ملتقى جحاف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقى جحاف: موقع ومنتدى إخباري سياسي اجتماعي ثقافي عام يختص بنشر الأخبار وقضايا السياسة والاجتماع والثقافة، يركز على قضايا الثورة السلمية الجنوبية والانتهكات التي تطال شعب الجنوب من قبل الاحتلال اليمني
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر|

لماذا فشل الانقلاب ضد رئيس اليمن صالح (عبده النقيب )

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوعرسالة
عضــــو رائع
ابن الشهيد
ابن الشهيد
عضــــو رائع
اس ام اس النص

عدد المساهمات : 826

تاريخ التسجيل : 25/09/2010

الموقع : الجنوب الشامخ

لماذا فشل الانقلاب ضد رئيس اليمن صالح (عبده النقيب ) Empty
مُساهمةموضوع: لماذا فشل الانقلاب ضد رئيس اليمن صالح (عبده النقيب ) لماذا فشل الانقلاب ضد رئيس اليمن صالح (عبده النقيب ) Emptyالجمعة 10 يونيو - 0:00

تشهد ثورة اليمنية فصولا اشد مأساوية من غيرها من الثورات السلمية الحديثة التي يطلق عليها المراقبون بربيع العرب والتي انفجرت قبل اربع سنوات في اراضي الجنوب العربي وانتشرت كالنار في الهشيم مع نهاية ديسمبر الماضي في تونس ثم امتدت لمصر وليبيا وجزيرة العرب وشمال افريقيا والشام ومازالت في اوج عنفوانها وهي ثورة قلما حدثت في المنطقة العربي طوال تاريخها بهذه الشمولية والجذرية تشارك فيها الجماهير العريضة بوعي وزخم منقطع النظير.

لست بصدد الكتابة عن ربيع العرب المتأخر بل سأكتفي بتسليط الضوء على جزئية صغيرة من مسلسل الثورة في الجمهورية العربية اليمنية والجنوب العربي.

تختلف الثورة في الجنوب العربي اختلافا جذريا عن غيرها من ثورات ربيع العرب كونها تناضل من اجل التحرر والاستقلال من الاحتلال اليمني العسكري والقبلي بينما تشترك الثورة في اليمن بنفس السمات مع غيرها من الثورات العربية فجميعها ثورات جماهيرية ضد حكام طغاة مستبدين وفساد مستشر وفقر مدقع, كل هذه العوامل هي القوى الفعلية المحركة لكل ثورة ولانريد نتحدث عن قوى الشعب العامل لأن الأيديولوجية غائبة من المشهد السياسي تماما كغياب الأحزاب من هذه الثورات . جميع هذه الثورات انفجرت فجأة وبطريقة لم تكن متوقعة ولن يجزم احد بالقول انه قد تنبأ بها ويرجع ذلك إلى تأخر العقل البشري عن مجارات التطور التكنلوجي والمعلوماتي ومااحدثه ذلك من تغيير مهم في الوعي الشعبي وخاصة لدي جيل الشباب جيل التكنلوجيا والفيس بوك حيث اظهرجرأة وقدرة عجيبة على استيعاب الواقع على العكس تماما مما كان الكثير يطلق النعوت الخاطئة على هذا الجيل.

ربما أن ماتحدثت به هو شيء مسلم به قاله الكثيرون لكن السؤال الذي يغيب عن البعض هو من المستفيد من هذه الثورة؟!. ليس كل ثورة تستطيع ان تحقق اهدافها حتى وان انتصرت فما ان تنطلق اي ثورة في مسيرة التغير وتشرع في الإطاحة ببنظام ما حتى يبدأ السباق المحموم عليها من قبل القوى المختلفة لقطف ثمارها. شاهدنا الارتباك الواضح لدى القوى الغربية في التعاطي مع الانفجار المدوي في الشارع العربي لكنها سرعان ما اعادت قراءة المشهد ورتبت اوراقها في محاولة لقطف الثمار عبر إعلان مساندة ربيع العرب رغم ان هذا الربيع جاء اصلا لاقتلاع الأشجار المشوكة والضارة التي زرعها الغرب في الحديقة العربية فهؤلاء الحكام هم صناعة غربية بامتياز فقدوا أي انتماء وطني فكيف للغرب ان يساند ثورات الشعوب ضدهم؟!

