أفضل خدمة ممكن تسديها القيادات الجنوبية بالداخل والخارج للجنوب وأهله هو(الصمت) ولو إلى حين، بعد أن أصبحت تصريحاتهم وبياناتهم التي تنثال كالمطر هذه الأيام عبر الصحف والمواقع الاليكترونية تشكل عوامل إحباط وارتكاس للجنوب وشعبه ،لولا أن أصبح الناس في عموم الجنوب محصنين من هذه الملوثات بمصل الإيمان بعدالة القضية وصواب وسيلة نضاله السلمية ، وإنه أي الجنوب لا يأبه أن انقلب (زيد) على عقبيه ولا أن تخاذل (عبيد) عن موقفه.
اليوم الجنوب في ساحات نضاله في المدن والقرى والجامعات من أقصى شرقه إلى أقصى غربه يضبط إيقاعه الجماهيري بصورة متسقة ومتناغمة تدل على أشياء كثيرة،أهمها إن هذا الشعب هو قائد نفسه بنفسه، ولديه القدرة على تجديد نفسه بنفسه وانه لا تعنيه خلافات من يفترض إنها قيادته بالداخل والخارج طالما وان هذه الخلافات على ما يبدو تبدد طاقاته وتنال من قوته وجهده، ولتفهم بالتالي هذه القيادات انه من السهولة بمكان تخطيها إن هي راوحت مكانها واستغرقت بجلد ذاتها ونشر غسيل بعضها البعض بهذه الصورة المقززة إلى استغلها ويستغلها للتشفي خصوم هذا الجنوب المكافح في محاولة لتثبيط همته وعزيمته وبمساندة هذه القيادات أنفسها حتى وان كان دون قصد.
إن كان ثمة حاجة ملحة لاستخدام العقل والاسترشاد به ففي هذا الوقت بالذات، ليعي الجميع إن ما يحتاجه الجنوب اليوم في هذه المرحلة هو ترشيد الخطابات والبيانات والكف عن القيام بمهام هي أصلا من مهام الخصوم مثل إثارة مزيدا من التشتت عبر التراشق بالتهم والتشنيع التي تحتويها هذه البيانات والتصريحات.
فيجب ان تخجل هذه القيادات ويتصبب جبينها عرقا وهي ترى كيف يتشفى خصوم الجنوب بشعبه بسبب (حرب بياناتها التي لا ينفذ بحرها) والتي جعلت الشعب الجنوب مكشوف الظهر أمام خصوم كثر يتربصون به بالدواهي.
الجنوب اليوم نستطيع أن نقول وبثقة أكيدة انه شعب حي وصاحي الذهن والبال،ولكن لديه قيادة لا تزال تغط في سباتٍ عميق، لا تصحوا منه إلا لتسمعنا بيان (مشتامة) أو تصريح(مجنانة) تنضح إقصاء وتخوين،ثم لا تلبث أن تعود ادراجها إلى مرقدها ثانية.
فمن يضن نفسه انه هو مركز الجنوب ومحوره وان حركات الجنوب وسكناته لا تتم إلا بإشارة منه أو أومآئة بطرف رمشه، فهو واهم دون شك، فعجلة الجنوب وحراكه السلمي الذي ازداد زخمه في خضم هذا العبث القيادي المخجل،هو خير رد على ذلك الاعتقاد ،وان هذه الشعب لا يمكن أن يربط مستقبله بشخص أو أشخاص منشغلون بنهش بعضهم البعض،فمن يريد اللحاق بركب القطار الجنوبي حتى محطته الأخيرة فعرباته مشرعة الأبواب أمام الجميع ،ومن يود أن يضل منهمك بصياغة البيانات المجرحة والمسيئة للجميع والناهشة بالجسد الجنوبي المنهك أصلا فإن قطار الجنوب سيتخطاه ،إن لم تمزق قضبانه جسده.
لقد اضطررنا آسفين والمرارة تسحقنا سحقا إلى قول هذا الكلام بعد أن بلغ بنا السخط مبلغه من عجزنا عن الإجابة على تساؤلات حائرة من عامة الناس عن ماهية الخلافات التي تعتري هذه القيادات في الوقت الذي يصدر من هذه القيادات بيانات وبرامج ورؤى تكاد تكون متشابهة ببعضها البعض إلا إن ذلك يصحبه بيانات مرادفة تنال من الجميع حتى بمن أصدرها،يأتي هذا في الوقت الذي يزداد الشارع الجنوبي تراصا وتآزرا.
ولنتذكر جميعا أن تضحيات قد بذلت ودماء قد سالت وأرواح أزهقت على مذبح الحرية والإنعتاق.
(الحرية للمعتقلين)