هل هي أفراح أم أتراح الشعب في مايو الحزين
دارت الأيام وقد عدت يا يوم وحدتي
أفراح شعبي في الجنوب كانت تضاهي فرحتي
ردفان تبكي ويردد شمسان شكواه في غربتي
وراء قضبان ظالم في صنعاء أغتال مسرتي
مايو يا صوتا وحدويا شدت به مدارس الجنوب
مصانعه ومزارعه منذ فجر أكتوبر ثورتي
ما كان يوما في الشمال أو خواصره صدى
لمحب لوحدة الارض مع الجنوب ولكن لثروتي
معاذ الله ان تكون يا مايو حبنا وحلمنا
بعد الفيد والغدر ومن مات حبا في السلطة
يوم 22 مايو هو أحد الأيام الخالدة والتي حلمنا طويلا به وانتظرنا أن يتحقق خاصة نحن جيل المناضلين والقوميين الذي تربوا على كلمات وكفاح زعماء مناضلين خالدين في ذكرى شعبنا عملوا بجهد كبير حتى نصل الى هذه المرحلة الوحدوية أمثال قحطان الشعبي وعبد اللطيف الشعبي وعبد الفتاح وسالمين والحمدي وعبد العليم وعلي ناصر محمد ... وأختتمها علي سالم البيض بخاتمة طيبة مع علي عبد الله صالح وكما يقول المثل المحلي قوم حطبوا وقوم من بعدهم قششوا أو كما قيل ( بتحريف ) الوحدة خطط لها العباقرة واستنفع بها الأنذال الفاقرة "
فسلام الف سلام على السابقين من اهل الهمم والعزائم ..
وأذكر هنا عندما كنا في لبنان الشقيق عام 1982م نحارب الصهاينة هناك في الجنوب ... وكنا هناك جنوبيون وشماليون ولكننا لم نكن نعرف الا اننا يمانيون .. نعم يمانيون فقط ، فيا لها من روعة الموقف والمبدأ والنضال في ارض الشرف والواجب ، وقد ثبتنا الوحدة اليمنية وعمدناها بالدماء الزكية.
وأذكر في هذه المناسبة والدي الحبيب رحمة الله عليه وطيب الله ثراه عمر أمعبد العبادي المرقشي الذي احسن تربيتنا انا وأخوتي وقام بتعليمنا الاخلاق الحميدة والصفات الحسنة والشجاعة والكرم والصدق والامانة وحب الوطن والوفاء له ولتربته ولوحدته ... وكان رحمة الله عليه شاعرا بالفطرة وقد حباه الله عز وجل بالنظرة الثاقبة في الامور المستقبلية وذلك لصفا قلبه وتقواه ومخافة الله ، وقد تذكرت ونحن في هذا اليوم الذي كنا نأمل ان يكون يوما مجيدا للشعب اليمني لا مجيدا للمتشدقين والمنافقين وآكلي المال الحرام وناهبي ثروة الشعب حاضرا ومستقبلا بأسم الوحدة البريئة مما يفعلون ... وأذكر يوم ان انشد أبياتا شعرية وجهها لرئيس الجمهورية من محافظة تعز بعد أحداث 86 المؤلمة قال فيها :-
قل له رعنا نبا وحدة تقع بالعيدبوس(1)
والشعب حد لاجي وحد داخل عدن محبوس
وحدة موقع لا يقع فيه فيه عكوس(2)
ولا جبل ردفان تصبح قلعته معكوس
ما بايدوم الظلم يا ذي انتو جلوس
على كراسي ذي اصبحت في دمهم مقطوس(3)
برع من بلدنا يا خونة يا لصوص
يا ذي تبوا أهل الشرعية يصبح حبلهم مخلوس
من هذه المشاكل بوحي أعظامي يبوس
والجيد يفرح لا سمع دقة الناقوس
والقصيدة التي قالها رحمة الله عليه طويلة وقد اقتبست منها الابيات السابقة فقط حيث كانت نظرته للوحدة اليمنية واقعية وحتى يعرف "دعاة الوحدة" إنهم من يمارس الانفصال والعنصرية والظلم الذي يستمر مسلسله منذ 20 عاما حتى يومنا هذا .. وسيستمر طالما لا يعمل هؤلاء "دعاة الوحدة" على إجتثاث الفساد والعنصريين وازاحة قوى ( العسقبلية ) من حياتنا اليومية ...ثم كيف تريدون منا ان نصدق انكم وحدويون لا انفصاليين وأنا (كمثال) ارزح تحت حكم عنصري قبلي مقيت ظلما وعدوانا خلف قضبان السجن المركزي حولتني السلطة العنصرية من معتدى عليه الى معتدي وجاني .. وقامت النيابة من (الشماليين) والمتحيزة الى جانب الجناة من امثال الحضاري وعصابته (شماليين) واللذين قاموا بمهاجمة مقر ومنزل آل باشراحيل (جنوبيين) وهكذا وبكل بساطة وقف المعتدي والجاني والنيابة صفا واحدا ( ظلما وعدوانا) ضد المجني عليهم فسبحان الله ... من قال "ان الوحدة عزة وكرامة ؟؟"
نعم ستكون الوحدة عزة وكرامة عندما نتساوى جميعنا ( امام دولة النظام والقانون ) والتي لم ترى النور بعد، وعندما لا يغض النظام والقانون النظر عن الاعمال المشينة التي يرتكبها المتنفذون المدعومين من السلطة ويتوقف الزج بالمظلومين الى السجون .
أذكروا وتذكروا ان الظالم سيلقى ربه عاجلا أم آجلا، وسقف المظلوم امامه يقاضيه امام قاضي السماء يومها:-
بسم الله الرحمن الرحيم " ولو ان اللذين ظلموا ما في الارض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون، وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون " الزمر الآيتين 47، 48.
ختاما هذا عهد من المرقشي من خلف القضبان :
كلا وعهد الله ودين المصطفى
ما نقبل الباطل ونسمح له يزيد
ان كان هي وحدة تساوي بيننا
فالكل يتمنى لها العمر المديد
وان كان هي وحدة بحكم الفاسدين
بانعجن الدنيا ونعصدها عصيد
ما دامت الدنيا لحد من قبلهم
حتى لقائد مثل صدام والمجيد
والختم صلى الله على طه النبي
ما حن رعد الصيف وامسى يا رعيد
أخيرا.. أحيي كل الشرفاء والمناضلين اللذين ساهموا في تحقيق هذا اليوم. ونترحم على كل الشهداء اللذين سالت دماؤهم لتحقيق هذا الهدف.
الهامش:-
1. العيدبوس: القوة أو الرضى.
2. عكوس: سقوط وانتكاس.
3. مقطوس: غريق في الدم.
من خلف قضبان الظلم والاستبداد
المسجون قهرا: أحمد عمر العبادي المرقشي
السجن المركزي – صنعاء