زنجبار (عنا) - قال سكان بمدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين (30 كيلومتر شرق عدن) الساحلية الجنوبية أن أصوات اشتباكات لاتزال تسمع بين الحين والآخر في المدينة التي سيطر مسلحون من تنظيم القاعدة الرئاسية على مؤسسات فيها.
ومصطلح القاعدة الرئاسية هو توصيف يطلقه سكان الجنوب على إرهابيين مفترضين يتم تمويلهم وتسهيل عملياتهم من القصر الرئاسي اليمني ويستعملون أو يتركون لتعزيز أو إضعاف النظام اليمني أمام المجتمع الدولي بغرض تمرير ضغوطات خارجية.
وكان عناصر القاعدة قد أوقفوا نشاطهم خلال فترة استضافة المدينتين "عدن-زنجبار" للنسخة العشرين من كأس الخليج أواخر العام المنصرم.
وعقب موجة من المواجهات العنيفة التي خلفت قتلى وجرحى سيطر مسلحو القاعدة الرئاسية على مؤسستين أمنيتين فيما يخوضون قتالاً للسيطرة على معسكر للجيش.
وقال أهالي المدينة في أحاديث عبر الهاتف مع مراسل وكالة أنباء عدن بمدينة عدن أن عدداً من المسلحين المنتشرين في المدينة أخبروهم بأنهم ينوون "إقامة شرع الله, وأنهم يؤمنون بأن اليمن واحد, والوطن العربي والإسلامي واحد كذلك".
ووفقاً لعدد من الأهالي فإن المسلحين ينوون الزحف نحو مدينة عدن والسيطرة عليها حيث يمر بمحاذاة سواحلها أكثر من ثلاثة مليون برميل من النفط يومياً.
وتعد مدينة عدن مركز إشعاع مدني في جنوب الجزيرة العربية منذ قرون خلت, واحتضنت موجات من البشر من إثنيات وعرقيات وأديان مختلفة.
وكان الرئيس اليمني قد حذر قبل أيام من سيطرة القاعدة على محافظات في الجنوب والشمال تمثل عصباً رئيسياً للطاقة التي يتقاسم انتاجها مع شركات استكشاف أجنبية تستحوذ على النصيب الأكبر وفق إحصائيات رسمية منشورة يقول خبراء محليون أن الإحصائيات الحقيقية للانتاج اليومي تمثل أضعاف المنشورة رسمياً.
وتعرضت عدد من المنازل في "باجدار" بمدينة زنجبار للتدمير الجزئي بينها منزل العميد محمد دنبع, و علوي الجرح, و مدرسة خولة للبنات.
كما تعرضت منازل في حي سواحل لأضرار مماثلة بينها منزل سعيد دبش, وعلي سليمان, ومنزل "حسين رمضان" الذي جرحت ابنته الطفلة بشظية في الرأس.
ونزح عدد من السكان من المدينة صوب مديريات أبين شمالاً, وآخرون صوب مدينة عدن وقال بعضهم أن شاهدوا جثثاً للجنود مرمية في الطرقات وبين أزقة الشوارع التي يسيطر عليها مسلحو القاعدة الرئاسية.