عشت حراً فارساً ومقارعاً للظلم ورافضاً للذل والهوان وفضلت عاماً كاملاً شاهراً سيفك في أروقة المحاكم تهزم المحتلين وهم يهربون مذعورين حتى صار اسمك يثير الرعب في نفوسهم
لقد غدروا بك ولكنك لم تنهزم بل هزمتهم شر هزيمة هزمتهم مرتين عندما استعصت كرامتك عليهم فلم يستطيعوا إذلالك وكان لهم أن يقتلوك وأنت مكبلاً و فوق ذلك كنت مقاوماً لهم لم تتوسل لهم في أن يطلقوا سراحك لم تطلب منهم حتى شربة ماء في الوقت الذي كانت تعوزك القطرة لنطفي لهيب الظماء كنت تقاومهم بيد واحدة فكان تركيزهم على شلها وهذا ما أثبته الطبيب الشرعي.
وهزمتهم المرة الثانية وأنت راقد في صقيع ثلاجة مستشفى الجمهورية فيما نار غضبك الشعبي يلفح وجوه الخزي والعار لأنذال من البحث الجنائي ومن التابعين للمحتل وأنت تتربع الميدان في أروقة المحاكم كانت كل سيوفهم تتكسر أمام صمودك وأسرتك كنا نتوجع بأنك لم تستريح في قبرك نتوجع اذ تذكرناك ونحن في الأساس لم ولن ننساك نتألم لأنك لم ترتاح في قبرك ومع ذلك كان لجولاتك في المحاكم معنى كبير لأنك لم تدافع في أي وقت من الأوقات عن نفسك بل وكما عهدناك لم تدافع عن كرامتك فحسب إنك تدافع عنا جميعاً عن وطنك وعن أهلك وتقول للعالم أن دم الجنوبي غالي دم شعب الجنوب المحتل غالي وهكذا كان شعارك وهكذا كان هديرك في كل يوم تعقد المحكمة جلساتها وكل يوم يكتب كاتب أو يوثق مؤرخ وهديرك هدير شعب الجنوب وصوتك صوت شعب الجنوب هكذا انتصرت للمرة الثانية انتصرت فيما كان يتخاذل المتخاذلون ويتقهقر المتقهقرون ويتراجع المتربصون وأنت كواحد من الفرسان قابضاً على سيفك ترفض كل ما يضعه النخاسون من ثمن للكرامة أنت وأسرتك وأهلك وزملاءك وأصدقاءك من أبناء (حي الشهامة) وكل شعب الجنوب من خلفكم تنهرون كل يوم سمساراً ممن يبحثون عن التسويات وهم كثر وترفضونهم كما رفضهم شعب الجنوب في قضيته ترفضون من يحاول المساومة - وهل في كرامة الشعوب مساومة - هكذا كنتم وهكذا سيظل الشرفاء يسطرون أروع الأمثلة سيحفظها التاريخ الجنوبي المليء بالمآثر والبطولات سيحفظها للأجيال التي تتغنى كل يوم بالبطولات الرائعة لك ولزملائك الشهيد نجيب عبد الستار والشهيد وضاح البدوي والشهيد فارس الطماح والشهيد محسن الطوئرة والشهيد بن همام والشهيد بارجاش والشهيد وديع الجنيدي والشهيد عمر الصبيحي و الشهيد عبد اللطيف محبوب اللحجي الذي سقط وهو يهتف باسمك ويردد أن دمك يا درويش في رقابنا والذي نعاهدكم ويعاهدكم شعب الجنوب كل يوم على عدم التراجع والتهاون حتى ننتصر لقضيتكم قضية تحرير الجنوب المحتل.
هكذا هم شباب الجنوب وهكذا هي الجنوب الولادة بالأبطال وهكذا هي عدن الوفية لرجالاتها وأبطالها سوف تخرج ظهر يوم غد الجمعة لوداع الفارس الشهيد أحمد محمد الدرويش
فعلى دربكم اخترنا الحياة بكرامة وعلى دربك فضلنا الموت على الذل والهوان وعلى دربكم سائرون وإلى النصر ماضون والله أكبر الله أكبر وليخسأ الخاسئون.
وإنها لثورة حتى النصر
عدن – 23 يونيو 2011م