يسر المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب أن يتقدم بالشكر الجزيل للوالد العزيز المناضل الدكتور محمد حيدره مسدوس على جهوده الجبارة وسعيه المتواصل وقيامه بدور الوساطة للم شمل النخب والشخصيات السياسية الجنوبية في الداخل والخارج وتقريب مواقفهم وقناعاتهم من القضية الأساس "القضية الوطنية للجنوب المحتل".
ويتوجه المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب بالتحية والتقدير لقادة الجنوب المشردين من وطنهم ونناشدهم باسم شعب الجنوب الثائر وباسم شهداء ثورة شعب الجنوب السلمية التحررية أن يوحدوا صفهم وان يقفوا مع شعبهم ومع قضيته العادلة وحقه المشروع في الحرية واستعادة دولته المستقلة.
إن الأهمية السياسية لقضية الجنوب تكمن في كونها قضية شعب ووطن وقع في قبضة الاحتلال باسم الوحدة الوهم، وهو ما جعلها تحاط بتعقيدات كبيرة، داخلياً وخارجياً، وجعل الانقسام حول مفهوم هذا الوضع داخلياً أمراً طبيعيا امتد ظله إلى داخل الحراك السلمي التحرري الجنوبي نفسه.
إن توصيف الوضع القائم في الجنوب كاحتلال جاء نتيجة لحرب 94م التي هي نتيجة لفشل إعلان الوحدة ، في22/مايو/1990م بين الدولتين (ج.ي.د.ش.) و ال (ج.ع.ي.) ومن منطلق أن الوضع الذي نشا بين الدولتين هو أتفاق سياسي مرهون نجاحه بتوافق الطرفين وليس بفرضه بالقوة من قبل أي طرف على الآخر،أدت نتيجته إلى احتلال الجنوب وإلحاق الضرر الفادح بأهله من خلال إحلال قيم المنتصر عليه بالقوة بكل عفانتها وسلب أبناء الجنوب جميع مكتسبا تهم التي اكتسبوها من دولتهم الوطنية المستقلة قبل إعلان الوحدة.وهو ما فرض على الحراك السلمي المؤمن بحق شعب الجنوب في الحرية والاستقلال واستعادة وضعه الدولي المستقل.أن يعي هذا التعقيد كما يعي أيضاً صحة مفهومه للوضع وعدالة قضيته، ويدرك جيداً أن الجميع سيصل إلى هذا الفهم للقضية عاجلاً أم آجلاً.
وبهذه الروح وقف المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب في اجتماعه الدوري المنعقد في العاصمة عدن بتاريخ 15-9-2011م أمام النقاط الأربع المقدمة من الوالد المناضل الكبير الأستاذ الدكتور محمد حيدرة مسدوس بهدف الوصول إلى وفاق وطني جنوبي شامل يتم فيه عقد(مؤتمر وطني جنوبي) وتشكيل لجنه من المؤتمر لبلورة النقاط الأربع لكي تصبح وثيقة للحل القادم "للقضية الوطنية للجنوب المحتل"، وبعد نقاش مستفيض للنقاط المذكورة خرج المجلس بالخلاصة التالية:
النقطة الأولى :-
التسليم الواعي والقناعة التامة بأن حرب 1994م قد أسقطت إعلان مشروع الوحدة بين الدولتين (ج.ي.د.ش.) و ال (ج.ع.ي.) في الواقع وفي النفوس وبان الوضع ألقسري المفروض على شعب الجنوب منذ 7/7/1994م الأسود هو وضع احتلال عسكري استيطاني تمارسه دولة الاحتلال (ج ع ي) بحق شعب الجنوب و دولته و أرضه و تمارس ضده القهر و الإذلال و الحرمان و الإقصاء و التجهيل بصوره ممنهجه استهدفت ليس فقط شطبه من خريطة الحقوق و المصالح على تراب الوطن وحسب، بل و طمس هويته ليغدو شعبا بلا ارض ولا وجود.
النقطة الثانية :-
نتيجة طبيعيه لذالك النهج فان شعبنا في الجنوب المحتل قد رفض بشكل واضح جميع ممارسات المحتل وظل يقاومها منذ اليوم الأول لانتهاء العمليات العسكرية لحرب 1994م وقد جسد رفضه هذا عبر تشكيل العديد من التنظيمات السياسية في الداخل والخارج وظل ولا يزال يمارس الاحتجاجات السلمية خلال تلك المرحلة سعيا لنيل حريته و استقلاله و حق تقرير مصيره بنفسه كحق مشروع كفلته كافة التشريعات الدولية بموجب "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عام 1948م" مقدما في سبيل ذلك مئات الشهداء و ألاف الجرحى وعشرات ألاف من الأسرى.
النقطة الثالثة :-
يلتزم الحراك السلمي التحرري الجنوبي خيار النضال السلمي كخيار امثل في نضاله المشروع ضد الاحتلال لكن هذا لا يحول دون حق شعب الجنوب الأخذ بخيارات النضال الأخرى المشروعة لكل شعب يخضع للاحتلال .
النقطة الرابعة :-
الحراك السلمي التحرري الجنوبي يعتبر- حركة شعبية سياسية سلمية تحررية جنوبية مستقلة وهي الحامل السياسي والشرعي "للقضية الوطنية للجنوب المحتل"، يناضل من اجل التحرير و استعادة دولة الجنوب المستقلة و لذلك فان الانتماء إليه انتماءا فرديا طوعيا و لا يحق للمنتمين لأحزاب سياسيه إن يحملوا إلى الحراك برامج و رؤى أحزابهم السياسية بل يلزمهم التخلي عنها طالما تعارضت مع هدف الحراك. يلتزم الحراك السلمي التحرري الجنوبي بناء علاقته مع بقية قوى الجنوب السياسية و الاجتماعية في الداخل و في الشتات على أساس موقف تلك القوى من حق شعب الجنوب في تقرير مصيره بنفسه وتحرره و استقلاله و استعادة دولته.
ولهذا فإنه قد كان لزاما علينا في المجلس الأعلى لتحرير الجنوب أن نضطلع بعبء المسؤولية السياسية والوطنية التي حملناها على عاتقنا، وأن نتخذ خطوات ذات أهمية وطنية ترفع المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب إلى مستوى تلك المسؤولية الملقاة على عاتقه. ، واتخذ المجلس خطوات مهمة تقربه من الجميع وبينها في "برنامجه السياسي وميثاق الشرف الوطني" الصادران بتاريخ 10 ديسمبر 2010م بهدف إيجاد مرجعية سياسية ونضالية موحدة لتصبح بمثابة قيادة واحدة تستطيع حمل القضية إلى الرأي العام داخلياً وخارجيا وتمثل هذه القضية خير تمثيل أمام الرأي العام ،وتستطيع أيضاً إدارتها سياسياً وجماهيرياً بكفاءة واقتدار.ويكون ذلك من خلال جبهة وطنية عريضة تظم جميع القوى المؤمنة بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره بنفسه واستعادة دولته المستقلة, ولا يوجد مبرر يبرر بقاء هذه القوى مبعثرة إن كانت حقا تؤمن بهذا المبدأ بإخلاص.
رئاسة المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب
