دعت الهيئة الوطنية لتحرير الجنوب العربي والتي تمارس نشاطها في أميركا الشمالية إلى "تشكيل جبهة وطنية لكل القوى المؤمنة بالاستقلال تشمل كل مكونات حراكنا السلمي من المثقفين والعسكريين ورجال الاعمال والمشايخ ورجال الدين ومنظمات المجتمع المدني والمستقلين كمهمة اولى".
وشددت الهيئة على "ضرورة تشكيل لجنة حكماء الجنوب لمواصلة الحوار مع بقية الاطراف الجنوبية".
واعتبر بيان صادر عنها أنه "وبدون الوحدة السياسية التنظيمية لهذه القوى يكون الفعل والتأثير في الواقع دون متطلبات المرحلة, خاصه ان الأجندة الإقليمية والدولية تسير وفقا لتوازن القوى في الساحة والضامنة لمصالحها فقط بعيدا عن مصالح الشعوب وحريتها ورغم اعترافهم بعدالة قضيتنا ولن يستجاب لصوتنا دون ان نفرض وجودنا في الواقع او تطول مسيرة التحرر في جنوبنا الابي".
نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة الهيئة الوطنية لتحرير الجنوب العربي في امريكا وكندا
7-7-1994 نتاج ثقافتين مختلفتين في القيم والاهداف
يستقبل شعبنا في الجنوب العربي اكثر ايامهم سوادا هو يوم احتلاله في 7-7-1994م هذه الحرب لم تكن الاولى في عصرنا بل خاض شعبنا حربين عام 1973 و 1978 خرج فيها منتصرا وقد استغل اعداؤنا الظروف الدولية والإقليمية والتفكك الذي حصل للنسيج السياسي والاجتماعي للنظام في الجنوب الناتج عن الصراعات التي حدثت في الماضي, وقدمت قيادات الجنوب سلطة ومعارضة الجنوب وأرضه وانسانه وثروته الى احضان منظومة التخلف والفساد في صنعاء, وقد مثلت كارثه بالمعنى الحقيقي, حيث تم التدمير المنهجي لقوى الامن والدفاع والعقول واقصاء الرأسمال الجنوبي وصودرت الارض والثروة وكامل مؤسسات الدولة ومقوماتها الى جيوب حفنة من المتنفذين وسرح وشرد مئات الالوف من اعمالهم الأمنية والعسكرية والمدنية بحيث وصل أبناء الجنوب إلى درجة عالية من الفقر والجوع والبؤس والتشرد, كل هذا اوجد يقظة لدى احرارنا ومنذ خمسة اعوام بدأت همم الرجال تنهض واستطاع شعبنا مواجهة آلة القتل والقمع والملاحقة في نضاله السلمي وبصدور عارية ادهش العالم وقدمت تضحيات اكثر من الف شهيد وخمسة الف جريح ولا يقل عن خمسين الف دخلوا السجون الاحتلال وهذا يدل على ان شبابنا يمثلون القلب النابض لشعبنا وروحه المضيئة وارادته الصلبة.
ان 17 عام من الاحداث والماسي اثبتت للعالم اجمع ان الوحدة لم تفشل سياسيا فحسب بل فشلت ثقافيا واجتماعيا واستحالت تقبل كل منهم للأخر من حيث القيم والاهداف اضافه الى ما ارتكبوه بحق شعبنا من تدمير وخراب بمختلف نواحي الحياه واصبحوا كالسرطان الذي لا يمكن علاجه.
ومن اجل الحفاض على وشائج القربى والجوار ينبغي عودة كل منهما الى الوضع السابق للدولتين المستقلتين والتفكير في ايجاد علاقات ودية وداعمة لأهداف كل منهما خاصة الشباب في (ج.ع.ي) الذي يواجهون قوى تحاول ضرب واجهاض ثورتهم الحداثية كما ضربت من قبل كل قوى التحديث منذ قيام ثورة 26 سبتمبر حتى الان, كما انهم هم من صنع مأساته وتخلفه.
