خمس سنوات للحراك الشعبي الجنوبي السلمي الذي أرتكز على التصالح والتسامح وعلى معانة الشعب الجنوبي من فقر وجوع وظلم واستبداد سياسي واجتماعي وسياسة السلب والنهب من قبل السلطة لثروات وأرض الجنوب وشعور ابناء الجنوب أن النظام السائد قبل الوحدة أفضل من هذا النظام الحالي فالصحة والتعليم والتسكين كانت مجاناً بالاضافة الي الاهتمام بالكوادر المدنية والعسكرية كل هذه المقومات أدت الى توسع وتمدد الحراك السلمي الجنوبي بين كافة الفئات الاجتماعية السياسية والثقافية في عموم الجنوب من المهرة إلي باب المندب .ولكن للاسف أن قيادة ورموز الحراك السلمي ضلت مشغولة بالشخصنة للقضية وشر عنتها في أشخاص أو مكونات وانشغالها بترميز نفسها والحديث عن بطولتها ومنجزاتها بالرغم أننا لم نصل للهدف المنشود بعد .ولم تستفد من توسع وتمدد الأعضاء والمناصرين والمتضامنين في الداخل والخارج بسبب اصرار السلطة على عدم الاعتراف بالقضية الجنوبية العادلة وحلها حل عادل يرضي الشعب الجنوبي ولجوائها الي قمع الفعاليات السلمية الجنوبية واعتقال نشطاء الحراك السلمي الجنوبي وعسكرة المحافظات الجنوبية والقرى والمدن الجنوبية ,وتناست هذه القيادات والرموز أننا لازلنا بداية الطريق واننا بحاجة الى أصطفاف وطني جنوبي وتضامن خارجي من أجل الوصول الى الاهداف النبيلة لشعب الجنوب الابي كما ظلت مشغولة بالمشاريع السياسية والرؤى والبيانات الأقصائيه والتخوينيه والتصارع على الشرعية المشاريع السياسية وتناست أن الشرعية الاولى والاخيرة لشعب الجنوب الذي هوسيد القرار في تحديد المشاريع و الرؤى المستقبلية وهذه الاسباب كانت سبب كبير في تحيد المتعاطفين والمخلصين في الداخل والذين يعملون بالكتمان لإيمانهم بعدالة القضية الجنوبية ولايبحثون عن ترميز أو مناصب مسبقة وكذا تحيد الدول المتعاطفة معنا في الخارج اعلاميا وسياسياً حتى أصبح لاتوجد أي قناة تنقل فعاليات الجنوب السلمية للخارج ولقد رئينا دور الاعلام في تحرر الشعب التونسي الابي وكيف استفاد منه هذا الشعب المغوار والذي كان يجب أن نكون نحن قبلهم بالتحرر .ولهذا نجد أن أًصحاب شعار أنا ومن بعدي الطوفان هم العائق الأكبرعلى توسع وتمدد الحراك والحفاظ على شعبيته بين كل القوى الجنوبية وهؤلاء لايوجد فرق بينهم وبين من ينادون بشعار ( الوحدة أو الموت )وبأسلوبهم الشمولي جعلوا فئات المشايخ الجنوبية تطالب بالعودة الى ماقبل الاستقلال وكذا بأقصائهم وتخوين الفعاليات السياسية في محافظات الجنوب والتي كانت ولازالت الداعم الرئيسي للفعاليات الجنوبية السلمية والتي مؤمنه بأن الحراك هو الممثل لشعب الجنوب بل أن البعض وصفهم بأنهم الخطر على القضية أكثر من السلطة التي تقمع وتعتقل وترفض الاعتراف بالقضية الجنوبية العادلة ولم يتبقى الا تصفيتهم بالسلاح ونتيجة لهذا الاقصاء والفكر الشمولي وثقافة التخوين أدت الى أن الفعاليات السياسية في المحافظات الجنوبية تناضل من أجل الكوندفيدراليه وأستعادة كافة الأراضي و المؤسسات الجنوبية المنهوبة والمسلوبة .وكلنا يعلم مدى القوة التأثيرية لهذه الفئات ( مشايخ وفعاليات سياسية جنوبية وشخصيات أجتماعية وثقافية) التي كانت تناضل تحت اجنحة الحراك السلمي الجنوبي وكانوا أطراف في اتفاقية زنجبار 9/5/2010م والذى سعى لتوحيد كافة القوى الوطنية الجنوبية في جبهة واحدة ولكن للأسف عدم القبول بألرائي والرائي الاخر وكذا شرعنة القضية في أشخاص والمزاجيه لبعض الرموز جعل هذه الجبهة تعود للعمل الفردي بدل الاحتفاظ بالعمل المؤسسي الجماعي وتطويره .وقبل أيام قراءة تصريح لدكتور ناصر الخبجي بأنه يطالب من القيادات الجنوبية الوقوف مع شعب الجنوب وهذه بادرة طيبة من الدكتور ناصر أنه أدرك ولو بعد أربع سنوات أن هناك جنوبيون موجودين بالسلطة ويستطيعون التاثير وقلب المعادلة ولكن كيف سوف يتعاطفون مع الحراك اذا كانت قيادات الحراك السلمي الجنوبي الي اليوم لم تستطع عمل منظمة مؤسسية وكذا الايمان بالعمل الجماعي والتنظيم واحترام الرائي والرائي الاخر والايمان بالرجوع لشعب في النقاط التي نختلف عليها وليس باستخدام الشرعنة و التخوين , فهل يعقل أنهم سوف يضحون عن مصالحهم ولازال قيادة الحراك السلمي الجنوبي تخون وتشكك بعضها وتطالب الاستقالة من الجنوبيون في احزاب المعارضة الذين يناضلون معهم وتحت الشعار الذي يناضلون من اجله وهذا مايجعلهم يشككون بنوايا قيادة الحراك السلمي الجنوبي .لهذا لابد من قيادة مجالس الحراك السلمي في المحافظات والمديريات مراجعة الحسابات وليس العيب في الخطاء وانما العيب في استمرار الخطاء وترك العاطفة والعفوية في القضايا المصيرية والتي لابد من مشروع أصطفاف وطني جنوبي أجل رفض الانتخابات وانتفاضة وطنية جنوبية تلم كافة القوى الوطنية الجنوبية من ( مجالس حراك سلمي في المحافظات والمديريات , المشايخ والاعيان , والفعاليات السياسية في المحافظات والمديريات , ومنظمات المجتمع المدني مجالس المتقاعدين العسكريين واتحاد شباب وطلاب الجنوب ) .وفي الأخير أوجه سؤال لقيادة الحراك السلمي الجنوبي :-هل أنتم تقودون ثورة تحرر أم ثورة لتدمير مشروع التصالح والتسامح واعادة الوحدة واللحمة الوطنية الجنوبية ؟
جمال الحسني