التاريخ يعيد نفسه.. عندما انطلقت الثورة العربية الكبرى في اوائل القرن الماضي كانت الحرب العالمية الأولى في اوجها وقد احتاجت بريطانيا لدعم العرب بالوقوف ضد تركيا ومحاربتها مقابل وعد بتحقيق استقلال العرب واقامة الدولة العربية الكبرى في الجزيرة العربية والمشرق العربي . لم يعد خافيا بان بريطانيا كانت لديها مخطط آخر هو ما عرف فيما بعد بمخطط سايكس بيكو الذي وأد الثورة ومزق المنطقة العربية إلى دويلات اوقعها تحت الانتداب البريطاني الفرنسي. وعندما انطلقت حركة الإخوان المسلمين في عام 1928م على يد حسن البناء دخلت بريطانيا في تحالف وعلاقة سرية معها حيث بدأت بتمويل الحركة فعليا في عام 1942م حسب تأكيد الباحث البريطاني في المعهد الملكي مارك كيرتس الذي اماط اللثام عن فرضية العلاقة البريطانية بحركة الإخوان المسلمين من خلال كتابه) العلاقات السرية: تواطؤ بريطانيا مع الإسلام المتشدد ( الذي صدر مؤخرا اعتماد على الوثائق البريطانية الخاصة والتي يفرج عنها عادة بعد مرور ثلاثين عاما على صدورها.

التأريخ يعيد نفسه فالغرب اليوم يعتمد نفس الاستراتيجية فهو يدرك ان العرب عاطفيين لا يبذلون جهدا للتفكير والتمعن في شئونهم فهاهو اليوم من جديد يتبنى حركة الإخوان المسلمين ويدعمها للقيام في مهمة وأد الثورة الجماهيرية الكبرى - ربيع العرب - لا نقول هذا تلميحا بأن الغرب قد اسلم او يميل إلى الاسلام او انه يعتقد ان حركة الإخوان المسلمين هي الأكثر قدرة على تحقيق الديمقراطية وتطبيق الشعارات التي ينادي بها الغرب ويطالب بتحقيقها في المنطقة العربية, بل لنؤكد بأن الغرب يستخدم حركة الإخوان المسلمين والتنظيميات المتطرفة لتنفيذ مخططاته عبر التحالف معها حينا وعبر اختراقها حينا آخر, فأمر كهذا لا يحتاج إلى اجتهاد وليس مستبعدا خاصة وان الغرب قد ساهم بشكل كبير في دعم التنظيمات الجهادية كطالبان والقاعدة واستخدمهما حينها للوقوف في وجه المد الشيوعي وبعد أن أكملتا مهمتهما في مساعدتهما له في الإطاحة بالمعسكر الشيوعي قلب عليهما ظهر المجن وجميعنا يعرف قصة مسلسل الحرب على الإرهاب بتفاصيلها التي مازالت فصولها مستمرة حتى اللحظة.