ان هذه القوى قد تميزت وبرعت بأساليب المكر والخداع والغدر مطبقين مبدأ ميكافلي (الغاية تبرر الوسيلة) وما يسعون اليه هو إعادة تقاسم السلطة والثروة وتغيير بعض الوجوه والادوار ولن يتجاوز دور ومكانة ابناء الجنوب المنخرطين في احزاب اللقاء المشترك ومن اتبعهم, الدور الذي لعبه الجنوبيون في اطار المؤتمر الشعبي العام خلال عشرين عاما وان استيقظوا متأخرا حيث عانوا من المهانة والمذلة. كما ان محاولة احزاب اللقاء المشترك الركوب على موجة قوى الحراك قد تعرت ورهانا خاسرا تكشفت حلقاته وبعيد عليهم كل البعد تضليل حراكنا السلمي ولا يهمهم الا الوصول الى السلطة والحصول على الفتات من اسيادهم كمن سبقهم.
اننا ننصح كل من لا يستطيع ان يجدد فكره وسلوكه ويطهر نفسه من الشوائب العالقة من تأثيرات الماضي ومن لا يستطيع العمل وفقا لما ينشده ويتطلع اليه شعبنا ان يترك الساحة افضل له وسيكون محل احترام للجميع. إن شعباً دمرت كل اجهزته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والدفاعية وبدون دولة تعيد بناء هذه المؤسسات واولها الأمنية والدفاعية التي تدافع عن الحقوق المشروعة والمنهوبة لشعبنا يعني بقاء شعبنا مكتف الايادي وسيظل سيف الغدر والباطل مسلط على رقاب ابنائه واعادتنا الى المربع الاول والكارثة من جديد, وبيع دماء الشهداء ودموع الثكالى بثمن بخس, كما ان قضيتنا ليست سلعة للمزايدة عليها حيث لا سيادة بدون تحرير الارض والانسان ولا ارض حره بدون استعادة كل الأجهزة التي دمرت واولها الذراع الامني والدفاعي, كما نود لفت انتباه الجميع ان الصراع ستكون ساحته الرئيسية في الجنوب لمواصلة نهب ما تبقى من ارض وثروه بل ان وقود هذا الصراع هم ابناء الجنوب بسبب حالة الفقر والبؤس الذي يعانون منه وما حدث في ابين ولحج الا مقدمات لسيناريو معد لعزل العاصمة عدن عن بقية المحافظات الامر الذي يطلب اتخاذ موقف سريع لمواجهة التحديات الماثلة والمزيد من التلاحم ورص الصفوف لقوى الاستقلال وتعجيل تشكيل جبهة وطنية لكل القوى المؤمنة بالاستقلال تشمل كل مكونات حراكنا السلمي من المثقفين والعسكريين ورجال الاعمال والمشايخ ورجال الدين ومنظمات المجتمع المدني والمستقلين كمهمة اولى, وضرورة تشكيل لجنة حكماء الجنوب لمواصلة الحوار مع بقية الاطراف الجنوبية, وبدون الوحدة السياسية التنظيمية لهذه القوى يكون الفعل والتأثير في الواقع دون متطلبات المرحلة, خاصه ان الأجندة الإقليمية والدولية تسير وفقا لتوازن القوى في الساحة والضامنة لمصالحها فقط بعيدا عن مصالح الشعوب وحريتها ورغم اعترافهم بعدالة قضيتنا ولن يستجاب لصوتنا دون ان نفرض وجودنا في الواقع او تطول مسيرة التحرر في جنوبنا الابي.
ختاما :
ندعو كل من يحضر لقاء بروكسل توسيع قاعدة اللقاء مستقبلا والتوافق على اهم مخرجاته مع القوى الفاعلة في الواقع في الداخل والخارج والاهتمام في ما ورد في رسالتنا, كما ندعو الشرفاء في الداخل والخارج دعم النازحين من محافظة ابين وتامين سكنهم ومعيشتهم.
تحيه نبعثها لشعبنا الابي والى اسر الشهداء والجرحى تحيه الى الاوفياء الثابتين في الداخل والخارج مع قضية شعبهم, تحيه خاصة للمعتقلين في سجون الاحتلال وفي مقدمتهم حسن احمد باعوم فك الله اسرهم والسلام عليكم ورحمته الله وبركاته.
الهيئة الوطنية لتحرير الجنوب العربي في امريكا وكندا
20 يونيو 2011م