لغز ظل يسافر في أثير حاضر وغائب على العامة والخاصه دون أنتقاص. بين النهدين فارق المسافة قربت ألتقاط الصورة في حديث الأدمغة عند تفسير الفكاهة بلغة السياسة؟
رئيس ومعاونيه يغادرون المسجد دون صوت أو صورة سوى ماتبقى من قبعات متروكه وآثار أنفجار. عندها تبقى الصورة للمشهد متروكه للقراءة وبتمعن؟
تلت المشهد تصريحات ونقاشات لم تجد طريقا لضوء ينفذ لكشف الحقيقة؟ تم التعتيم وترسيم المشهد في محاور منقوصة التفسير بين صنعاء والرياض في حوض, لم يكن مألوفا في تاريخ السياسة ولو لحين. حيث أن الأقليم في ظل التعتيم مع العنصر الخارجي وزحمة الأحداث المتسارعه بات في حكم المؤكد غير قادر على الاخراج, بل والأقناع لتدهور الوضع السياسي والأمني وبقاءه خارج السيطرة. لعدم أستكمال تسوية الملعب السياسي لما بعد جمعة النهدين؟ ولو حتى في هذة الأثناء.
لربما يكون تسويتة لمفاجآت قادمه تلعبها أطراف دوليه؟ في رسم المشهد الجيوسياسي وفق حضور هذا الطرف أو ذاك على الأرض وقدرة الأملاء الأمني والعسكري والسياسي وتقاطعة مع مصالح العراب الدولي الناجح؟
فشلت محاولة تطويل عمر النظام عند حدود الوضع القائم ليبقى الأجتهاد سيد الموقف في المشهد الدراماتيكي بأبعادة المختلفة الذي يلقي بظلالة على الحياة العامة أكثر أزدراءا يصعب تفسيرة؟
الهدف أفراغ الحراك السياسي السلمي في الجنوب بتلازمه مع ثورة الشباب من المضمون والجوهر, بأخراج يتماشى مع قوى الردة الباقية من مخلفات ماضي نظام صالح وفي وضع أقليمي ودولي أمريكي النكهة هذة المرة هو الصاخب على العجينة تلك التي لم يتم أختمارها بعد رغم التضحيات والمعاناة والدم, علما أن الوضع مهما كانت نوعية الخدع المتبعه هذة الأيام كتفسير لما يجري في أبين ولحج والمشاهد في بعض محافظات الجنوب الأخرى, يثير الريب في الوقوف عند حقيقة واحدة لاغير.
على أن هذة الخدع هي من صنائع النظام وماتبقى من المتعاونين معه في عدم أعطاء الثورة والحراك مجالا للخروج من هذة الدوامة ودفعهم الى مربعات تعمل على أفراغ جوهر ومضون القضية بأكملها. ولم يدرك هولاء, أنه لايمكن أعادة الأمور الى ما قبل جمعة النهدين مهما كانت نوعية تلك الخدع وطرق أخراجها.
وعلى الرغم من محاولة خلط الأوراق من أولاد صالح وأولاد أخوته القابضون على ماتبقى من وحدات الحرس الجمهوري والخاص والأمن المركزي وأفراد الأمن القومي والجيش, مع أدرك تلك القوى أن بتقاطعهم مع مصالح المتصارعين معهم من أجل السلطة في العائلة والقبيلة والتحالفات الدينية السابقة مع صالح. قد عملت على محاولتهم المقايضة لنقل مسرح العمليات العسكرية الى بعض محافظات الجنوب من خلال عمليات تبادل أدوار لمجاميع مسلحة تدين الولاء لها في ألصاق تهمة القاعدة بالحراك الجنوبي وعلى بعث رسائل واضحة للأقليم والمجتمع الدولي, على أن غياب الرئيس صالح كان وراء ذلك.
وهو الوضع الذي تسبب في الفراغ الأمني والأداري والسياسي. وفي ذات الأتجاة تطويق ثورة الشباب ومصادرة شرعيتها في أستحواذ تلك القوى على الوضع وسيادتهم على المشهد السياسي, بأعتبارهم الأقوى على الأرض.
ومن ثم يتم تواصل التعامل معهم أقليميا ودوليا حتى لا تفلت الأمور برمتها وخسارة منافذ وطرق التجارة الدولية بسيطرة من قبل ما يدعونه بالقاعدة والأرهابيين؟ علما أن هذة الأسقاطات باتت غير قادرة على حملهم مرة أخرى الى سدة الحكم.
ولهذا بدأت الآن تتكشف حقيقة تلك الأطراف من النظام التي أدعت مساعدة وحماية ثورة الشباب؟
لم يدرك القائمون على هذة المناورة من أن من يرسم المشهد على الأرض هم الحراك الجنوبي وشباب الثورة. وأن هذة الخطة العسكرية الأمنية الألتفافية لم ولن تنطل على أحد صعوبة تمريرها وفق ما ذهب الية بقايا نظام صالح والمتعاونين الجدد.
لذلك عليهم أدراك حقيقة أن من مشهد النهدين سرطان يعم الفكين بل والبطين أنتشر في جسد النظام, لايعرف معنى لقراءة الكفين, في ظل أنهيار النظام وبقاء مصير الرئيس مجهول. وهو الأمر الذي لم يعد ذو شأن في الأهتمام في أية أضافات الى المشهد السياسي, على الرغم من عدم نقل السلطة الى القائم بأعمال الرئيس وبقاءة حتى اللحظة خارج المعادلة السياسية بفعل تعطيل مهامة من قبل أولاد وأولاد أخ الرئيس. مما يرشح الوضع السياسي الى مزيد من الأحتقان وتواصل تدهوره الأمني, وعدم سيطرة طرف بعينه على الأوضاع. مما يدخل البلاد والعباد الى أستمرارية النفق المظلم تماما وعدم قدرة الرؤية في معالجة الأستحقاقات ليفتح الأبواب واسعة لكل الأحتمالات؟
لتبقى مبادرة الأستحقاق السياسي للحراك والثورة بمايشملها من ملف صعدة في نسق واضح . تفرض حقيقة لابد من أقتناص الفرصة في تسجيل حضور يمكنهم من مواصلة تحقيق أهدافهم , ىوقطع الطريق عن كاهل بقايا النظام ورموزه, مما يركنهم في زوايا لاتتعدى كونهم أمراء حرب ليس الا وضياعهم في خضم سرعة تطور الأحداث التي لا يصبحون جزء منها بل لتتجاوزتهم تماما وخروجهم من المشهد.
لكن لتحقيق ذلك على عرابوا المشهد الواقعي على الأرض من تدارس هذا الأمر بالأعتراف بحقوق البعض دون أنتقاص لتفعيل التلازم في مصفوفة التحالف بما يقطع مسافة تجاوزالتحديات بأقل الخسائر والوقت أيضا؟ وعلى مغادرة الحاضر للذهاب الى المستقبل معا يكون أساس فلسفة أدارة التباينات والأختلافات في كل أطار.
وتأسيسا عليه يصبح من الممكن للشباب في الثورة ومكونات الحراك فك طلاسم الفزوره, رغم أن لغتهم محضوره وفقط في الساحه مفسوحه, وحتى خلف كواليس السياسه معزوله أقليميا ودوليا. لكنه من الصعب القفز عليهم. لتبقى الأوضاع, في حالة عدم الأستجابه لهم, قنابل موقوته قابلة للتفجير في أي حين؟
هنا, الآن وقبل الغد على الشباب أينما كانوا أدراك حقيقة التقاطع مع الحراك الجنوبي في النهوض الى مستوى الحدث والأعلان مع من يؤمن بأستحقاقات الاطراف على تصعيد الموقف في حمل الوضع الراهن عبر مشاركة كل أطراف العملية السياسية في المعادلة السياسية بما يضمن ماهو للثورة, للجنوب أيضا متسعا لنيل الحقوق وفقا لمتطلبات وأستحقاقات شعب الجنوب وبحرية مطلقة, وهي حاجة بل وضرورة حتمية تاريخية تستجيب هذة المرة دون أنتقاص لأراداة الناس, وهنا يتم التأكيد على مبدئية وحيوية وعدالة الثورات, ومن ثم صنع الأنتصار النهائي, وبالتالي تصبح جمعة النهدين بالفعل فاصل بين عهدين, جوهرها ترسيخ التسامح والتصالح عموما في مفاهيم فلسفة منظومة الحكم, من خلال التقارب والتناسج والتقريب لذات المعاني في العيش بحياة تضمن حقوق الكل دون أستثناء. ترسيخا لقواعد الديمقراطية الحقيقية قولا وفعلا وبما يخلق بئية لبناء مجتمع مدني حديث. يكون رئية منها يتنفس ويخلق القادم الحي الحامل لأحلام العامة الى المستقبل السعيد وفق أستحقاق وأرادة شعب الجنوب واليمن ومايبتغوه مهما كانت الصعاب ومحاولات التجهيل والتهميش, فالأوطان لا تنتهي بالتقادم؟
والله من وراء القصد.
كاتب وباحث أكاديمي
لندن 18يونيو 2011
السبت 18 يونيو - 20:32 من طرف الجحاف