اليوم التقط الغرب انفاسه ووجد ضالته مرة اخرى في حركة الإخوان المسلمين للقفز إلى واجهة الثورة الجماهيرية العربية وسخرت لذلك كل الجهود الإعلامية فقناة الجزيرة والحوار والعربية والبي بي سي عربي جميعها تحولت إلى قنوات حزبية تحريضية تؤيد وتدعم ثورة الإخوان المسلمين ابتعدت عن المهنية بدرجات متفاوتة اقلها قناة البي بي سي واكثرها قناة الحوار. فعلى سبيل المثال لا الحصر كل هذه القنوات ترفض نشر أي أخبار عن أي مظاهرات في الجنوب العربي مهما كان حجمها وتكتفي بتصوير ونشر اخبار مخيم الخمسة نجوم اليتيم في عدن والذي يتبع الإمام المجتهد عبدالمجيد الزنداني والمطلوب امريكيا مع وقف التنفيذ وللمحررين والكاميرات قدرات عجيبة في إبهات او تضخيم ما يريدوه من اخبار .. وصلت الصلافة بهذا الإعلام ان يتشرطوا علينا إذا اردنا ان نتحدث ان نتكلم في الاتجاه الذين يريدوه وهو التجييش حول مسألة اسقاط الحكام وان نكذب دون وجل بان شعب الجنوب كله يسير خلف هذا الشعار. وتبدو الصورة اكثر وضوحا في الإعلام الإيراني الذي يصف ربيع العرب بالصحوة الإسلامية رغم ان ما تسعى ايران لقطفة من ثمار الثورة لا يلتق ما يسعى له الغرب من استغلال لهذه الثورة في ترشيدها وتوجيها بما يتفق واستراتيجية تمزيق المنطقة وبقائها كمناطق نفوذ.

هذه العلاقة الغربية بحركة الإخوان المسلمين التي يتم دعمها الآن للسيطرة على الثورة الجماهيرية العربية هو ما يفسر الموقف المتذبذب والمتباين للحكومات الغربية حيال كل ثورة في البلدان العربية. فالثورة التي لا تعقد حلفا مع الإدارة الأمريكية والغرب لن تجد تأييد وهذا ما يبدو واضحا بالنسبة لثورة شباب التغيير في الجمهورية العربية اليمنية حيث تحاول دول مجلس التعاون التي تعد واجهة للأجندة الأمريكية الغربية فرض المبادرة الخليجية في الاتجاه الذي يؤدي إلى احتواء الثورة الجماهيرية ووأدها. وهنا اشعر بالحسرة والأسى على شباب التغيير فبرغم ما يلحقوه بنا وبثورتنا في الجنوب من اذى إلا أني لا استطيع إلا ان اتعاطف معهم واتألم لمعاناتهم فنحن وهم جميها نعاني القمع والتنكيل والتجويع رغم انهم لا يقرون بحقنا في الجنوب في الحياة كشعب ويسيرون في نفس الموكب وعلى نفس الهدى الذي يسير عليه الاحتلال في التظليل الإعلامي وفي تجاهل أنهم يدعون إلى بناء دولة مواطنة مدنية ديمقراطية والتي يفترض ان يكون من ابسط اسسها هو احترام حق شعب الجنوب في تقرير مصيره . لا أقول هذا لأستجدي عواطف الشباب نحونا بل لنؤكد ان قضية الجنوب وثورة الجنوب وشهداء الجنوب هم من استطاع ان يواجه الاحتلال في عز مجده ودون أي تأييد إقليمي او دولي ودون دعم من حميد الأحمر او من علي محسن او من غيره وإذا كان قد مضى على ثورة الشباب ثلاثة اشهر فإن ثورة التحرير في الجنوب قد مضى عليها خمس سنوات استطاعت انهاك النظام واضعافه إلى درجة سمحت للشباب بالخروج في ساحات التغيير في الوقت الذي كانوا يتعرضون لأشد انواع الاضطهاد لعقود ولم نسمع بشيء منهم حتى بلغ بنا الياس حد الاعتقاد ان اليمن لن تشهد أي ثورة باستثناء ما حصل في صعدة. لن يغيب عن بالنا ان اكثر الابواق التي تناصب السلطة العداء اليوم وتحاول قيادة ثورة الشباب في القنوات الفضائية كانوا اشد المؤيدين والمطبلين للنظام وللرئيس صالح نفسه ونجزم انه في حالة بقائه في السلطة انهم سيعودوا دون خجل لمناصرته. وهنا اتوجه بالشكر العميق لشباب التغيير لشجاعتهم في قول الحقيقة في عدم ربط ثورتهم بثورة الجنوب وعدم تجيير نضال شهداء الجنوب لصالح ثورتهم او الادعاء باننا ثورة واحدة كما تفعل سلطات الاحتلال بثورة اكتوبر, لأن الثورتين بينهما اختلاف كامل في المبادئ والأهداف رغم اشتراكنا في عدوا واحد هي سلطات صنعاء العسكرية والقبلية.

