الكويت ـ وكالات ـ لندن ـ 'القدس العربي': للمرة الاولى في الكويت، تبادل نواب من الطائفتين السنية والشيعية في البرلمان اللكمات والضرب بواسطة العقال وتخلل العراك توجيه كلمات نابية من قبل النواب لبعضهم البعض، خلال جلسة امس الاربعاء اثناء مناقشة قضية المعتقلين في غوانتانامو، بحسب مراسل 'فرانس برس'.
وافاد المصدر ان الجلسة كانت تبحث 'مسألة الكويتيين المعتقلين في غوانتانامو بحضور وفد من المحامين الامريكيين الذين يدافعون عنهم فقال النائب الشيعي حسين القلاف ان الموجودين في هذا المعتقل هم من خريجي القاعدة'.
واضاف 'سارع النائب عن الاخوان المسلمين جمعان الحربش الى الرد قائلا ان موضوع الجلسة هو المعتقلون في غوانتانامو وليس ما تتحدث عنه وحاول اخرون التدخل ودبت الفوضى فتبادل نائبان عن الشيعة واربعة من التيارات الاسلامية السنية اللكمات والضرب بالعقل'.
والنواب الذين شاركوا في العراك ايضا عدنان المطوع عن الشيعة، ومحمد هايف ووليد الطبطبائي عن السلفيين، وسالم النملان وهو اسلامي عن القبائل، وفلاح الصواغ اسلامي مستقل. وبعد ذلك، رفع النائب عبد الله الرومي الجلسة التي كان يترأسها بغياب رئيس المجلس جاسم الخرافي. ويشار الى ان اثنين من الكويتيين ما زالا في معتقل غوانتانامو.
وعلى خلفية ما تعرض له امس النائب عدنان المطوع قال في تصريح له: 'سألجأ للقضاء لأخذ حقي من النواب والسكرتارية والجمهور الذين اعتدوا علي بالضرب في جلسة المجلس وكلفت محاميي بتسجيل بلاغ في المخفر ولدي تقرير طبي بما تعرضت له من اصابات'.
وأعرب رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الأحمد الجابر الصباح عن أسفه الشديد لما شهدته جلسة مجلس الأمة امس الأربعاء من اشتباكات بالأيدي جراء اختلاف وجهات النظر بين نواب المجلس.
وأكد في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية 'كونا' على ثقته التامة بما يوليه رئيس مجلس الأمة جاسم محمد الخرافي من اهتمام وحرص بالغين لمعالجة أحداث جلسة مجلس الأمة بحكمة لإعادة الوئام بين النواب.
كما أعرب الخرافي عن ألمه وأسفه الشديدين لما شهدته جلسة مجلس الامة امس من أحداث موسفة، وقال في تصريح صحافي تعليقا على الاحداث المؤسفة بعد رفع جلسة امس 'إننا نأمل أن تأتي الجلسة المقبلة في 31 أيار/مايو الجاري والنفوس قد صفت وأن نعتبر ونتعظ من مثل هذه الاحداث لئلا تتكرر واكراما للشعب الكويتي الذي منحنا ثقته واكراما للمؤسسة التشريعية التي ينبغي أن تكون قدوة لمن انتخبنا'.
وأضاف 'سأحرص على لم الشمل البرلماني وان يظل الاخوة الزملاء متحابين يعالجون اختلافاتهم من خلال العلاقة الطيبة فيما بينهم ونحن نختلف لكن لا بد ان نحترم الرأي والرأي الاخر'.
من جهته، دعا النائب روضان الروضان امير الكويت الى استخدام صلاحياته الدستورية وتعليق جلسات البرلمان مدة شهر.
واتهم النائب المطوع الذي اصيب بجرح تحت عينه النواب الاسلاميين السنة بانهم لا يؤمنون بالديمقراطية لان ضرب نواب البرلمان 'شكل من الارهاب'.
يذكر ان الولايات المتحدة سبق ان اطلقت سراح عشرة معتقلين من غوانتانامو.
وفي مطلع كانون الاول/ديسمبر الماضي، نفت الكويت ان يكون وزير الداخلية دعا الامريكيين الى التخلص من الكويتيين المعتقلين في غوانتانامو بحسب تقرير دبلوماسي سري نشره موقع ويكيليكس.
وقال وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح ان 'وزير الداخلية (الشيخ جابر خالد الصباح) صرح ان هذا كله كذب'. واضاف 'يستحيل ان تتخلى الكويت عن ابنائها المحتجزين من دون وجه حق في غوانتانامو'.
وكشف ويكيليكس ان وزير الداخلية قال لدبلوماسي امريكي في شباط/فبراير 2009 عن المعتقلين الكويتيين 'اتركوهم يموتون'.
واضاف الوزير الكويتي بحسب نص البرقية 'اذا كانوا فاسدين، فهم فاسدون'، قائلا 'من الافضل التخلص منهم. لقد اعتقلتوهم في افغانستان فاعيدوهم الى هناك الى منطقة حرب'.
ويأتي العراك في مجلس الامة في ظل تصاعد التوتر الطائفي بين الاقلية الشيعية والغالبية السنية على خلفية قضايا محلية واقليمية. ويشكل التدخل الخليجي في البحرين محورا للنزاع بين الطائفتين.
وقد اعتقلت السلطات في الاسابيع الماضية بعض المراهقين الشيعة بسبب كتاباتهم التي تهاجم الخليفة عمر بن الخطاب وعائشة زوجة النبي محمد.
ورغم غياب الاحصاءات الرسمية، يشكل الشيعة حوالى ثلاثين في المئة من اصل 1,1 مليون كويتي ولديهم تسعة نواب في مجلس الامة من اصل خمسين مقعدا بالاضافة الى وزيرين في الحكومة التي تضم 16 وزيرا.