهم التعيس وحزبهم اللعين، فقاموا بإخراج المسرحيات وإصدار البيانات من دولة المديريات، فمن لبعوس للذنبة لغول سبولة، وكأن الوطن هو تلك المديريات.؟
ورغم أننا نقر بأن مكرهم هذه المرة من ذلك المكر الذي تزول منه الجبال، ومن ذاك المكر الذي تعودنا علية من قيادة الأشتراكي السابقة، إلا أننا نعاهد الله ونعاهد شهدائنا وشعبنا في الجنوب، أننا سنكشفهم ولن نسمح لهم بجرنا للماضي البغيض وتحالفاته القذرة، ونبشرهم بأن شعبنا في الجنوب قد كشف أهدافهم وإستوعب دوافعهم منذ اللحظة الأولى لإصدار ماسمي بـ ( بيان يافع ) وما تبعه من فصول المسرحية الهزلية، التى يريدوا إخراجها ليفرضوا بها الأمر الواقع كما يتوهمون، ونسوا أو تناسوا بأن الغالبية العظمى لن تسمح لهم بـلَي عنق التاريخ والحقيقة حتى يتمكنوا من فرض تحقيق رغباتهم وأحلامهم وما يتوافق مع عقلياتهم المريضة تحت سوط الترهيب من شق وحدة الصف الجنوبي، الذي كما اسلفنا ونقولها لهم بالفم المليان بأنه لم يتوحد ولن يتوحد إلا بما يتوافق عليه كل أبناء الجنوب، وهي الوحدة التوافقية التى تقبل بكل الطيف الجنوبي على تنوعه، وتساوي في التمثيل بين محافظاته الست لا غير. ونتمنى أن لا يكون صحيحاً ما قرأناه في بعض المواقع، من أن الاخ الشنفره طلب من الذين أصدروا ما سمي ( بيان الذنبه ) حول تشكيل قيادة جديدة، بأنه مستعد أن يكون معهم بشرط أن يحل محل عيدروس حقيس، فإذا كان ذلك صحيحاً، فأن تلك إشارات وتلميحات لبداية للحل حسب السيناريو المعد من قبل كبيرهم ( البيض )، والأخ عيدروس حقيس مجرد كالأطرش في الزفة.
أما ما يرويجون له بأن الجنوب منقسم بين تيارين، وأنهم يعملون على توحيده تحت قيادة موحدة، فهذه هي المهزلة بعينها، خاصة إذا صدَقوا أنهم ( بايجزعوها ) علينا هذه المرة، وحتى نضعهم أمام الأمر الواقع نعلنها لهم بكل صراحة، بأن دوافعهم وأهدافهم من هذه المسرحيات الهزلية قد إتضحت، ونقول لهم بأن أحرار الجنوب لن يسمحوا لكم بأن تساووا بين مديرية أو إثنتين وبين الجنوب من أقصاه الى أقصاه، كي تحصلوا على ما لا يمكن أن يكون، وهو أن يكون لكم ولكبيركم - الذي يسوقكم كقطيع من الأغنام - نصف القيادة والقرار... وهذا هو عشم إبليس في الجنة !، ليس هذا وحسب، بل نؤكد لكم بأن أحرار الضالع ورجاله بشكل خاص، وأبناء الجنوب بشكل عام اليوم، لم تعد تنطلي عليهم حيلكم ولن يكونوا مطية لمن يريد أن يمتطيهم ويبيع لهم الأوهام ليصفي حساباته الشخصية!! سيما والأخ علي سالم البيض لم يكن لديه إحساس بالوطن والوطنية أكثر مما له قضية شخصية ثأرية مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح والأخ علي ناصر محمد. فإذا إنتهى الأول من الحكم سوف يعود البيض الى صنعاء ويعلن مرة أخرى وربما من ميدان السبعين أيضاً بالعودة للشراكة للحكم، لأن علي عبدالله صالح إنتزع تاريخه في 7 يوليو 1994. أما قضيته مع علي ناصر محمد فلن تنتهي حتى يتوارى القبر.
وفي الختام نقول لقيادات الوطن ولكل المخلصين من أبناء الجنوب إخذروا أن تنساقوا لما يريدون، أتركوهم فهم ليس إلا كطبل يقرع وهو من الخيرات خاوي.! وإمضوا في طريقكم طريق الإجماع الوطني دون خوف أو وجل فالحمل الضال لابد وأن يعود وإلا أكله الذئب.
أما أنتم أيها الحالمون فنقول لكم أن جنوب اليوم ليس جنوب الستينيات من القرن المنصرم، وأن قواه الحية قد إتفقت وتوافقت على مشروعها الوطني المبني على الحرية والديمقراطية والمستوعب لكل الأطياف الجنوبية والمساوي بين محافظاته الست في التمثيل والقرار وفي الحقوق والواجبات. وعليكم إن أردتم اللحاق بركب الوطن الإعتراف بحجمكم الطبيعي في الجنوب والقبول بنصيبكم العادل في التمثيل والمساواة مع أخوانكم من أبناء الجنوب في بقية مديريات الجنوب، وإعلان الإلتزام بالمبادئ والأسس الرئيسية للوحدة الجنوبية التالية:
1- القبول بالهوية الجنوبية العربية ورفض ماسواها من إدعاءات زائفة.
2- القبول بالعمل على بناء الدولة الجنوبية المستقلة وليس الإدعاء بإستعادة الدولة الوهم التى تسمونها.
3- القبول بقيادة توافقية موحدة ومساوية بين جميع المحافظات الجنوبية في التمثيل.
4- القبول والإلتزام بأن الجنوب ممثل بمحافظاته الست عدن – لحج – أبين – شبوة – حضرموت – المهرة، والتوقف عن الترويج أو الإدعاء بغير ذلك.
5- إعلان القبول والإلتزام الصريح منذ اليوم، بأن الدولة القادمة هي دولة ديمقراطية فدرالية بين محافظات الجنوب الست.
وهذه هي الأسس والمبادئ التى أجمع عليها شعبنا في الجنوب شاء من شاء وأبئ من أبئ..
والله من وراء القصد.

سالم بن مبارك بن حريز الجعيدي

محافظة حضرموت

19 سبتمبر 2010م