هكذا سنظل ندعم ونؤيد ثورة الشباب فهم اصحاب حق ونود ان نلفت إنتباههم إلى انهم بمحاولتهم وضع الثورة في الجنوب في مكان العدو هو خطأ استراتيجي قاتل بالنسبة لهم يوسع قاعدة المناهضين لهم ويزيد من فرص السلطة في احتوائهم ومعاناتهم. الثورة في الجنوب انطلقت دون ايعاز ودون الهام من احد بل من واقع المعاناة ومن واقع الشعور بالمخاطر الجسيمة التي تهدد مصير الجنوب وتاريخه وهو مايضمن استمرار نضال شعب الجنوب وثورته السلمية ويعزز تصاعد وتيرتها بنفس المبادئ والاهداف حتى يتحقق الاستقلال والحرية سوءا تغيّر النظام ام ظل فلن يكتمها الحصار الإعلامي او التظليل الإعلامي الذي يمارسة بعض الشباب والقنوات الإعلامية المؤيدة لهم فلا خوف على الثورة طالما وانها بيد الجماهير فما ضاع حق وراءه مطالب.

يبدو للكثيرين من الشباب في ميادين التغيير ان المشهد ليس واضحا بما فيه الكفاية وهو سبب مهم ادى إلى ان الثورة لم تحقق نجاحات بما يكفي مقارنة بالزخم والمدى الذي تتحرك فيه. لقد اختلط على الشباب الحابل بالنابل فنراهم يتحدثون وكأنهم على وشك استلام السلطة مع ان الحقيقة ليست كذلك. ما يدور في هذه اللحظة هو صراع لأجنحة السلطة القبلية نفسها ليس إلا وكل التحركات الإقليمية والدولية والقبلية والعسكرية بما في ذلك احزاب اللقاء المشترك تدور في اطار إعادة ترتيب احجار البيت السلطوي بعيدا عن ساحات التغيير وتطلعات الشباب.

إن المعضلة القائمة في إعادة ترتيب اوضاع مؤسسة السلطة بمختلف اطرافها والمتفقين جميعا في عدائهم للجنوب ولثورة شباب التغيير على حد سواء هي في عدم وصول اجنحة السلطة إلى اتفاق بسبب تعنت صالح الذي يجمع عليه الكل بانه صار ورقة محروقة و يرفض هو ان يكون كبش فداء.

وتبذل الجهود الحثيثة من قبل جناح الإخوان المسلمين والتيار الوهابي للعمل في عدة اتجاهات منها محاولة اضعاف صالح والضغط عليه لإبعاده من السلطة باقل الخسائر وكذا توسيع نطاق الاختراق لثورة الشباب في ميادين التغيير وتحييد الحركة الحوثية مؤقتا وقمع الثورة في الجنوب العربي عسكريا .

المشكلة الحقيقة التي تقف امام المشروع الإقليمي الغربي لوأد ثورتي التغير في اليمن والتحرير في الجنوب هو امتلاك الرئيس صالح لأوراق قوية يصعب تجاوزها لهذا فقد لجأ خصومة إلى إحاكة المؤامرات ضده بغية الإطاحة به.

لجأ التيار القبلي في السلطة بزعامة القبيلي حميد الأحمر بجناحه العسكري علي محسن الأحمر والسياسي اللقاء المشترك إلى استخدام ثورة شباب التغيير في الضغط على صالح , وفي نفس الوقت إلى احكام السيطرة بشتى الطرق على الثورة عبر دعمها ماليا وسياسيا وإعلاميا والزج بالشباب التابعين لحزب الإصلاح بأجنحته وتياراته المختلفة إلى واجهة ثورة الشباب لشقها وتشتيتها حال حسم مسألة السلطة وإزاحة صالح.

