من موقع دويتشه فيله
اليمن: تصاعد التوتر في عدن في ذكرى الحرب الأهلية
يشكو الجنوبيون من قلة فرص التنمية في مناطقهم
تشهد مدينة عدن جنوب اليمن مزيداً من التصعيد على خلفية ما بات يعرف بالحراك الجنوبي، حيث اندلعت النيران في ثالث محطة كهرباء خلال هذا الأسبوع. الحادث يأتي بعد مقتل شخصين على يد الشرطة خلال تظاهرة دعا إليه انفصاليون.
شب حريق في محطة ثالثة للكهرباء بجنوب اليمن اليوم الخميس (8 يوليو/ تموز) بعد أن حاصرت ألسنة اللهب محطتين أخريين في وقت سابق هذا الأسبوع، فيما وصفته الحكومة بهجمات شنها انفصاليون. وقال مسؤول حكومي إن الحريق الأخير، الذي أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في أجزاء كبيرة من مدينة عدن في جنوب البلاد، نتج عن زيادة في قوة التيار الكهربائي بمحطة رئيسية لتوليد الكهرباء مما أدى إلى حدوث انفجار. وقال المسؤول إنه تم إطفاء الحريق.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع قالت الحكومة إن انفصاليين جنوبيين فجروا محطة للكهرباء بمحافظة الضالع بجنوب اليمن، ملقية بالمسؤولية على انفصاليين في اندلاع حريق بمحطة أخرى للكهرباء في حضرموت. وفي ضوء هذا ألقت السلطات اليمنية القبض على عشرة مهندسين للاشتباه في ضلوعهم في الحادث. ولم تعلن أي من الجماعات الانفصالية مسؤوليتها عن أي من هذه الحرائق.
مصرع شخصين في تظاهرة للحراك الجنوبي
وتصاعدت الاشتباكات بين الحكومة والانفصاليين في الجنوب في الأشهر الأخيرة بعد عقدين من إعلان الوحدة بين شمال اليمن وجنوبه. وكانت أحدث الصدمات وقعت الأمس الأربعاء في عدن عندما قتلت الشرطة اثنين من المحتجين بالرصاص في اشتباك خلال "يوم الغضب"، الذي دعا إليه انفصاليون. ولقي المحتجان حتفهما بعد أن فتحت الشرطة النار على متظاهرين أرادوا أن يقيموا موكباً جنائزياً لمواطن من الجنوب أدى موته الشهر الماضي أثناء احتجاز الشرطة له، إلى تصاعد التوتر في عدن. وذكرت الشرطة أن بعض المحتجين كانوا مسلحين.
على صعيد آخر يكافح اليمن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من البلاد مقرا له والذي استقطب انتباه العالم حين أعلن المسؤولية عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب أمريكية متجهة إلى الولايات المتحدة في ديسمبر/ كانون الأول. وتصاعد التوتر في عدن عاصمة جنوب اليمن قبل الوحدة منذ أن قامت السلطات بمداهمات من منزل إلى منزل في 25 يونيو/ حزيران لإلقاء القبض على متشددي القاعدة المطلوبين في هجوم على مقر جهاز المخابرات في المدينة والذي أسفر عن مقتل 11 شخصاً.
دعوة حكومية إلى ثقافة الوحدة والتسامح
احتفل اليمن بمرور 16 عاما على نهاية الحرب الأهلية في ظل أجواء من التوتر في الجنوب
وأحيا اليمن أمس الأربعاء ذكرى انتهاء الحرب الأهلية قبل 16 عاماً، وقال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمام تجمع للقوات المسلحة بهذه المناسبة إن السابع من يوليو/ تموز هو ذكرى "اليوم الذي انتصر فيه الشعب وقواته المسلحة والأمن للوحدة المباركة واسقطوا كل الرهانات الخاسرة، التي أرادت من خلالها تلك الحفنة العميلة والمتآمرة والمرتدة النيل من الوحدة والتآمر عليها في صيف عام 1994".
ودعا صالح إلى "التصدي بحزم لثقافة الكراهية والبغضاء والثقافة المناطقية والقروية والعشائرية وان تكون ثقافة الجميع هي ثقافة المحبة والإخاء، ثقافة الوحدة الوطنية والتسامح والبناء والتنمية".
وكانت قوات الرئيس اليمني ضربت بيد من حديد عام 1994 محاولة قياديي اليمن الجنوبي السابق العودة إلى دولة الجنوب بعد أربع سنوات من توحيد اليمنين ضمن اتفاق سياسي. وفي السابع من تموز/ يوليو 1994 سيطرت هذه القوات على عدن التي كانت عاصمة اليمن الجنوبي السابق، وانتهت الحرب.
(ه ع ا/رويترز/د ب ا)
مراجعة: عماد مبارك غانم
السبت 10 يوليو - 1:59 من طرف وضاح الجنوب