لم تفلح المحاولات التي مارسها ولا يزال يمارسها الرئيس صالح ضد شباب التغيير لثنيهم عن موقفهم المطالب بإسقاطه هو ونظامه،، ترغيب وترهيب قتل قمع اعتقال تعذيب،، إصلاحات فات قطارها،، وغيرها من السياسات بالإضافة إلى إنشاء ثورة مضادة، ضرب الحجر بأختها حيث جمع ما تيسر من الأنصار أو كما أطلقت عليهم وسائل الإعلام العربية والدولية بالبلطجية.

شباب التغيير يقدرون بالملايين كذلك أنصار الرئيس صالح أو البلطجية يقدرون بالملايين، شباب التغيير يحتلون مساحة جغرافية واسعة فهم يتمركزون بعدة مدن وعواصم يمنية أما أنصار الرئيس صالح فيتمركزون في ميدان السبعين فقط مساحة صغيرة جداً جداً لا تتجاوز 1% مقارنة مع مساحة الوطن اليمني،، ونتيجة لتمركزهم بتلك المساحة الصغيرة لجأ الرئيس صالح للخروج كل يوم جمعة ليخاطب أنصاره مباشرةً وجهاً لوجه ليلهب حماسهم بتلك المساحة الصغيرة،، مع أنه من المفترض أن يلقي كلمة مسجلة تذاع عبر القنوات الفضائية المحلية وتوجه إلى الشعب عامة حسب المعتاد،، صالح يخاطب أنصاره فقط وجها لوجه في الميدان،، وكأن نطاق حكمه لم يتجاوز تلك المساحة الصغيرة في الوقت الراهن قبل أن يلجا إلى استخدام خيارات أخرى،، تفضي إلى توسيع رقعة حكمه،،،، بالصميل.

استخدم صالح القضية الجنوبية كورقة ضغط ضد شباب التغيير،، ترك الحبل على الغارب بمعظم المدن الجنوبية انسحاب ألوية الجيش من مصنع الذخيرة بمحافظة أبين خير شاهد على ذلك وغيرها من الانسحابات المفبركة من مناطق جنوبية عدة،، انسحاب مع ترك خط للعودة احتمال تكون العودة فوق دبابة (معمدة للمرة الثانية بالدم)،، إيهام شباب التغيير بأن الجنوب ستنفصل في حال إصرارهم على موقفهم المطالب بإسقاطه هو ونظامه,, بعث الرئيس صالح برسالة غير مباشرة إلى شباب التغيير مفادها إما أنا أو الانفصال!.

شباب التغيير استوعب تلك الرسالة،، يسعى الطرفان صالح وشباب التغيير وشركاؤهم للاحتفاظ والسيطرة على شيئين هامين هما: القصر الجمهوري وثروات الجنوب،، صالح فشل بل ارتكب أخطاء جسيمة في تعامله مع الجنوب والقضية الجنوبية،، ومن المحتمل أن يكرر شباب التغيير وشركاؤهم نفس الخطاء،، والدليل هو عدم إفصاح شباب التغيير عن موقفهم وبشكل علني إزاء القضية الجنوبية حتى الآن!.

مؤخراً قام صالح برمي القضية الجنوبية في مرمى شباب التغيير وشركاؤهم ،، ولا تزال كرة القضية الجنوبية تتدحرج ما بين صالح وشباب التغيير وشركاؤهم كل طرف يرمي بها إلى مرمى الآخر،، كرة ملتهبة لا يحتمل حرارتها أحد،، يا ترى ما هي الطريقة التي ينوي عبرها شباب التغيير التعامل مع القضية الجنوبية مستقبلا؟, مجريات الأحداث تشير إلى أن هناك قواسم مشتركة تجمع الطرفين إزاء الجنوب!؟ والمصيبة الكبرى هي إن كان الطرفان ينظران جميعاً للجنوب من زاوية الأرض والثروة فقط)؟.
عموماً من الصعب طمس قضية شعب الجنوب ومن الجرم تجاهلها،، إن لم تفصحوا اليوم عن موقفكم إزاء قضية الجنوب فسوف تصطدمون معها حتماً غداً وستحدث أزمة عظيمة وخيمة لا يعلم عقباها إلا الله سبحانه وتعالى!.

كانت كلمة انفصالي بالأمس توجه دون رحمة ضد أبناء الجنوب فقط واليوم رحلت إلى صنعاء؟ وأصبح البلطجية وحدويون،، وشباب التغيير وشركاؤهم انفصاليون،، ماذا يا ترى سيطلق على أبناء الجنوب مستقبلاً وكيف سيتم التعامل مع قضيتهم المصيرية، وهل ستستمر ثورة شباب التغيير إذا ما انفصل الجنوب عن الشمال ولماذا؟ وهل ينظر بديل صالح للوحدة على أنها معمدة بالدم؟ أسئلة يتوجب على صنعاء الإجابة عليها عاجلا أم آجلا،، في الأخير يا شباب التغيير القضية الجنوبية لن ترحل حتى لو رحل صالح فهل لديكم حل لها؟.

عبد الله قردع

مراسل صحيفة الأيام اليمنية الموقوفة / المحفد