لجأ خصوم صالح بقيادة الشيخ حميد وتياره المدعوم إقليميا وامريكيا إلى محاول الإطاحة بالرئيس صالح عبر التآمر فالشواهد تشير إلى ان مجزرة 18 مارس الماضي في ميدان التغيير في صنعاء التي راح ضحيتها أكثر من خمسين شهيدا تم قتلهم من قبل قناصة مجهولين كانت مقدمة للإطاحة بالرئيس صالح حيث تبعتها مباشرة استقالات جماعية من قبل عدد كبير من العسكريين وابرزهم علي محسن الأحمر قائد الجناح العسكري لقبيلة حاشد وأخرين من القيادات العسكرية والحكومية والدبلوماسيين صاحبها احتجاجات شديدة من قبل عدد من المنظمات الدولية وعدد من الدول الإقليمية والغربية وكلها صبت في محاولة الإطاحة بالرئيس صالح حينها وهو ما يجعلنا نعتقد ان العملية كانت مدبرة من خصوم صالح وهو مانعده محاولة انقلابية فاشلة تمكن صالح من تجاوزها واستعادة قواه وجمع أنفاسه حتى استطاع التحشيد إعلاميا وجماهيريا وعسكريا بما يكفي لجعلة اصعب من ان يتم الإطاحة به عبر الضغوط الشعبية والدولية.

بعد ان تجاوز صالح مازق مارس توقفت حملة الانشقاق ضده وبات أكثر قدرة على المواجهة بل وأكثر استعداد لها على عكس ما بدى به عندما انطلقت الثورة ضده ولهذا انتقلت فكرة التآمر للإطاحة بصالح عبر الضغوط الشعبية والدولية إلى العمل العسكري عبر الترتيب لاغتياله لهذا كانت فكرة تصفيته وعدد كبير من اتباعه بضربة واحدة قد خططوا لتنفيذها بموافقة وتنسيق اقليمي ودولي حتى يزيحوه واتباعه من طريق المبادرة الخليجية الأمريكية.

قبل ان نتحدث عن فشل هذه المحاولة الانقلابية العسكرية ضد صالح نريد ان نلقي الضوء على بعض جوانب المخطط الذي مازالت بعض مراحلة مستمرة. كانت ردود الأفعال الغربية والإقليمية التي لم تدن العمل العسكري بشكل واضح مؤشر على ضلوعهم فيه. ثم ان التحرك السريع والتدخل المباشر من قبل الجانب السعودي والسفير الأمريكي دون تحفظ في محاولة ترتيب الأوضاع داخل مؤسسة الحكم وممارسة الضغوط تؤكد ان هذا التحرك هو حلقة متصلة بمسلسل مسجد النهدين ضف إليها التصريحات المباشرة لبعض المصادر الأمريكية حول طبيعة العملية العسكرية او حول عدم عودته والدعوة لضرورة نقل السلطة حالا في ظل غياب صالح ورئيس وزرائه ونواب رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الشورى وافتقار نائب الرئيس لأي قوة دستورية هو عمل يحمل صفة انقلابية أكثر منه تأسيس سلطة مدنية وفقا للدستور كما تنادي به الإدارة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية أكثر الأطراف تأييدا للانتخابات الرئاسية التي زورها صالح بعلمهم في عام 2006م . لقد بذلت جهود كبيرة من قبل الإدارة الأمريكية وحلفائهم في المنطقة لأقناع صالح بإصدار مرسوم رئاسي ينقل فيه صلاحياته لنائبه ولم يفلحوا وهو امر بالغ الدلالة مما يكسب أي عمل ضد صالح وإدارته في ظل غيابه الصفة الغير شرعية وسيصبح مستمسك لا تباعة يدفع بهم لاستخدام القوة مما يزيد من احتمال جر البلد إلى حافة الحرب الأهلية.

