نجيب يابلي
صدر عن دار (مدبولي الصغير) بقاهرة المعز كتاب (أعظم قصص الحب في القرن العشرين) لمؤلفته زينب عفيفي عرضت الكاتبة في سياقه قصص حب لعدد من المشاهير من الأدباء ونجوم السينما بالإضافة إلى عدد من حكايات الحب، وورد في السياق منعطفان يبدآن بـ(هكذا)، جاء المنعطف الأول بعنوان (هكذا يحب الزعيم) والثاني بعنوان (هكذا يحب الجنرالات).
وقفت أمام أعظم قصة حب تفوز بجائزة نوبل من (59) بطلا القصة هما الأديب الروسي بوريس باسترناك (1890-1960) وسكرتيرته الجميلة أولجا أفنسكايا (1912-1995).
نشأ باسترناك في بيئة إبداع فوالده كان رساما أمه موسيقية، بدأ باسترناك في دراسة القانون واهتم في شبابه بالتأليف الموسيقي والشعري وهاجر إلى ألمانيا لدراسة الفلسفة وعاد إلى موسكو بعد نهاية الحرب العالمية الأولى ليعمل في أحد المصانع وبعد قيام الثورة عمل في إحدى المكتبات وظهرت له أولى مجموعاته الشعرية وصنفت بأنها معادية للمجتمع وعاش بعد ذلك في عزلة إجبارية.
التقى حبيبته أولجا اول مرة في العام 1946 وكان في السادسة والخمسين وكانت هي في الرابعة والثلاثين عاما واستقبل كل منهما ذبذبات الحب وكان كلاهما صاحب تجربتين في الزواج كانت أولجا الجميلة تعمل محررة ومترجمة وفي العام 1949 توطدت العلاقة بينهما وأنجز بعد ذلك روايته العالمية (دكتور زيناجو) التي ترجمت إلى معظم اللغات الحية واستحق عليها جائزة نوبل عام 1958م.
أبدت أولجا توجسا في استعداد دار نشر إيطالية لنشرها وانتشرت الرواية فوجهت المخابرات ضربة قاصمة لباستر ناك ، حيث أودعوها سجن لوبيا فكا الشهير ثم أرسلوها إلى معسكر عمل في جمهورية مولدافيا بلا أية محاكمة وسجنت في زنزانة انفرادية وخضعت لضغوط ذهنية ونفسية وكانوا يحققون معها ليلا ونهارا ورفضت بشدة زج اسم حبيبها باستر ناك في مؤامرة تجسس مزعومة وقال باستر ناك: إني أدين بحياتي لأولجا لأنهم لم يمسوني خلال تلك السنوات بسبب بطولتها وقوة تحملها وفاضت قريحته الشعرية في حب فولجا وكان يرعى أمها وأطفالها.
أطلق البوليس السياسي سراح أولجا العاشقة الصامدة. فيما كان المرض قد استفحل في أنحاء جسمه ومات متأثرا بالسرطان الخبيث في ربيع عام 1960م ووقفت أولجا بين الآف المشيعين ووضعت الزهور تحت يدي حبيبها وألقت بنفسها عليه في وداع أخير.
لم تنج أولجا من بطش النظام لأنها كانت في فترة حزن وغضب على النظام البوليسي وقضت نفس العقوبة، حيث أطلق سراحها عام 1964م وقضت ما تبقى من عمرها في ذكر باستر ناك الذي لم تتسع له الشقة المكونة من غرفة واحدة وفي عهد جورباتشوف تمت تبرئتها من التهم المنسوبة وذلك عام 1988م وفي العام 1995م توفيت أولجا عن عمر ناهز الـ(83) عاما متأثرة بنفس المرض الذي مات به حبيبها.
أما هشام باشراحيل فقد عقد العزم على تطوير حبيبته (الأيام) في مشوار كفاحي كمي ونوعي، حيث تطور إصدارها من يوم إلى يومين إلى ثلاث أيام إلى ستة أيام وأخيرا إلى سبعة أيام، بالإضافة إلى الإصدار البديع لـ(الأيام الرياضي) فكانت الأولى انتشارا على المستوى الورقي وعلى المستوى الإلكتروني.
تعرضت حبيبة هشام للأذى والتقطع من قبل عصابات مدعومة من النظام ومن قبل عصابات النظام رسميا، وأوقفت اعتبارا من 6 مايو 2009م حتى يومنا هذا وحرمت من المشاركة في تغطية مونديال جوهانسبرج وخليجي 20 في العام 2010م.
تعرض الحبيب المقهور للاحتجاز في معسكر طارق وخضع للعلاج في منزله وفي المستشفى وتلقى العلاج في الخارج (المملكة العربية السعودية) مرتين خلال يوليو وديسمبر من هذا العام.
رفضت أولجا بيع حبيبها باستر ناك ورفض ويرفض هشام بيع حبيبته (الأيام) فقد كانت في القمة ولا يعقل أن تهرول إلى الحضيض.
اللهم أنصر حبيبنا هشام وحبيبته (الأيام) آمين!!.