يوم الأرض أو يوم النكبة هو اليوم الذي ينفجر فيه بركان الغضب الجنوبي رفضاً لتأريخه الأسود ولونه الأسود وذكراه المؤلمة التي حولت الجنوب دولة وأرضاً وشعباً إلى غنيمة حرب وبقايا أشلاء بشرية نتيجة لعمل خبيث وممنهج أستهدف الجنوب بكامله ماضياً وحاضراً ومستقبلاً .
فيوم 7 يوليو المشئوم هو اليوم الذي وطأت فيه أقدام الغزاة عدن عاصمة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية والتي تم بناءها طوبة طوبه على مدى عقود من الزمن إبان الاستعمار البريطاني وبعده حكومات جنوبية مختلفة ، ليتم تدمير ذلك تدميراً كلياً عبر تدمير القيم المدنية والأجتماعية والتراث الأصيل ، بل وصل الأمر إلى طمس كل ما يوحي إلى أن الجنوب كان دولة حرة لها مكانتها وثقافتها وأن عدن هي مدينة السلام والتعايش الاجتماعي ومأوئ الأرواح والأديان والثقافات .
إن يوم7 يوليو يوم سيتذكره الجنوبيون مدى الحياة وستردد الأجيال فيه ألحان الحزن والألم جيلاً يعد جيل ، فهو اليوم الذي استهدف قيماً أصيلة دفع من أجلها الجنوب أثماناً باهضه وأرواحاً وجماجم كثيرة ، وسواد هذا اليوم القبيح هو سواد ليس في الجنوب فقط بل هو سواد وخزي وبقعة سوداء في جبين الجمهورية العربية اليمنية الشمالية وقياداتها الذين قتلوا حلم الشعبين الشمالي والجنوبي وذبحوه من الوريد إلى الوريد ، فقد ارتكبوا خطأ تاريخياً لا يمكن أن يغفر لهم مهما فعلوا وعملوا غير إرضاء شعب الجنوب وإعادة كآفة الاموال التي نهبوها وسرقوها من الجنوب . ولهذا اليوم تداعياته التاريخية إلى جانب تداعياته السياسية ، حيث ستظل لعنات أجيال الجنوب تطاردهم وتقبح وجوههم وخنوعهم وأفكارهم الاجرامية الدموية البشعة .
ولأن شعب الجنوب لم ولن يرضى بالاستعمار والنهب والتركيع فقد انتفض وسيبقى كذلك حتى يرحل الخاسئون المحتلون وعملاؤهم مدبرين من ارض الجنوب تلاحقهم لعناتي ولعنات شعبنا الجنوبي الأبي وأجياله الطاهرة جراء ما ارتكبوه من قبائح وجرائم تبرئ منها صهيونية إسرائيل وتتقزم أمامها جرائم الفاشيين وعصابات المافيا العالمية .
فشعب الجنوب الحر الشامخ لن يتنازل ولن يساوم في مصيره ومصير أجياله القادمة ، وسيبقى ذا إرادة فولاذية وإصرار متين في الحفاظ على أهدافه المقدسة وفي مقدمتها طرد الاحتلال وتحرير الجنوب وإستعادة دولته بطرازها الجديد وقيادتها الجديدة وفكرها الحديث والمتطور المواكب للعالم وللشراكة العالمية في صنع حياة راقية لشعب الجنوب وأجياله القادمة .وقبح الله الظالمين وأخذهم أخذ عزيز مقتدر ولا نامت أعين الجبناء .. أعين الجبناء.