كشفت المحاولة الانقلابية العسكرية ضد صالح مدى قوته حيث فشل خصومه في تنفيذ الحلقة التالية في الاستيلاء على السلطة فمن اقدم على عمل كبير ومحكم كهذا لابد وانه يهدف بدرجة اساسية إلى الإطاحة بصالح ونظامه والاستيلاء على السلطة من بعده كما انه من المستبعد ان عملا كهذا يمكن له ان يتم دون مباركة وتنسيق اقليمي ودولي لأن صنعاء صارت تدار من الخارج بشكل كامل. لقد سبق هذا العمل العسكري ايضا عمل آخر ذات صله من قبل خصوم صالح حيث داهمت الجماعات الأصولية التابعة للقائد العسكري المتأسلم علي محسن الأحمر المدن الساحلية لمحافظة ابين كمقدمة للزحف نحو عدن تبعها البيان الأول لما يسمى بجيش الثورة, ثم جاءت عملية مسجد النهدين ضمن هذا المسلسل وتوافدت على عدن بعد عملية المسجد قيادات عسكرية جنوبية كبيرة تتبع علي محسن الأحمر كمقدمة لتنفيذ السيناريو الليبي وتحويل عدن إلى بني غازي أخرى في حالة فشل المساعي الأمريكية السعودية للإطاحة بصالح عبر الطرق الدبلوماسية وخنقه عبر ضرب الحصار حوله بقطع أمدادات النفط والغاز والكهرباء من ناحية الجنوب واستخدام الجنوب كقاعدة عسكرية للانقضاض عليه في معقلة في صنعاء.

مع إعتقادي بان حقبة صالح قد انتهت رغم انه مازال باقيا في السلطة لكن الأوضاع لن تستتب له مرة أخرى, كما أن البدائل المطروحة الآن هي الأسواء وهو مايرجح إستمرار حالة عدم الحسم من قبل كل الأطراف. صحيح ان هناك حملة كبيرة تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا ودول المنطقة لإستغلال وجود صالح خارج اليمن في نقل السلطة لتيار حميد علي محسن القبلي استكمالا لفصول مسلسل مسجد النهدين وعلى الرغم مما لحق بالرئيس صالح من ضرر جراء عملية المسجد فإن اتباعه اثبتوا تماسكهم وقوتهم فلم تلي هذه العملية أي انشقاقات عسكرية او سياسية مهمة بل انها ستكسب صالح تعاطف وتأييد شعبي أكثر من ذي قبل كما ان اي محاولة لسره او قتله في السعودية لن يحل المشكلة بل يزيدها تعقيدا وفي حالة عودته فإنه ثقته بذاته وثقة اتباعه به ستتعزز خاصة وان لديهم من القوة ما يكفي للمواجهة في مكان وضعوا فيه امام خيار واحد هو مواجهة الموت فقط.

*كاتب وناشط سياسي من الجنوب العربي مقيم في المملكة المتحدة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عضو نشيط
الجحاف
عضو نشيط
اس ام اس النص

عدد المساهمات : 140

تاريخ التسجيل : 15/05/2010

لماذا فشل الانقلاب ضد رئيس اليمن صالح (عبده النقيب ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: لماذا فشل الانقلاب ضد رئيس اليمن صالح (عبده النقيب ) لماذا فشل الانقلاب ضد رئيس اليمن صالح (عبده النقيب ) Emptyالجمعة 17 يونيو - 4:15

للاسف أن الأخ عبده النقيب لازال في حلم جنوب الجنوب ، القوم لم يعترفوا ببعضهم البعض على مستوى القرى ، فكيف يكون مصيرهم مع عرب الجنوب !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

لماذا فشل الانقلاب ضد رئيس اليمن صالح (عبده النقيب )

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

مواضيع مماثلة

-
» قيادات فوق العادة بقلم : عبده النقيب » الاستاذ عبده النقيب في حواراليوم على قناة العالم» مؤذن الرئيس الصالح‎ (عبده النقيب)» مع المشترك مرة أخرى ... بقلم *عبده النقيب..» زعماء بلا حدود بقلم عبده النقيب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى جحاف :: الملتقى الاخباري والسياسي :: الملتقى السياسي العام-